الرجل وسيلة وغاية لها

المرأة والجسد والعرش

نابليون يعلم بخيانة جوزفين له ومع ذلك لا يستطيع أن ينساها أو يقلع حبها من قلبه

عماد الأطير (القاهرة)

الكثير من النساء يجعلون من الجسد بوابة العبور إلى الحكم والسيطرة على الرجل، وعلى حكم البلاد، أو يتم استخدام الجسد في إسقاط الكثير من الشخصيات السياسية، لكى يتم تحجيم دورهم، وقد نجحت المخابرات في الدول الغربية والشرقية في القيام بهــذا الدور، وإن كان أبرزهم ما قامت به ليفني اليهوديـــة رئيسة وزراء الخارجية الإسرائيلية في تصوير علاقاتهـــا الجنسية مع صائب عريقات وياسر عبد ربه، وهي ما صرحت به، ووعدت أن تقوم بنشر المزيد من العلاقات الجنسية مع القادة العرب، وذلك من أجل خدمة إسرائيل.

إن المرأة قادرة بدهائهــا وجســـدها ودلالها أن تجعــل من تلك الشخصيات الكبيرة أطفـــــالًا صغارًا في فراشها ينتظرون منها لحظة عطف ولحظة رضا

فهؤلاء الأشخاص يبحثون عن الماضي، وعن استعادة القوة والذكريات، وهي تريد السلطة، فتكـــون له الــداء والدواء والراحــة والعذاب والمتعــة والألـم؛ لأنهم فقدوا عقولهم، وأصبحوا يفكرون في أجسادهم؛ فتحولوا من إنسان عاقل يفكر بعقله إلى حيوان يفكر بغريزته.

المرأة الجميلة كانت سببًا في إسقاط الكثير من الشخصيات بجمالهـــا وسحرها فهي تدغدغ الأعصاب وتكوى الأجساد بنيران جمالهــا لذلك نلاحظ أن وراء كل كارثة سياسية امرأة يرغب فيها الجميع؛ فينسون مراكزهم وشخصياتهم، ويفكرون فقط في غرائزهم وشهواتهم، فالحيــاة لا يكون لها معنى، إلا مع تلك النوعية من النســـاء التي تعرف كيف تسيطر على قلب وعقل الرجل، والذي يفعــل المستحيل من أجل إرضـاء تلك النيران التي تكوي الأجساد حتى ينال رضاها ويعيش بين أحضانها.

وهناك الكثير من القصص والحكايات التي أطاحت بشخصيات مرموقة بسبب العلاقات النسائية ودخول المرأة في قلوبهم وعقولهم، سواء كان ذلك في المجتمعات الشرقية أو المجتمعات الغربيـــة، فمن ينسى قصـــة لوسى أرتين التي أطاحـــت بالمشير أبو غزالـــة، وكذلك بحلمى الفقي، والقاضي المشهور؟ وكـذلك العلاقة بين مونيكا وكلينتون؟ وغراميات هولاند وغيرهم من الرؤساء!

إن المرأة ليست بعيدة عن السياسة وهذا ليس حديث العهد، بل منذ عصر العباسيين والمماليك من خـــلال زبيـــدة وشجرة الدر وحتى في المجتمعات المتقدمة نجد تدخل هيلاري كلينتون التي لم تخف ذلك، وكذلك أيضًا في المجتمع المصري نجد زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك وتدخلها ورغبتها في التوريث لصالح نجلها جمال، وتدخلها العميق في الحياة السياسية في مصر.

المرأة تمتاز بالدهاء والذكاء، فهي دخلت إلى السلطة من الأبواب الخلفية في المجتمعات التي لا تبيح بأن يكون الرئيس فيها أنثى وقد حارب الرجل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل إقصاء المرأة من السلطة، ولكن المرأة في الواقع هي من تحكم، وليس الرجـل في الكثير من الأحيــان، فهي دخـلت إلى كرسي العرش من خلال تأشيرة الجسد التي تمتلكه، والغريب أن هــؤلاء كبار في المقــام والسلطة، ولكن صغارًا أمام الجسد في الفراش والشهوة التي تسيطر عليهم، وينسون مكاناتهم الاجتماعية ودورهم في الحياة.

نابليون قائد ماهر في الحرب فاشل في الحب تعرض لخيانة زوجته جوزفين مع كبار رجال الدولة

لقد كان نابليون قائدًا مغوارًا، ولكن كانت نقطة ضعفه جوزفين، التي عشقها بكل كيانه، وهي لم تبادله هذا الحب، بل كانت عاهرة وخائنة مع كبار رجال الدولة، وكذلك مع عشيقها الذي لا تستطيع أن تفارق أحضانــه؛ فهــو كان لها الحياة والماء الذي يروى عطشها ورغبتها فهو الحياة ولا تجد لحياتها معنى بدون هذا العشيق.

فكان نابليون عند انتصاره في كل معركة يبعث لها خطابات الغرام، وهي لا تبالي به، وحتى عـند غزوه لمصر كان من أجلها، وبعد دخول مصر بعث لها بخطاب غرامي، وقال لها: إنى أحبك اكثر مما يتصوره عقـل، ولا أجد امرأة في الكون غيرك، وكانت تقرأ هذا الخطاب وهى بين أحضان عشيقها وتهزأ بكلامه.

نابليون يعلم بخيانة جوزفين له ومع ذلك لا يستطيع أن ينساها أو يقلع حبها من قلبه

لقد كان نابليون يستعطف جوزفين لكي ترضى عنه وتتيح له جسدها الذي يحلم به، وعلى الرغم من معرفة نابليون بخيانة جوزفين له، إلا أنه لم يستطيع أن ينساها أو يقلع عن حبها، وعلى الرغم من قيام أخيه جوزيف بإثبات خيانتهـا له، إلا أنه لم يستطيع أن ينسى حبها، على الرغم من تجاربه النسائية الكثيرة في مصر.

ولكن كان يرى جوزفين بشكل مختلف، فهي ذات الجســــم الرشيق، ناعـم الملمس، والتي تجيد الدلال على عكس بعض المصريات، وفتيات البغـــاء في تلك الفترة، ومن أشهرهن بنت الحسن البكري التي كسر أهـــل مصر رقبتها بعد رحيل نابليون بونابرت عن مصر؛ لأنها رمت بنفسها في أحضان نابليون.

وهناك حكاية الرئيس الأمريكي جون كينيدي والفاتنة الجميلة مارلين مونرو التي أغرت العالم بأكمله من خلال جمالها ورشاقتها وعيونها الجاذبة وقدرتها الفائقة على الإغــراء والإثــــارة، والتي جذبت جــون كيندي نحوها واستطاعت أن تملك قلب كيندي الذي كان حاكمًا على أمريكا، ولكـنه نتيجــة إصابة له جعلته ضعيفًا جنسيًا، وكان يهرب من تلك الحقيقة بكثرة الغراميات.

الرئيس كيندي مثل الصياد الذى يصطاد الفريسة، ولكن لا يأكل منها نظرًا لضعفه الجنسي ومثله في المجتمع الشرقي مثل الملك فاروق وغرامياته العديدة، ومنها حكايته المثيرة مع الفاتنة كاميليا ذات الجمال البارع، والعجيب أن كلًا من كاميليا ومارلين مونرو، قتلا في ظروف غامضــة قبــل الخوض في كشف أسرار العلاقــات العاطفيــة مع كيندي والملك فاروق، وإن كان البعض يقول إن مارلين مونرو انتحرت.

لقد استفادت المرأة من جسدها، وجعلها تجلس على عرش الحكم وتجعل من الرجل وسيلة وغاية لها حتى تصل لأهدافها وأغراضها .

فلقد كان للمرأة دور كبير في الحياة السياسية في كل دول العالم، وذلك لأن الكثير مُغرم بالجنس وباللذة، ولقد استطاعت المخابرات تجنيد الكثير، وتصوير الكثير من العلاقـات، ومنهـــم الرئيس الإندونيسي الذي لُقب بزير النساء، وبعض الرؤساء الآخرين، ومنهم الرئيس الليبي معمر القذافي، وقصصه العديدة مع الحريم، ومنها قصته مع ثريا ونجاح، وحياة مليئة بالجنس والعربدة والفجور، وغيره من الحكام، وبعض المسئولين الذين ضحوا بكل شيء من أجل اللذة والمتعة الجسدية.

ومازالت الحياة السياسية وحياة المشاهير بها الكثير من الأسرار والعلاقات والغراميات، سواء في إطار شرعي أو غير شرعي، فلعبة الجنس والمتعة والعرش، والرجل والمرأة، والغريزة حياة لا تنتهى ولا تنضب.