مسرحية معقدة..

لماذا لا يريدنا الله أن نرى الجن؟

تعبيرية

عبدالرحمن الآنسي

ابتدأ الجزء الثالث من المسرحية المعقدة  وما زال المشاهدون في قمة الحماس لمعرفة أشياء كثيرة عن هذه المسرحية التي حُكِمَ فيها بالتعاسة  على كل من اُختير لأن يكون من مُمَثلي الجزء الثالث لهذه المسرحية. 
إنها لعبة الحياة يا عزيزي، ابتدأت بالمخلوقات النورانية وربما تنتهي بنا نحن البشر.

في كل مرة أجدني فيها وحيدًا ينتابني الشعور بالفضول  لمعرفة ما لست أعرفه، وما كان يشد تفكيري كثيرًا هو عن الجن وطبيعتهم، أقول دائمًا " ما دام أن الله أخبرنا أن هناك خلقٌ  أسماهم بالجن  وقد  خلقهم لعبادته كما خلقنا، ولديهم حرية التصرف مثلنا تمامًا  فلِمَ لا يريدنا الله أن نراهم إذًا ؟" هل حجب الله أبصارنا عنهم لغرض ما أم ماذا؟ وإذا كان لِغَرَضٍ ما فما هو هذا الغرض يا ترى؟!

نحن نعرف جيدًا _كما أخبرنا لله_ بأنه خلق الجن قبل الإنس وخلق الملائكة قبل الجن، ونعرف جيدًا أن الجن لديهم قدرات خارقة أكثر من الإنس بكثير قد تصل إلى مرحلة قريبة من الملائكة، وأنهم كانوا يعيشون قبلنا هنا في هذه الأرض؛ وذلك بدليل أن الله يذكرهم قبل الإنس في كل الكتب السماوية _سواء في القرآن الكريم أو في بقية الكتب السماوية المقدسة_، وأنهم ربما ما زالوا يعيشون معنا إلى هذه اللحظة، فماذا وراء كل هذا الخلق؟

المسألة معقدة نوعًا ما لكن بكل بساطة أن الله تعالى خلق الملائكة بقوى خارقة وحجب عنهم كل الشهوات لكي يعكفون لعبادته فقط، ثم رأى أن توسيعه للمجال الذي كان فيه سيكون شيئًا جميلًا  فقرر أن يخلق السموات والأرض حتى تصبح اللعبة أكبر وأمتع قليلًا،  رأى الله تعالى  بعدها أنه لابد أن يخلق مخلوقات تعبده ولكن بحرية التصرف حتى تكون الغاية أعظم وأكبر، فخلق خلقًا جديدًا وأسماهم بـ_ الجن _ ثم أرسلهم إلى الأرض ولكن جعل الله طبيعة خلقهم قد أقول أنها قريبة نوعًا ما إلى الملائكة من حيث الصفات والقدرات الخارقة _كقدرتهم على الطيران، وامتلاكهم خاصية الاختفاء وامتلاكهم قوى خارقة تمكنهم من الوصول إلى ما خلف الكواكب والنجوم_؛ وكل هذا يدل على تقارب الخلق بين الجن والملائكة. أرسل الله هذا الخلق إلى الأرض بعد أن أعطاهم حرية التصرف _التفكير أو العقل_   لغرض يعلمه ظاهره يقول "ليرى ماذا سيعملون".

عندما وجدوا أنفسهم في الأرض ويمتلكون قوىً خارقة أخذتهم العزة بالنفس ولم ينقادوا لخالقهم  ففسدو في الأرض وطغى بعضهم على بعض، فغاض الأمر ربنا المولى جل جلاله وملائكته؛ لأن كل روح هي مستمدة طاقتها من طاقة الله وروحه، ومعنى أن تموت نفس قبل أن يأتي أجلها معناه أن يتعدى القاتل على حق الله وروحه؛ فالروح طاقة من طاقات الله تعالى مما جعله يرى أن خلقه للجن بقوى خارقة مع امتلاكهم حرية التصرف هو ما جعلهم يفسدون في الأرض فقرر وقتها أن يخلق خلقًا جديدًا يمتلك حرية التصرف ولكن لا يمتلك  تلك القدرات الخارقة التي يتصف بها الجن؛ حتى لا يفسدون في الأرض، فخلقنا نحن البشر وجعلنا محدودي القدرات؛ فلا يمكننا الطيران بعيدًا ولا الاختفاء ولا حتى أن نصل  إلى ما خلف الكواكب مثل الجن، وهو يعلم أيضًا برغم ضعفنا إلا أننا مع التقدم ربما نصل إلى هذه الأشياء ولكن بطرق مختلفة، فخلق الله الساعة وحدد يومًا تنتهي فيه كل هذه المسرحيات وأسمى ذلك اليوم بـ "يوم القيامة".

قد يتساءل أحدهم " فمَ الهدف من كل هذا الكلام في موضوعنا إذًا؟"

الهدف هنا هو أنني أريدك أن تعرف أن الله خلقنا كتجربة أخيرة وأخبرنا عن الجن والملائكة ولم يردنا أن نرى الجن بالذات حتى لا تختلق لغةً مباشرةً بيننا وبينهم فتزيد القوى ويزيد معها الفساد والدمار في الأرض، ولكن للأسف رغم كل هذا إلا أن هناك من يحاول أن يصل إليهم ويستمد من قوتهم.