زوجة حفيد مؤسس الدولة تفضح نظام الحمدين في جنيف..

تقرير: أسرة طلال آل ثاني.. ضحايا دكتاتورية النظام القطر

أسماء أريان زوجة الشيخ القطري طلال آل ثاني حفيد مؤسس الدولة القطرية - ارشيف

د. وسام بسام

أسماء أريان زوجة الشيخ القطري طلال آل ثاني حفيد مؤسس دولة قطر، ومن خلال عدة ندوات ومؤتمرات صحفية لدى مجلس حقوق الانسان فى جنيف ، تفضح فيه حجم المؤامرة والانتهاكات،  ومستوى القهر والترهيب والتشريد الذي تتعرض له هي وأطفالها،  وما يتعرض له زوجها من قبل النظام القطري الحالي ،زوجة الشيخ طلال بن عبد العزيز آل ثاني المعتقَل في أحد السجون القطريّة منذ قرابةَ الستِّ سنواتٍ من الزمان، أفضت بعضًا ممّا يختلج في صدرها من أحاسيسَ وهمومٍ أطبقَت عليها عامًا بعدَ عامٍ جرّاء تحمُّلها أعباءَ تربية أولادها الأربعة الذين ينتمون في الأصل إلى العائلة الحاكمة تحت وطأة أساليب الترويع والترهيب والتجويع التي مورِسَت ضدَّها من قِبل العائلة الحاكمة نفسها، كاشِفة النقاب عن تفاصيلِ رحلةِ عذابها ، وعن إجراءاتِ حرمان أولادها من أبسط حقوقهم وامتيازاتهم كأفرادٍ يحملون الجينات المتوارَثةِ أبًا عن جدٍّ في سلالةِ آل ثاني، ومسلِّطةً الضوء على حقائقَ مذهلة ، تحدُث في دولة لا تكفّ عن المزايَدةِ على جيرانها في الترويج لتمايُزها المزعوم في مجال احترام الحرّيّات وحقوق الإنسان.

 "اليوم الثامن" ترصد ما كشفت عنه زوجة الشيخ القطري طلال آل ثاني في جنيف، ففي 8 مارس 2019 ، قامت أسماء أريان بتقديم شكوى إلى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، تضمنت انتهاكات جسيمة ارتكبتها الحكومة والنظام القطري بحق زوجها، حيث أكدت أسماء أريان ، زوجة الشيخ طلال حفيد مؤسس قطر، في شكواها التي تسلمها رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمفوضية محمد النسور، أن تنظيم الحمدين استدرج زوجها من الخارج إلى الدوحة؛ ليلفق له التهم بتوقيع شيكات دون رصيد، ويلقي به في السجن بعد ذلك بدعوى عدم تسديده ديونه.

 

وأضافت، أن النظام القطري خدع زوجها بإيهامه، بأنه سيتم منحه إرثه عن أبيه والذى كان قد توفي في المنفى بالسعودية، وكذلك إرثه عن جده، وهما من أهم أعضاء الأسرة المالكة في قطر على مدى تاريخها، وكانا يتمتعان – وحتى الآن – باحترام وحب الشعب القطري

 

وتقول "أريان"  إنه بعد وفاة والد الشيخ طلال آل ثاني لم تعد تتمتع عائلتها الصغيرة بأي حصانة، موضحة: " لقد تم منع زوجي من أخذ حصته في الإرث وجمدت أمواله وممتلكاته ، الأمر الذي أدى بنا إلى أزمة كبيرة".

وتضيف: "  كنا مضطرين للعيش دون أي شيء، وسط منزل مليء بالحشرات معد لعمال اتحاد الكرة، بدأ أولادي في المعاناة خلال هذه الفترة، حيث واجهوا أمراضا كثيرة وتم منعهم من الحصول على المساعدات الطبية"، مشيرة إلى أن المنزل لم يكن يحتوي على مكيف هواء رغم أن درجة الحرارة كانت تناهز 50 درجة.

 

وذكرت أريان أنها وأولادها عوملوا من طرف النظام بـ"كل كره ودون عناية فقط لأنهم أبناء الشيخ طلال"، مضيفة: "حاولوا أن يجبروا زوجي على توقيع ورقة تثبت معاناته من مشاكل عقلية، لكنني منعته من ذلك".

 

وتضيف زوجة الشيخ طلال : " إنّه بعد أن مُنعت من ممارسة أيِّ مهنةٍ في قطر من أجل الضغط على زوجها، وعلى رغم ما تسبَّب به ذلك من معاناةٍ لا حدَّ لها لأطفالها، فإنّ النظام القطريّ حاول بعد ذلك التواصُل معها خشية مغادرتها الدوحة، مشدِّدةً على أنّ زوجها لن يقدِّم الهدية التي ينتظرها تميم ولن يفرِّط في حقوقه كعضوٍ في العائلة الحاكمة مهما كانت الضغوط عليه وعلى أبنائه الصغار.

أيضاً ، لم تكن شكوى أسماء ريان، زوجة عضو العائلة الأميرية في قطر، الشيخ طلال بن عبد العزيز، من انتهاكات جسيمة ارتكبها النظام القطري تجاهها وتجاه أبناء الشيخ طلال، الابن الأكبر لأحد الآباء من مؤسسي قطر، هي الأولى من نوعها، لوجود العديد من القصص لم تبرزها الجمعيات الحقوقية ولم تُروَ لاستخدام النظام القطري أذرعه في تلك المنظمات لطمس أي دليل على انتهاكاته.

فتجاوزات النظام القطري الحالي عديدة في مجال حقوق الإنسان، ولا تقتصر فقط على أبناء مؤسسي دولة قطر وأحفادهم، حيث يُنظر إلى أبنائهم على أنهم يشكّلون تهديداً على بقاء سلطتهم فيحاولون الإضرار بهم قدر المستطاع ، ففي  قصة ثانية المربية السودانية سحر عبد الباقي الشيخ ، والتي كانت تعمل في قطر لدى عائلة الشيخ سلطان بن سحيم في الفترة من عام 2013 إلى عام 2017،  واحدة ممن قدمن شكوى ، ضد قطر إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف، فالمواطنة السودانية أكدت في شكواها أنها تعرضت للعديد من الانتهاكات القانونية الجسيمة ضدها نتيجة عملها مربية أطفال في قصر الشيخ (سلطان بن سحيم آل ثاني) الذي كانت تعمل لديه منذ عام 2013، وأشارت إلى أن انتهاكات الحكومة القطرية ضدها شملت تعدي رجال الأمن عليها شخصياً بالضرب والتعدي اللفظي، مما جعلها ضحية للتعذيب النفسي والجسدي، وبما يعد انتهاكاً صريحاً من حكومة قطر للمواثيق الدولية التي تحظر التعذيب.

وأضافت "سحر" في شكواها أنها تعرضت لانتهاكات أخرى أيضاً ومنها حرمانها من الحماية القانونية ومن الاتصال بسفارة بلدها، السودان، في الدوحة، حيث تم اعتقالها من داخل مقر سكنها وعملها داخل قصر الشيخ (سلطان بن سحيم آل ثاني)، ولم تسمح لها السلطات القطرية بالتمكن من الاتصال بمحامٍ، وهو ما يعد انتهاكاً لحقوقها المدنية، مؤكدة في شكواها لمكتب المفوضة السامية بالأمم المتحدة، أنه تم حرمانها من الرعاية الصحية والحصول على الأدوية في أثناء احتجازها في المطار قبل ترحيلها إلى بلدها، السودان، رغم أنها كانت تعاني من عدة أمراض ،وطالبت سحر عبد الباقي المفوضة السامية بالتدخل لحمايتها واسترجاع حقوقها المسلوبة من النظام القطري، إضافة إلى فتح تحقيق مع المسؤولين القطريين المتورطين في هذه الاعتداءات ومحاسبتهم.

 

وتبقى هذه صورة من  صور ووجوه متعددة لنظام الغطرسة والفساد والترهيب التى يتمتع بهما النظام القطري الحالى ، حيث استمرار مسلسل الانتهاكات الصارخة  لحقوق الانسان على مستوى كل الحقوق .