مُعارضة داخلية شرسة تواجهها إدارة الرئيس الاميركي..

هل يستخدم ترمب "السيناريو السوري" مع إيران؟

الرئيس الاميركي دونالد ترمب

نيويورك

 لا يبدو ان الأوضاع في الشرق الأوسط تتجه الى مواجهة مفتوحة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، رغم وصول التوتر الى مستوى غير مسبوق في الأيام الأخيرة.

لكن عدم وقوع هذه المواجهة لا يعني أن الأمور ستراوح مكانها في الوقت الحالي بمعنى ان التهديدات الكلامية ستكون سيدة الموقف، ثم ستعود الى ما كانت عليه قبل إدراج الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، ووقف العمل بالاعفاءات المقدمة الى ثمان دول، فإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب وعبر خطواتها الأخيرة صعدت بشكل كبير وأصبح واضحا انه لا يمكنها التراجع عن هذا السقف إلا بعد تحقيق بعض الأهداف التي سبق وان حددتها في سياق الصراع مع ايران.

بولتون تحت النار

في واشنطن، أصبح جون بولتون، مستشار الامن القومي تحت نيران المعارضة الأميركية السياسية والإعلامية، بوصفه الرجل الذي يدفع الرئيس الأميركي الى شن حرب غير معروفة النتائج، ويجري منذ الآن تحميله وزر أي خطوة مستقبلية، فإذا وقعت الحرب سيُحمل مسؤوليتها بالكامل، واذا تراجعت الإدارة عن موقفها الحالي من دون الحصول على أي مكاسب من الإيرانيين، سيُتهم بإضعاف صورة اميركا، وإعطاء طهران دفعة معنوية تزيد من تعنتها.

مُعارضة شرسة في الداخل

كما انه أصبح واضحا حجم المعارضة الداخلية لأي توجه ضد إيران، ولم تعد هذه المعارضة محصورة في تصريحات القيادات الديمقراطية والشخصيات التي ترشحت للانتخابات الرئاسية معلنة رغبتها بإعادة واشنطن الى الاتفاق النووي بحال فوزها، فالديمقراطيون في الكونغرس سيعمدون إلى إرهاق الإدارة عبر جلسات الاستماع فيما يخص الملف الايراني الى ابرز أركانها كمستشار الامن القومي، جون بولتون، ووزير الدفاع باترك شاناهان، والخارجية مايك بومبيو، وسيدفعون باتجاه ربط قرار المواجهة بموافقة الكونغرس.

السيناريو السوري

بالمقابل ووسط الأجواء التي توحي بأن طهران غير مستعدة بعد للتواصل مع إدارة ترمب على اقل تقدير، لأن التواصل وفق اعتباراتها يعني التراجع أمام البيت الأبيض، تبقى الكرة في ملعب الرئيس الأميركي الذي بدوره لن يبادر الى فتح المواجهة ولكنه سينتظر على احر من الجمر أي تحرك إيراني ولو بسيط -مضايقة البوارج الحربية- يعمد بعده الى توجيه ضربات صاروخية تستهدف مقرات الحرس الثوري، وتكون مماثلة للضربات التي وُجهت الى مواقع الجيش السوري بعد اتهامه باستخدام الكيماوي ضد المدنيين، وستُعطي هذه الضربات مكسبا لترمب في الداخل والخارج، بحيث سيخرج بمظهر الرئيس القوي الذي لا يتهاون مع التعرض لمصالح بلاده، بعكس سلفه باراك أوباما الذي شهد العالم خلال عهده احتجاز إيران للبحارة الاميركيين، وسيتمكن أيضا من اكمال العزف على وتر مواجهة التمدد الإيراني وضرب اقوى اذرع طهران، بالتزامن مع مواصلة الضغط اقتصاديا عليها حتى إعلان رغبتها بالتفاوض.