الدخول في مواءمات وتحالفات مشبوهة..

تقرير: قناة الجزيرة.. أكاذيب دويلة قطر الخائف من إسرائيل

قناة الجزيرة المُرتبِِكة.. وقطر الأكثر ارتباكًا

الدوحة

يأبى النظام القطري أن تمر عليه بضع ساعات في هدوء؛ إذ يسعى دائمًا للمضي قدمًا في تفعيل هوايته الأثيرة، حيث الدخول في مواءمات وتحالفات مشبوهة، تقف كلها كخنجر في ظهر العالم العربي كله، وبسبب هذه السياسات الملتوية بات “نظام الحمدين” يعيش حياة مرتبكة وقلقة ومتوترة باستمرار، ولا يكاد يمر موقف رسمي أو غير رسمي إلا وتظهر فيه علامات التوتر القطري والارتباك الذي يشمل كل شيء، حتى بات هذا الارتباك سمة تميِّز النظام القطري.

ومنذ ساعات، أوقفت قناة “الجزيرة” القطرية اثنين من صحفييها عن العمل؛ بسبب إعداد فيديو عن المحرقة النازية، إذ عدّت القناة القطرية المشبوهة أن ذلك خالف المعايير والضوابط التحريرية للشبكة الإعلامية؛ لأنه فقط قلل من شأن الهولوكوست ولم يتعامل معه كأزمة تاريخية لليهود.

معايير القناة

ويتساءل التقرير عن سبب تسليط الضوء على رواية اليهود دون سواهم ويشير إلى أن قتلهم كان بسبب امتلاكهم موارد مالية.

ويشير الفيديو الذي نشرته القناة الرقمية (+AJ) التابعة لشبكة “الجزيرة” القطرية، إلى أن رواية قتل النازيين لستة ملايين يهودي هي رواية تبنتها الحركة الصهيونية.

وفي الفيديو الذي تم بثه لأول مرة في 18 مايو الجاري، أُرفقت مشاهد اضطهاد اليهود الأوروبيين خلال فترة الحكم النازي وصور القتلى بتساؤل عن سبب تسليط الضوء عليهم دون سواهم.

ويشير الفيديو إلى أن الاضطهاد الممنهج لم يقتصر على اليهود، لكن بسبب امتلاكهم موارد مالية وقدرتهم على الوصول إلى “مؤسسات إعلامية” تمكنوا من تسليط الضوء على معاناتهم.

وجاء في بيان نشرته شبكة “الجزيرة” أن القناة اتخذت إجراءات إدارية تأديبية بحق الصحفيَّين وحذفت الفيديو المذكور والمنشورات المرافقة له من كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور ملاحظة أن محتواه يتعارض مع معايير القناة المهنية!

وقال الدكتور ياسر بشر، المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بالشبكة: (إن المقطع المصور تضمن إساءة واضحة، وإن الشبكة تتبرأ منه ولا تقبل بنشر مثل هذا المحتوى على منصاتها وقنواتها الرقمية).

سلسلة اعتذارات

التوتر القطري واعتذارات قناة “الجزيرة” لم تكن إلا حلقة في سلسلة اعتذارات على ما تنشره القناة المؤيدة لإسرائيل على طول الخط؛ إذ نشرت القناة القطرية، الشهر الماضي، فيديو أساء تمامًا إلى المملكة العربية السعودية؛ فضلًا عن كونه يفتقر إلى أبسط اعتبارات المهنية، ويحكي الفيديو قصة فتاة سعودية تبلغ من العمر 17 عامًا، هربت منذ أكثر من عامَين من عائلتها بعد تعرضها للضرب والتهديد بالقتل، ويشير الفيديو إلى أن الفتاة هربت من أهلها في تركيا بعد أن أوقفت تنبيهات تتبع جواز سفرها الذي يسمح به تطبيق “أبشر” التابع لوزارة الداخلية السعودية.

واضطرت قناة “الجزيرة” إلى أن تحذف الفيديو بعد أن اعتذرت عن إعداده ونشره، ولكن يبقى ما فعلته جريمة لا تغتفر؛ لأننا في عصر لا يجدي فيه حذف فيديو، لأنه حال نشره يصبح ملكًا للملايين حول العالم الذين بإمكانهم الاحتفاظ به على أجهزتهم الخاصة، وهو الهدف الذي تسعى إليه “الجزيرة” القطرية، التي تتظاهر بحذف فيديو أصبح بالفعل في متناول العالم كله.

وعلى الرغم من التودُّد القطري المستمر لإسرائيل؛ فإن هذه السياسة المهترئة لم تشفع لنظام الحمدين عند تل أبيب، إذ اتخذت الإدارة الإسرائيلية قرارًا، منذ عامين، بإغلاق مكتب قناة “الجزيرة” القطرية على أراضيها، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن رغبته في طرد قناة “الجزيرة” المتهمة، على حد زعمه، بتأجيج التوترات في محيط الأماكن المقدسة في القدس.

وأفاد بيان صادر عن وزارة الاتصالات الإسرائيلية، أنها ستطلب إلغاء تراخيص صحفيي “الجزيرة”، بالإضافة إلى قطع وسائل اتصال القناة بالأقمار الصناعية.

وبعد حملة من التودد القطري، وكيل المديح للنظام الإسرائيلي وسياساته في المنطقة، تم العدول عن قرار إغلاق القناة، والسماح لها بالاستمرار في العمل.

أكاذيب وفضائح

وفي فيلم وثائقي نشرته مؤسسة “سيرنو فيلم” الأمريكية، قبل شهر من الآن، بعنوان “أموال الدم” تعجَّب الباحثون المشاركون من استمرار القناة القطرية في البث والعمل فوق الأراضي الأمريكية على الرغم مما تبثه من أكاذيب وفضائح، غير أنهم اتفقوا على أن الدوحة نجحت في الاستحواذ على ولاءات أهم المراكز البحثية والمنصات الإعلامية الأمريكية؛ كي تضمن الاستمرار في عملها التخريبي.

وفي مارس الماضي، عزف النشيد الوطني الإسرائيلي على الأراضي القطرية، بعد الإعلان عن فوز لاعب الجمباز الإسرائيلي، أليكس شاتيلوف، بميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز، المقامة وقتها في الدوحة، وتحت عنوان “شاهدوا النشيد الوطني الإسرائيلي في قطر”، غرد حساب “تويتر” الرسمي بالعربية لدولة إسرائيل مرفقًا فيديو للحظة عزف النشيد الوطني الإسرائيلي وتتويج الفائز، ووصفه بأنه “إنجاز كبير للرياضة الإسرائيلية”.

الدولة القطرية “المرتبكة” لم تكف عن الاستمرار في مسلسل الاعتذارات والتبريرات، وهو ما منحها عن جدارة واستحقاق لقب الدولة الأكثر قلقًا وارتباكًا في المنطقة؛ حيث وظَّفت قناة “الجزيرة” القطرية واحدًا من أشهر وجوهها الإعلامية، وهو الإعلامي الفلسطيني جمال ريان؛ ليدافع عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال الإسرائيلي في قطر، مؤكدًا أنه ليس في ذلك أية شبهة تطبيع مع إسرائيل، وأن عزف النشيد جاء كجزء من بروتوكول البطولة.

 Qposts