صراع الرئاسة والتحولات الخطيرة..

تقرير: كيف تورطت حكومة اليمن الانتقالية بخرافة "الاخوان"

تحولات خطيرة في الجانب العسكري لصالح المليشيا الانقلابية في جبهات قعطبة ومريس وحمك والعود غرب الضالع، في ظل تراجع في استراتيجية القوات الحكومية.

مليشيات الحشد الشعبي التابعة لتنظيم الإخوان الممول قطريا في تعز اليمنية - ارشيف

تعز

في وقت يترنح اتفاق السويد بفعل التعنت الحوثي في تنفيذ بنوده التي وافق عليها الانقلاب لالتقاط انفاسه.. بدأت الجبهات تتساقط تباعا في اتجاه الجنوب فيما سارعت وسائل اعلام حزب الاصلاح المحسوب على تنظيم الاخوان المسلمين بإطلاق الاتهامات لاطراف في الشرعية والتحالف وكأن هناك تكتيك لإيقاد شعلة المكايدات السياسية..

 

تضارب القرار

 

وفي السياق يذكر المحلل السياسي سالم عباد بان المرحلة التي تمر بها اليمن لا تقبل التفكير بتقديم مصالح الجماعة على المصلحة الوطنية..

وقال عباد لدى حديثه ان الواجب الوطني يستدعي كافة النخب اليمني القيام بدورها في الاسهام في معركة هزيمة الانقلاب باعتبار ان التلكؤ في هذا الجانب خيانة وطنية..

وفسر عباد تراجع معسكر الجيش اليمني في البيضاء والضالع بعد سقوط حجور بسبب تضارب في القرار بمؤسسة الرئاسة بين رئيس الجمهورية ونائبه علي محسن الاحمر الذي يحظى بنفوذ اكبر من نفوذ الرئيس هادي فيما يخص الجبهات في الشمالية.

 

تحولات خطيرة

وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط العسكرية للمليشيا على الارض تتصاعد الضغوط الدولية على الحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها بقيادة المملكة العربية السعودية بذريعة الاوضاع الانسانية والانتهاكات والاوبئة المنتشرة دون مراعاة ماقد يترتب على استمرار الانقلاب من كوارث على كافة الاصعدة.

تحولات خطيرة في الجانب العسكري لصالح المليشيا الانقلابية في جبهات قعطبة ومريس وحمك والعود غرب الضالع، في ظل تراجع في استراتيجية القوات الحكومية.

ولعل الترتيبات الاخيرة التي تجري في الضالع بتحول المعارك لصالح الحوثيين يعيد الى الاذهان التطورات المتسارعة في العام 2014 ابان غزوات مليشيا الحوثيين باتجاه الجنوب سيما وان الانباء الواردة من جبهات القتال بمديرية قعطبة التابعة لمحافظة الضالع تفيد بسقوط اللواء 30 الموالي للحكومة لصالح الحوثيين خلال عملية عسكرية نفذها الحوثيون، في ظل نقص كبير في التسليح والإمداد والدعم للمقاومة الشعبية والجيش الوطني هناك.

 

واجب التحالف

ويقول الناشط السياسي كمال مقبل ان الانسلاخ الاخواني وتماهي شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته مع اللوبي الاخواني لن يكون سببا في تخلي التحالف عن واجبه ازاء الشعب اليمني ولو تطلب الامر اعادة النظر في منظومة الشرعية ومؤسساتها.

ويراهن بشير الاهدل خلال حديثه لـ"يمن الغد" على ان الدول الحاملة للمشروع العربي ستسقط كل الأوهام التي يروج لها ساسة الاخوان المنغمسين في حكومة شرعية هادي بدافع التضليل عن ما تخفية الجماعة او تبثه جماعة الحوثي من اشاعات بتراخي التحالف لبث معنويات انصارها .

 

تقاطع المصالح

ولا يعطي الناشط محمد الحبشي اهمية للحديث عن ظهور تحالفات جديدة باليمن في الوقت الحالي، مذكرا بالقول هناك لا عب رئيسي لا يمكن تجاوزه وهو التحالف..

ويضيف خلال حديثه لـ"يمن الغد": السعودية والإمارات اصبحتا هما صاحبتا النفوذ ولهما ثقلهما وحضورهما الخارجي ومما لا شك أنهما اللتان وفرت الدعم الخارجي والسياسي واستطاعت الى حد الآن الحفاظ على هذا الدعم كما أنهما استطاعت اسكات الخارج في طبيعة مشروعية تدخلها باليمن بل جعلت الخارج في كثير من المواقف يبدو مساندا..

ويستبعد الناشط محمد الحبشي "قدرة قطر وايران الاستمرار في جمع النقيضين الاخوان والحوثيين في سلة واحدة وهدف واحد مقللا من اهمية الحديث عن توجه كهذا .. اذا اعتبر ما يجري في ظل نشاز اصوات اخوانية مضادة، مجرد محاولات للعزف على القاسم المشترك وما يخرج الى السطح ليسوا سوى بروفات لمدى امكانية صمود التحالفات الجديدة وفق القاسم المشترك في الجهة الاخرى المضادة للمشروع الوطني لكن كل القوى التي اكتوت بنار المشروع الحوثي تدرك عواقب ذلك وان تقاطع المصالح مع دول ساندة الشرعية ليست كافية للخروج من حرب انهاء الانقلاب الى مشروع من شأنه مساندة الانقلاب كما ان ذلك يسقطها في نظر الشعب والخارج، الا ان الحبشي توقع ان يحدث ذلك مستقبلا وبصعوبة بالغة وفي حال استمر تعميق الشرخ والهوة بين القوى الوطنية ودول التحالف..

 

بيت العنكبوت

ولعل تماهي الامم المتحدة مع الانتهاكات الحوثية وغض الطرف عن اجتياحها للمدن واستهداف المدنيين فتح شهية مليشيا الحوثي لتطرق ابواب المحافظات الجنوبية المحررة مهددة الشرعية والتحالف العربي المساند لها باعادة المشهد اليمني الى المربع الاول ما قبل انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015م.

بعد اتفاق السويد تتارت الانتكاسات؛ فما ان سقطت حجور حجة حتى بدأت ذي ناعم البيضاء بالترنح وبدأت المليشيا تطرق الجنوب من بوابة الضالع بتصعيد عسكري غير مسبوق؛ اذ حشدت الجماعة الانقلابية المدعومة من ايران مليشياتها على مشارف محافظة الضالع جنوبي لتسيطر على مناطق شاسعة غربي المحافظة ما أثار استغراب المتابعين لسير المعارك.

وهنا يوضح المحلل السياسي عادل الشجاع ان الشرعية متخمة باللصوص والانتهازيين والأوغاد وان مثل هؤلاء لن يبذلوا أي جهد حقيقي لبناء مؤسسات الشرعية ، وليس لديهم أي مشروع سياسي يضمن بناء الدولة .

وتساءل في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي : ماذا ننتظر من شرعية كل رأس مالها مليشيات أتجهت بالبلاد بسرعة وبقسوة إلى حروب فيما بينها وتركت مواجهة مليشيا الحوثي.

وقال: يصر هؤلاء اللصوص المختطفين للشرعية على تقسيم البلاد وتمكين عصابة الحوثي من البقاء والاستمرار ، مع العلم أن عصابة الحوثي تحمل تفسخها من داخلها ، وهي أوهن من بيت العنكبوت .

 

مشروع الخرافة

وشدد الشجاع على اهمية إقناع النخب السياسية والثقافية بتشكيل المستقبل، وصياغة مشروع سياسي يكون قابلا للحياة وخاصة تلك النخبة التي مازالت تستخدم المقدس للوصول إلى المدنس .

وذكر النحب بأن الإسلام السياسي هو الذي مكن الحوثية من امتطاء ظهر الجميع وساعدها على إقصاء الجميع . واضاف: هل تدرك هذه النخب وأخص هنا تحالف الاحزاب الوطني الذي تشكل مؤخرا أن دعمها للشرعية بشكلها الحالي لن يكون سوى بيع أوهام للناس ولن تكون الشرعية سوى خرافة مثلها مثل خرافة الحوثي .

وقال إن اليمن تتخبط بوحل الدم المعجون بغياب العقل وغياب الهوية الوطنية ربما أحتاج إلى تذكير هؤلاء وأقصد النخب بأنه لابد لهم ولليمن من السير على خطى نخب وأمم كثيرة كبيرة وصغيرة في الغرب والشرق وضعت أقدامها على قواعد المسؤلية الاجتماعية والقيم الأخلاقية، تلك هي الطريق التي تبعدنا من وهم الشعارات والتستر بالشرعية التي لن تاتي بسبب فقدان شروطها الأساسية، بل تقودنا إلى خسران الجغرافيا والتاريخ والشعب معا. مازال الشعب يؤمل بالمشروع الوطني الذي يمكنه من الوصول إلى بر الأمان ، لأن الحرب أكلت جزاء كبيرا من رأس المال الوطني ولا تزال تفعل .

واشار الى ان الشعب اليمني لديه قدرات غير عادية ، فيجب استثمارها بالسلام فإن جنحت عصابة الحوثي للسلم لهم مالنا وعليهم ما علينا، مالم فالحرب هي جزء من السلام ولن تصمد هذه العصابة أمام الحق المرفوع من شرعية موحدة تحمل مشروعا وطنيا أكثر من شهر حد قوله .

-المصدر موقع يمن الغد