بموافقة خليجية..

إعادة انتشار أمريكي وبوادر "تراجع إيراني".. الأزمة إلى أين؟

تحركات أمريكية حثيثة

رؤية الإخبارية

بموافقة خليجية، تحركات أمريكية حثيثة، وصفت بـ"إعادة انتشار"، لأجل "ردع الاستفزازات الإيرانية" في المنطقة، في خطوة ربما تسرع من وتيرة المخاوف الكويتية، التي عبر عنها رئيس مجلس الأمة الكويتي "منصور الغانم"، أواخر الأسبوع الماضي، من احتمالية اندلاع حرب في المنطقة، مع تواصل الصلف والعناد الإيراني، والحشود العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج مؤخرًا.

في المقابل، أبدت طهران شيئًا من "الليونة" في مواقفها السياسية المتعنته، حيث لمحت إلى رغبتها في عقد مفاوضات مع الجانب الأمريكي، ولكن عبر "أراضٍ محايدة"، وهو خطاب جديد على المسؤولين الإيرانيين، لم يخل أيضًا من تهديدات وتوعدات لأطراف أخرى كـ "إسرائيل" بالزوال، فضلًا عن تصعيدات بلغة "الحرب العالمية الثالثة"، حال مهاجمتها.

إعادة انتشار

مع صباح السبت، تداولت مواقع إخبارية ووكالات، ووسائل إعلام عربية ودولية، نبأ موافقة المملكة العربية السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية، حسبما كشفت مصادر خليجية مطلعة.

وقالت المصادر: إن الموافقة جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى؛ حيث يهدف الاتفاق الخليجي - الأمريكي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها.

وأكدت المصادر ذاتها أن الدافع الأول لإعادة انتشار القوات الأمريكية في دول الخليج هو القيام بعمل مشترك بين واشنطن والعواصم الخليجية، لردع إيران عن أي محاولة لتصعيد الموقف عسكرياً ومهاجمة دول الخليج أو مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وليس الدخول في حرب معها.

في الوقت ذاته، وفي خطوة تسعى لموقف عربي موحد من الأزمة الحالية، كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن "اتصالات مكثفة تجري حالياً بين عدد من العواصم العربية من أجل التجهيز لعقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان".

وقالت المصادر، وفقًا لصحيفة "الشرق الأوسط": إن "هذه القمة في حال عقدها ستضم عدداً من الدول العربية التي سيحضر قادتها القمة الإسلامية، والتي تجمعها مبادئ ورؤى منسجمة حيال التطورات الإقليمية والدولية".

إيران.. والتفاوض

ملمح جديد من ملامح التنازل، أبدتها إيران، على طريق التفاوض، الذي دعا له الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بنفسه مؤخرًا، يظهر حالة من "الليونة النسبية"، في مواقف قادة طهران، في مسعىً على ما يبدو لتجنب ويلات الحرب، بعد جملة من الخسائر الاقتصادية الفادحة، ولاحتواء أي احتقان شعبي محتمل.

فقد دعا رئیس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، إلى عقد مفاوضات أمريكية إيرانية في قطر أو العراق، لتجاوز التوتر بين البلدين.

وأوضح "بيشة" -في تغريدة له عبر "تويتر"- أنه "ينبغي إيجاد طاولة بخطوط حمراء في العراق أو قطر، تضم مسؤولي البلدين (إيران وأمريكا)، توكل إليها مهمة خاصة بإدارة التوتر".

دعوة البرلماني الإيراني، جاءت فيما يبدو كصدى لنبض الشارع، الذي عبر بدوره عن رغبته في إنهاء معاناته الاقتصادية، مطالبين القادة بمراجعة مواقفهم السياسية الخارجية، واللجوء إلى طاولة الحوار.

في هذا السياق، عرضت شبكة "سي إن الأمريكية"، آراء بعض المواطنين الإيرانيين، بشأن الأزمة الحالية، فذكر مواطن إيراني، يُدعى "جنتي"، وهو ضابط متقاعد يبلغ من العمر 70 عاماً، إن "الإيرانيين لا يفكرون في الحرب، بقدر تفكيرهم في حياة معيشية أفضل تحت هذه الظروف".

وقال علي -رضا ساهري (37 عاماً)- "ليس لدينا ما نخسره، بعد عام من بدء عقوبات ترمب (الرئيس الأمريكي)، أعتقد أننا يجب أن نراجع سياستنا في الشؤون الخارجية"، وأضاف ساهري، وهو رجل أعمال إيراني: "يجب أن ندع الاستثمار الأجنبي يأتي إلينا".

ودعا ماجد حققي (57 عاماً) قادة بلاده إلى إجراء حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع، وتابع: "ما الخطأ في وجود الولايات المتحدة هنا والحوار معها؟ لماذا لا تبدأ أعمال تجارية بين البلدين نستغل فيها القوى العاملة لدينا؟".

وقالت طالبة إيرانية، اسمها صبا، رفضت الكشف عن اسمها بالكامل، وتبلغ من العمر 19 عاماً: "في حالة نشوب حرب لن أغادر إيران، بل سأذهب إلى منطقة نائية مع عائلتي، وأعود فقط عندما يعود السلام".

لغة التهديد مستمرة!

كما ذكرنا، فالليونة الإيرانية، في المواقف الدبلوماسية، لم تخل أيضًا من توزيع التهديدات هنا وهناك، كانت إسرائيل صاحبة النصيب الأوفى في ذلك.

فأكد رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني "مجتبى ذو النور"، أن الحرب ضد إيران، ستمهد لحرب عالمية ثالثة، وأن أي هجوم على إيران سيعني القضاء على إسرائيل خلال نصف ساعة.

وأشار ذو النور، إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ الحرب، لكن نهايتها لن تكون بيدها، لافتا إلى أنه في حال تم استهداف القطع العسكرية الأمريكية في مياه الخليج فلن يبقى منها سوى "تل من الرماد"، مشيرا إلى أنه " قبل أن يهدأ غبار أي هجوم على إيران ستضرب الصواريخ الإيرانية قلب تل أبيب".

ولفت رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، إلى أن الطائرات الإيرانية المسيرة تراقب القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وترصد تحركاتها، قائلا: "إيران لن تبدأ الحرب، لكنها ستقطع يد أي دولة تعتدي عليها".

وفي سياق آخر، قال ذو النور، إنه "في حال تم منع إيران من تصدير النفط، فلن يمر نفط أي دولة من مياه الخليج، مضيفا أن "استيلاء أي دولة على حصة إيران النفطية في منظمة "أوبك"، سيكون بمثابة إعلان حرب".

سليماني لميليشيا العراق: استعدوا للحرب!

وفي إطار الحشد، والحشد المضاد، كشفت تقارير استخباراتية بريطانية النقاب عن لقاء سري جمع قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، مع عدد من حلفاء إيران، يخبرهم فيها بضرورة الاستعداد للحرب.

ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، مساء الخميس، تقريرا، نقلت فيه معلومات استخباراتية عن مصدرين رفيعين، قالا فيها إن سليماني عقد اجتماعا سريا في العاصمة العراقية، بغداد، مع عدد من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وقال لهم فيها بوضوح: "استعدوا للحرب".

وقال المصدران: وردت إلينا معلومات مؤكدة أن قائد فيلق القدس أجرى هذا الاجتماع، وبسببه تم رفع مستويات التهديد للقوات البريطانية في العراق لأقصى درجة.

ووفقا لتلك المصادر، قال سليمان في الاجتماع: هذه ليست دعوة لرفع السلاح حاليا، لكن النفير لم يعد بعيدا".