مِن قَتل البشر إلى دمار البيئة..

كيف يواجه اليمن الأخطار البيئية التي تسبب فيها الحوثي؟

كيف ينجو الأطفال من ألغام الحرب؟

صنعاء

لا يترك الحوثيون مكانًا في اليمن إلا وكانت لهم بصمة غير إنسانية فيه، فبعد تنفيذهم أوامر إيران وانقلابهم على الشرعية الدستورية، بدأ الشعب اليمني يواجه أكبر معاناة سياسية واقتصادية وصحية وبيئية؛ بسبب تصميم ميليشيات الحوثي على عدم احترام أي اتفاقات دولية أو إنسانية لوقف نزيف الدم اليمني البريء.

يواجه اليمن، فضلًا عن ذلك، مخاطر بيئية متعددة بسبب جماعة الحوثي، كان آخرها في أول أبريل الجاري؛ حيث اتهمت وزارة النفط اليمنية ميليشيات الحوثي باقتحام محطة لضخّ النفط الخام في محافظة ريمة غربي اليمن، وسحب كميات النفط الموجودة في أنبوب التصدير الممتد من حقول محافظة مأرب إلى محافظة الحديدة.

وقد أصدرت شركة “صافر” اليمنية، بيانًا تُدين فيه الاعتداء على المحطة؛ لنهب النفط الخام الموجود في الأنبوب والإضرار بممتلكات الشركة والشعب اليمني؛ من أجل أن تموِّل جماعة الحوثي حروبها الإجرامية.

لكن لم يكن الأمر يتعلق فقط بنهب كميات من البترول، بل أكثر من ذلك، فقد أكدت “صافر” أن إفراغ النفط الخام من الأنبوب الاستراتيجي سيعرضه للصدأ والتآكل؛ ما سوف يتسبب في تبعات بيئية كارثية على الأرض والإنسان، وهذا آخر شيء تفكر فيه جماعة الحوثي ما دام هذا الضرر يخدم أفعالها الإجرامية.

وتواجه الدولة اليمنية أحد أكبر المخاطر البيئية؛ بسبب الألغام، فقد أعلن خالد العتيبي، مساعد المدير العام لمشروع “مسام” لنزع الألغام، في 4 أبريل الجاري، أن كمية الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي صنَّفت اليمن الأعلى معدلًا منذ الحرب العالمية الثانية في الألغام، قائلًا إن “مسام” تمكنت من نزع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة بمختلف الأشكال في خمس محافظات يمنية فقط منذ انطلاق المشروع، بعد منتصف العام الماضي.

وقال علي الفاطمي، وكيل أول محافظة مأرب: “إن على المجتمع الدولي الالتفات إلى الخطر الذي يتهدد حياة اليمنيين حاضرًا ومستقبلًا؛ بسبب الألغام التي زرعتها وتزرعها ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، وعلى العالم تقديم الدعم إلى اليمن؛ من أجل التخلص منها”.

وأكد أسامة القصيبي، مدير المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام”، في تصريحات أدلى بها إلى وكالة “أسوشييتد برس”، أن الألغام، الموجودة اليوم في كل منطقة من مناطق اليمن، لا يتم استخدامها كآليات دفاعية أو هجومية، بل لترويع السكان، وأن الحوثيين قاموا بإعادة برمجة ألغام مضادة للدبابات كانت تحتاج في السابق إلى أكثر من 100 كيلوجرام من الضغط من أجل انفجارها، بحيث تنفجر عند ضغط أقل من 10 كيلوجرامات؛ ما يعني أن طفلًا قد يتسبب في انفجار الألغام الأرضية المذكورة.

وأكدت “أسوشييتد برس” أن الحوثيين نهبوا مستودعات الحكومة عندما استولوا على معظم مناطق شمالي اليمن؛ بما في ذلك المخزونات الضخمة من الألغام المضادة للدبابات.

 وقال فريد الحُميد عربية، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، لشبكة “DW” الألمانية، إن ألغام ومخلفات الحرب غير المتفجرة تشكل خطرًا كبيرًا على السكان، والأطفال أكبر عرضة لهذا الخطر؛ فهم يعثرون ويلتقطون ألغامًا أو مخلفات حرب غير منفجرة، ظنًّا منهم أنها تصلح ألعابًا، وقدمت اللجنة إلى خمس مدن الأطراف الاصطناعية ووسائل التأهيل الحركي لعدد 90 ألف شخص خلال عام 2018، يمثل الأطفال 38% والنساء 22% ممن يترددون على هذه المراكز.

وعن المخاطر البيئية، قال وزير المياه والبيئة اليمني د.عزي هبة الله شريم: “إن ميليشيات الحوثي تقوم بعمليات تدمير للبنية التحتية؛ وتحديدًا في ما يتعلق بالمياه، من سطو على الأحواض، وتدمير للآبار وإمدادات المياه، وهناك عمليات تلويث متعمد من جماعة الحوثي للمياه.

وقال شريم إن اليمن تعرض إلى كثير من الكوارث الطبيعية الناجمة عن ظاهرة التغيُّرات المناخية خلال السنوات الأربع الماضية؛ منها خمسة أعاصير قوية خلَّفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وبسبب ميليشيات الحوثي لم تستطع الحكومة نجدة الأرواح؛ فالحوثيون يمنعون أية محاولة لإنقاذ اليمن حتى من توابع الكوارث البيئية.

وفي الوقت نفسه، قال عبد القادر الخراز، رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في الحكومة اليمنية، إن السلطات أوقفت سفينة تابعة لإحدى الجهات كانت بصدد إنزال نباتات خطيرة تؤثر على وضع جزيرة سقطرى على قائمة التراث العالمي، والتي تمنع دخول أو خروج أي نباتات من الجزيرة لما يشكله ذلك من تأثير على التنوعَين الحيوي والبيئي في الأرخبيل.

Qposts