في معركة طرابلس..

تقرير: حفتر يطلب الدعم لمنع التدخّل "التركي القطري"

مصلحة مصر في استعادة طرابلس من سطوة الميليشيات

الجمعي قاسمي

استثمر قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر الفيتو الروسي لمنع أي تدخل دولي في ليبيا تحت مسمى المشروع السياسي الأممي، بالتحرك الخارجي لدعم معركة استعادة طرابلس، فيما تراهن قواته على استنزاف الميليشيات في أطراف العاصمة الليبية.

وبينما ذكرت أنباء عن زيارة حفتر الى موسكو، ظهر قائد الجيش الليبي في القاهرة حيث استقبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأحد، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات المصرية وأحد أهم المشرفين على الملف الليبي والإقليمي.

ويسعى حفتر للحصول على الدعم المصري في معركة طرابلس بوصف القاهرة الساحة الخلفية لتحرك قواته باتجاه العاصمة.

وقال بسام راضي، الناطق الرسمي بإسم الرئاسة المصرية، إن الرئيس السيسي بحث خلال اللقاء مع حفتر في قصر الاتحادية بالقاهرة، مُستجدات وتطورات الأوضاع في ليبيا.

وركز اللقاء على تقييم المستقبل السياسي لعملية طرابلس العسكرية، حيث تريد مصر، التي تدعم الجيش الليبي، الاستفادة من الأجواء الراغبة في عودة الاستقرار إلى طرابلس وتوفير حل متكامل، ووقف تمدد  الميليشيات والعناصر المتطرفة.

وأكد الباحث الليبي في جامعة عمر المختار فوزي الحداد أن الملف الليبي محوري بالنسبة للقاهرة، ولقاء السيسي وحفتر جاء في سياق محاولات التفاهم على الخطوات اللازمة لتخفيف الضغط المتوقع على الجيش الليبي لإيقاف المعارك، وتوفير مساندة أفريقية بحكم رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في الدورة الحالية.

وكانت أنباء قد تحدثت عن توقف المشير خليفة حفتر في القاهرة قادما من موسكو، حيث التقى بعدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين الروس، وبحث معهم تطورات معركة طرابلس، على ضوء تحركات عسكرية لتركيا وإيطاليا، في مدينة مصراتة.

وكانت روسيا قد منعت الأسبوع الماضي صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لوقف عملياتها في طرابلس.

ولم يؤكد المسؤولون الليبيون والروس خبر زيارة حفتر إلى موسكو. إلا أن مصادر سياسية ليبية أكدت لـ”العرب” زيارة المشير حفتر الى موسكو قبل توقفه في القاهرة.

وقالت المصادر في تصريح لـ “العرب” أن قائد الجيش الليبي يدرك ان تركيا وقطر لن تقفا ساكتتين حيال معركة استعادة طرابلس سواء بدعم الميليشيات في طرابلس ومصراتة أو مطالبة دولا أوروبية بالتدخل المباشر، الأمر الذي دفع حفتر التوجه الى موسكو والقاهرة بحثا عن الدعم.

ولم يستبعد الناشط السياسي الليبي، كمال المرعاش، أن يكون المشير حفتر قد طلب في موسكو تمكينه من منظومات جوية هجومية لمواجهة التهديدات التي تنطلق من القاعدة الجوية في مصراتة، ومن القاهرة مراقبة الأجواء والمياه الإقليمية الليبية.

وتاتي زيارة المشير حفتر إلى القاهرة، بينما لا يزال تقدم قوات الجيش الليبي إلى وسط طرابلس متعطلا، في رهان عسكري على استنزاف الميليشيات المدافعة عن المدينة عبر فتح جبهات متعدد على طول المحور الجنوبي وبدعم مصري.

وفرضت جملة من التحركات لتركيا وبعض الدول الأوروبية في أجواء ومياه ليبيا، على الجيش الليبي، تغيير نسق عملياته الميدانية لتحرير العاصمة طرابلس، باتجاه تكثيف الضغط على الميليشيات المُسلحة، باستخدام الصواريخ وسلاح الجو الذي قصف عددا من الأهداف في محيط طرابلس.

وربط كمال المرعاش في تصريح لـ”العرب”، اللقاء الذي جمع السيسي وحفتر، بالتطورات الميدانية على مستوى المعركة الدائرة حاليا في محيط العاصمة طرابلس، التي دخلت يومها العاشر على التوالي.

وألمحت مصادر سياسية مصرية إلى أن القاهرة لن تتردد في دعم الجيش الليبي في معركة استعادة طرابلس من الميليشيات، إذ سبق للجيش المصري القيام بعمليات استهدفت مراكزهم في أماكن مختلفة في ليبيا.

ولم تستبعد تكرار ذلك في أي منطقة داخل ليبيا إذا اقتضت الأمور، طالما هناك تهديد للأمن القومي المصري.

وقال المرعاش في اتصال هاتفي مع “العرب” من العاصمة الفرنسية، باريس، إن توقيت زيارة المشير خليفة حفتر للقاهرة، يكتسي أهمية بالغة لسببين اثنين، أولهما أنه يأتي بعد زيارة حفتر لموسكو، واجتماعه بكبار المسؤولين الروس، بينما الثاني له علاقة بزيارة الرئيس السيسي لواشنطن، وإجتماعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكشف في هذا السياق، أن القيادة العامة للجيش الليبي، “رصدت تحليق طيران أجنبي في أجواء ليبيا، ينطلق من مطار الكلية الجوية  بمدينة مصراتة، التي يتواجد فيها نحو 1800 ضابط وعسكري إيطالي”.

وأكد أن إيطاليا “زودت الميليشيات التي تُسيطر على الكلية الجوية بمصراتة، برادارات حديثة، وأنظمة دفاع جوي مُتطورة حالت دون تمكن سلاح الجو الليبي من استهدافها”.

وأضاف أنه تم أيضا رصد وصول بعض العسكريين الأجانب إلى مصراتة، وذلك في الوقت الذي كثفت فيه تركيا من تدخلها في الشأن الليبي، من خلال تقديمها المزيد من الدعم اللوجستي للميليشيات، شمل الأفراد والسلاح والذخائر.

وكان العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي بإسم القيادة العامة للجيش الليبي، قد أكد السبت، تورط تركيا في دعم الميليشيات المُسلحة، حيث أشار إلى أن “هناك رحلات جوية من تركيا تنقل مقاتلي النصرة السابقين ممن قاتلوا في سوريا باتجاه ليبيا”.

وأوضح أن تركيا “ترسل أيضا أسلحة بشكل مباشر إلى مصراتة وطرابلس عبر مالطا”، لافتا إلى أن عدد الإرهابيين الأجانب في طرابلس “ارتفع بشكل ملحوظ، إلى جانب التأكد من أن أجانب يقودون طائرات حكومة الوفاق في غاراتها على المواقع الليبية”.

وقبل ذلك، اعتبر المسماري، أن مطار الكلية الجوية في مصراتة “تحول إلى قاعدة إيطالية كاملة”، مُحذرا في نفس الوقت ايطاليا من عواقب تدخلها في الشأن الليبي.