الدوري الإسباني..

ريال مدريد يجني الخيبات بعد سنوات مجده القاريسيناريو غير متوقع

سيناريو غير متوقع

مدريد

أنهى ريال مدريد موسمه المخيب للآمال بطريقة مذلة ولا تتناسب مع المستوى الذي قدمه الفريق الإسباني في مواسمه الأخيرة، سواء محليا أو أوروبيا. وانقاد النادي الإسباني، الذي سيطر على دوري رابطة الأبطال في المواسم الأخيرة الأحد، إلى هزيمة في عقر داره على يد ريال بيتيس بهدفين دون رد ضمن منافسات الجولة الأخيرة من الدوري الإسباني.

وخرج الفريق الملكي من الموسم بخيبة كبيرة، بعدما فشل في الظفر بأي لقب باستثناء كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى احتلاله المركز الثالث في جدول الليغا برصيد 68 نقطة.

وشهد الموسم توافد ثلاثة مدربين على “الميرينغي”، أولهم الإسباني جولين لوبيتيغي، ثم الأرجنتيني سانتياغو سولاري، قبل عودة الفرنسي زين الدين زيدان لتولي المهمة من جديد. ولم ينجح زيدان في تغيير موسم الريال، بل تواصلت النتيجة السلبية خلال ولايته الثانية.

لم تكن بداية زيدان في ولايته الثانية كانطلاقة الفريق معه، حينما تولى المهمة في منتصف موسم 2015-2016.

واعتقد الريال أنه وجد ضالته في مدربه ونجمه السابق زيدان الذي ترك منصبه نهاية الموسم الماضي بعد أن قاده لإحراز لقب دوري الأبطال لثلاثة مواسم متتالية ولقب الدوري في 2017 لأول مرة منذ 2012، لكن بطل مونديال 1998 أنهى الموسم بسجل أسوأ من سلفيه، إذ مني ريال معه بأربع هزائم في 11 مرحلة، مقابل 5 انتصارات وتعادلين.

ولكن بالنسبة لزيدان فإن “أفضل ما في الأمر بالنسبة لنا هو أنه (الموسم) انتهى وبإمكاننا الآن التفكير في القادم، لأن الأمور ستتغير بالتأكيد”. وبدأ المدرب الفرنسي مهمته هذا الموسم في شهر مارس الماضي، حيث قاده في الدوري الإسباني فقط، بعد إقصاء الفريق من بطولتي دوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا.

وخاض الريال 11 مباراة تحت إشراف زيدان في الولاية الثانية، ليفشل في تحقيق نسبة انتصارات تتجاوز 45 بالمئة من إجمالي المباريات.

ولم يحقق فريق العاصمة الإسبانية سوى 5 انتصارات، بينما تجرع من كأس الهزيمة في 4 مناسبات، فيما حسم التعادل مباراتين.

وخلال 11 مباراة، اكتفى الفريق بتسجيل 16 هدفا، بينما استقبلت شباكه 14 أخرى، ليحصد 17 نقطة من أصل 33 نقطة ممكنة.

وبالنظر إلى تلك النتائج، فقد تأكد عدم قدرة زيدان على انتشال الفريق من كبوته كما كان متوقعا، لينهي الريال موسمه بأسوأ طريقة ممكنة.

وبمقارنة انطلاقة سولاري مع الريال بحقبة زيدان الثانية، التي استمرت لـ11 مباراة، سنجد أن النتائج تصب بشكل واضح في صالح المدرب الأرجنتيني.


وسجل الفريق الملكي نتائج أفضل تحت قيادة سولاري في أول 11 مباراة، بتحقيق 9 انتصارات، بنسبة تزيد عن 81 بالمئة من إجمالي المباريات. كما أن الفريق تعثر في مباراتين فقط، بينما كان عدد الخسائر مضاعفا بعد عودة زيدان، بالإضافة إلى تعثر الأخير في مباراتين انتهتا بالتعادل.

أما على مستوى الأهداف، فاستطاع ريال سولاري تسجيل 26 هدفا في أول 11 مباراة، ما يزيد عما حققه زيدان بفارق 10 أهداف، بينما استقبل 9 أهداف، أي أقل مما تلقاه الفريق مع المدرب الفرنسي بفارق 5 أهداف.

أما إذا أراد البعض مقارنة ولاية زيدان الثانية بآخر 11 مباراة للريال مع سولاري، والتي تسببت في الإطاحة به من منصبه، فستكون كفة المدرب الأرجنتيني الأرجح أيضا.

وبالنظر إلى أسوأ فترة للريال خلال حقبة سولاري، فإن آخر 11 مباراة خاضها الفريق، شهدت انتصاره في 6 مباريات، ما يزيد عما حققه زيدان بفوز وحيد.

أما الخسائر، فتساوت الكفة بين المدربين، بتسجيل 4 هزائم، بينما حقق الريال تعادلًا وحيدًا مع سولاري في آخر 11 مباراة، بينما فعلها مع زيدان في مناسبتين.

كما أحرز الريال 20 هدفا في تلك الفترة مع سولاري، أي أكثر من حقبة زيدان بفارق 4 أهداف، فيما استقبل أهدافا أكثر، حيث تلقى 16 هدفًا، وهو الجانب الوحيد الذي يتفوق فيه المدرب الفرنسي في هاتين المقارنتين.

ويطمح زيدان إلى صنع “ثورة” حقيقية داخل الملكي، وطالما ردد أن هذا الموسم يجب أن ينتهي تحت أي ظروف. ويريد زيدان التخلص من العديد من الوجوه التي لم يعد يرغب في التعويل عليها مستقبلا. ويأتي على رأس هؤلاء  الويلزي غاريث بيل. وأكد زيدان أنه لم يكن بحاجة إلى الاعتماد على بيل ضد ريال بيتيس رغم الخسارة بهدفين دون رد.

وقال زيدان خلال تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية “بيل فاز بالكثير هنا في ريال مدريد، لكننا نعيش للحاضر والمستقبل، ولن ننسى الماضي، ولكن علينا أن نعيش لهذا اليوم”.

وأضاف “لقد اعتمدت على لاعبين آخرين في الأسابيع الأخيرة، وإن كانت لدي فرصة إشراك بديل رابع فلم أكن أيضًا لأدفع به”.

وتابع “أنا أتخذ هذه القرارات بالشكل الصحيح، ويجب أن أتصرف بما يُحقق مصلحة الفريق في كل الأوقات”.

على النقيض تماما من العناصر غير المرغوب فيها في سانتيغو برنابيو فإن هناك وجوها لا يمكن التفريط فيها، مثل لاعب الوسط طوني كروس. حيث أعلن نادي ريال مدريد الاثنين تمديد عقد كروس حتى عام 2023، في إشارة إلى تعويل النادي عليه في خضم عملية إعادة بناء يعتزم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان القيام بها في فريقه.

وأصدر النادي الملكي بيانا جاء فيه “ريال مدريد وطوني كروس توصلا إلى اتفاق يقضي بتمديد عقد اللاعب حتى 30 يونيو 2023”.

وكان عقد كروس (29 عاما) الذي انضم إلى ريال في عام 2014 قادما من بايرن ميونيخ الألماني بعدما ساهم في تتويج منتخب بلاده بلقب مونديال البرازيل، ينتهي في عام 2022.