السيطرة على التنظيمات الإرهابية..

“أموال الدم”.. فلم وثائقي يفضح النظام القطري

بحثت الدوحة عن بعض الجماهيرية لها على المستوى العربي

الدوحة

قبل أن تنتهي الدقيقة الأولى من الفيلم الوثائقي “Blood Money أو “أموال الدم”، يظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقطع فيديو، خلال أحد مؤتمراته، العام الماضي، ليؤكد: “قطر لعبت دورًا تاريخيًّا في تمويل الإرهاب”. هذا بالضبط ما يمكن أن يلخص الوثائقي الذي أنتجته مؤسسة “سيرنو فيلم” الأمريكية؛ وهو عبارة عن تحقيق مطول للكاتب الأمريكي ديفيد ريبوي، الذي يحتل المساحة الكبرى في الوثائقي.

الفيلم يطرح تساؤلات كثيرة؛ منها: كيف أصبحت الدوحة الراعي الرسمي للإرهابيين في العالم؟ لتأتي الإجابة بأكثر من صيغة؛ غير أن عبارة واحدة كانت كافية: “الدوحة هي المكان الذي يتحول الناس فيه إلى إرهابيين من أجل المال”.

الدوحة الإرهابية

“الإخوان”، “حماس”، “القاعدة”، “داعش”.. كلها تنظيمات لم تكن لتحقق ذلك التأثير دون التمويل القطري؛ إذ يوضح الفيلم أن قطر لم تكن تكتفِ بدفع المال فقط لدعم وتسليح التنظيمات الإرهابية، ولكنها سعت دائمًا، وتسعى باستمرار؛ لشراء الشخصيات أصحاب النفوذ والجماهيرية، والمؤثرة في محيطها الإقليمي، تمامًا كما فعلت الدوحة مع الشيخ يوسف القرضاوي الذي تكفي فتوى واحدة من تلك الفتاوي التي يطلقها؛ كي يحل على العالم خراب مقيم.

الدوحة تشتري ضمير العالم

الفيلم يوضح أن قطر ما كان لها أن تسيطر على التنظيمات الإرهابية وتحصل على ولائها لولا ضمانها نفوذًا قويًّا وفعالًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب الفيلم، الذي اعتمد على تقرير نشرته جريدة “وول ستريت جورنال” الأمريكية؛ فإن الدوحة أنفقت 16.3 مليون دولار في عام 2017 فقط؛ لشراء ما تقدر عليه من أعضاء اللوبيات صاحبة التأثير داخل الدولة الأقوى في العالم، أملًا منها في تغيير السياسة الأمريكية؛ لتخدم مصالحها بأن تلعب دورًا في المنطقة.

قناة الجزيرة

لم يفُت على الفيلم الوثائقي أن يتحدث عن قناة “الجزيرة” القطرية؛ إذ تعجَّب الباحثون المشاركون من استمرار القناة القطرية في البث والعمل فوق الأراضي الأمريكية على الرغم مما تبثه من أكاذيب وفضائح؛ غير أنهم اتفقوا على أن الدوحة نجحت في الاستحواذ على ولاءات أهم المراكز البحثية والمنصات الإعلامية الأمريكية؛ كي تضمن الاستمرار في عملها التخريبي.

قطر تشتري “ضمير” معهد بروكنجز

وأكد الفيلم أن ملايين الدولارات قد أنفقت خلال السنوات الأخيرة داخل الولايات المتحدة؛ حيث استقبلها عدد كبير من المراكز البحثية وجماعات الضغط السياسي؛ وعلى رأس هذه المراكز “معهد بروكنجز” الذي تم تمويله، حسب الفيلم، بـ24 مليون دولار، على أقل تقدير؛ مقابل توقيع اتفاقية يتعهد فيها المعهد بعدم انتقاد النظام القطري!

وكذلك يوضح الفيلم أن النظام القطري يموِّل شركات المحاماة المسؤولة عن مقاضاة الأشخاص الذين يعارضون سياسات الدوحة.

محاولة “غسيل مخ” لترامب

الفيلم أكد نقطة مهمة جدًّا؛ حيث إن الدوحة لا تسعى لشراء ولاءات المؤسسات البحثية والإعلامية في الولايات المتحدة بشكل عشوائي؛ بل إن لها هدفًا واضحًا؛ حيث تتابع الدوحة القنوات والفضائيات التي يتابعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتأثر بها؛ فضلًا عن حسابات “تويتر” التي يتابعها أيضًا، ثم تسعى الدوحة للسيطرة على هذه القنوات والحسابات؛ في محاولة منها للسيطرة على القرار الأمريكي.

“الربيع العربي” والتحجُّج بالديمقراطية

أفرد الفيلم الوثائقي مساحة لتناول ثورات الربيع العربي التي اندلعت أوائل عام 2011، وعلى لسان ديفيد ريبوي، أشارت التصريحات إلى أن الدوحة لعبت دورًا خفيًّا في إسقاط الأنظمة العربية واحدًا وراء الآخر، واعتمدت في ذلك بقدر كبير على قناة “الجزيرة”؛ بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وأحقية المتظاهرين في التعبير عن رفضهم الأنظمة الحاكمة، غير أن الدافع الرئيسي الذي حرَّك نظام الحمدين، حسب الوثائقي، هو الرغبة في إسقاط الدول العربية القوية؛ كي تفلح الدوحة في لعب دور لها في المنطقة بعد أن تصنع واقعًا جديدًا. كما بحثت الدوحة عن بعض الجماهيرية لها على المستوى العربي؛ فهي الدولة التي لا يعرف لها أحد دورًا أو تأثيرًا، ولذلك اتخذت من ثورات الربيع العربي فرصة لتظهر بمظهر المدافع عن حقوق الشعوب العربية؛ لتكسب بعض التعاطف.

Qposts