الرسالة الأولى..

من الفاهم غلط إلى رئيس البلادِ المنصور باللّٰه

لم أكتب إليك شاكياً بل شاكراً فكلُّ أحوالِ شعبك بخير

عدن

سلامُ اللّٰهِ عليكَ ورحمته وبركاته ، وأسعدَ اللّٰه أوقاتَك في أيِّ وقتٍ تتشرفُ كلماتي بأن تصافحَ همسُ أنفاسِك
أما بعد..
سَيـِّدي الرَّئيس ..
بكل آيات التقدير ، والاحترام أكتبُ إليك هذه الكلماتُ ليس لأنك في حاجةٍ إليها ولكن لتعلمَ أننا فخورون بك ، وبكل من يتحدى المعوقات في سبيلِ أن يُنتصرَ للحقِ والعدلِ ويكونُ الرخاءَ والأمنَ للشعبِ هو سِمتُه وهدفُه لا يحيد عنه.
وكان لك ما أردت سيِّدي فقد نشرتَ العدل في بلادنا والرهبة في قلوب أعدائنا، بعد أن زرعت الأمنَ والأمانَ بين العباد ، فأنت المنصور باللّٰه الذي منحك نعمة القبول ونعمة الأسلوب وقوة البيان .
فأنتَ الحاكم الوحيد الذي يقوم ليلاً يتأمل وينظرُ إلى السماء ويتعجب من تنظيمها الجميل ليتعلمَ كيف يبني لنا نظاماً جميلاً كما فعلتَ في بلادنا ، وكان المفروض على الجميع أن يقتدوا بك ويتعلموا منك ، فأنت الذي لم تتلطخ يديه بالفساد ، ولم يُهلك الشعب والبلاد ، ولم يقم بالتفرقة بين الأب والأولاد ، ولم تنشرْ الرعب والخوف بقلوب الأحفاد ، و لم تجعل الوطن مسرحاً للسرقِ ومرتعاً للمخالفين وقطاع الطرق ،ولم تجعل الشعب مذاهباً وفرق، فلم تولي زمام أمر العباد لشلة فاسدين ومن للأهلية فاقدين ،فلم تسمع ما يقوله الحاقدين ولم تتجاوز مبادئ الإسلام والدين ، ولم تعين (حاجباً) نصاباً وسارق ،ولم تأتِ بوزراء من أصحاب السوابق.
فقد بلغَني يا سَيـِّدي الرَّئيس أنكَ حين أرسلتَ حاجبك إلى الجنوب لإدارة شؤون الدولة من معاشيق ، بأنَّكَ رافقته يومذاكَ حتى حديقة قصركم مودعاً ولم تنسَ لحظتَها أنْ تقرعَ على مسامِعِهِ وصَاياك له ولحكومته التي هي بالأساس ملك الشعب، عندما خيرته بين خيارين لا ثَالثَ لَهُما ، إمَّا وعملت على خدمة الشعب الذي صبر وصمد وقدَّمَ الشهداء، والاهتمام في معيشته اليومية والسهرَ على راحَته ، أو الاستهتار بكرامةِ البشرِ و التَّربصِ بالشعبِ وقضيته والسعي إلى محاولة إذلاله ، وتجويع أهله ، وخلعهم من انتمائهم الجنوبي و توعدهم بالعقاب .
وخاطبته بالقول وأنت إذَا اختَرت الثاني ستكُونَ نَسْخَةً عن حُكُومَةِ سابقيك ، فإنه لن يمر حتى ظلك على طريقٍ يوصلك إلى مُبتغاك هذا.
وبلغَني يا سَيـِّدي الرَّئيس أنكَ نصحته بقولك له ، أنت ما زال أمَامك فرصة فلا تضيعها ، أصلح ما بينك وبينَ اللهِ يُصلحِ الله ما بينَكَ وبينَ الشعب، تذكر هذا جدياً وأنت تقيم في قصر معاشيق ، أن عدن والجنوب ليست عدن وجنوب ما قبل 2015م ، فاحذر أن تعش الأوهام والأحلام وزكام السياسة ، فإياك إياك شر الجياع وقهر السِّباع وذل الأكابر ، فلولا هؤلاءِ عندما تخلى الجميع من جيش وأمن ومسؤولين وتركوا الجنوب ينزفُ ، وتستباح وهربوا من رائحة البارود التي أشعلوها بجهلهم وعنتريتهم ، لما كنا جميعاً وصلنا إلى هذا الانتصار.
فإذا ما اكتشفت فجأة أنَّك إنسانٌ غير مرغوبٍ فيه ، فلا تنتظر ما لا يقبل الانتظار ، تسحَّب رويداً، رويداً ، وغادرْ قبلَ فواتِ الأوان ، فليس بمقدورك أن تردعَ البحرَ ، أو تمنعه عن الهيجانِ ..!
سَيـِّدي الرَّئيس ..
هذه رسالتي الأوّلى إليك ،فأنا لم أكتب إليك شاكياً بل شاكراً ، فكلُّ أحوالِ شعبك بخير ، وكلُّ الوزراء ، والمسؤولين يسهرون على راحتنا ، ولم نجد منهم أي تقصير ، وبإذن اللّٰه تعالى سأكتب إليك في رسالتي الثانية عن كلِّ الإنجازات والنجاحات التي حققها وزراءُك لشعبنا في ظلِّ قيادتك الحكيمة.
فأنا نحمد الله سَيـِّدي أنك أوصلتنا وأوصلت شعبنا وبلادنا إلى هذا المستوى ، لم نرَ رئيساً في العالم مثلك قط ، ولكننا سنتذكر هذا حتماً وسنحكي لأجيالنا القادمة، أن رؤساء العالم كلهم يبحثون نقاط القوة لإضعافها ، إلا أنت ، يبحث عن نقاط الضعف لتقويتها.
وفي الختام هذه تحيات شعبك إليك ، وهذا سلامي على أمل أن نلقاك في الرسالة الثانية .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ..


الفقير إلى الله الفاهم غلط