ثلاثة أهداف لإدارة ترامب..

هل خططت إيران لهجمات على نسق تفجير "المارينز" بيروت؟

ردع أنشطة ملالي طهران الإرهابية والتوسعية في منطقة الشرق الأوسط يستلزم خطة استراتيجية

بيروت
رأى الكاتب مارك ثيسين أن سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال إيران تتأرجح بين الدبلوماسية والحرب، بيد أن ردع أنشطة ملالي طهران الإرهابية والتوسعية في منطقة الشرق الأوسط يستلزم خطة استراتيجية لا عقوبات اقتصادية فحسب.

أمريكا ستحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي هجمات ضد الأمريكيين، حتى لو تم تنفيذها من خلال الوكلاء

ويُشير الكاتب، في مقال بصحيفة "نيويورك بوست" إلى أن ترامب يدرك جيداً أن إيران لا تريد الحرب؛ فهي تعلم أنها سوف تخسر، ولذلك أوضح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، عبر "تويتر"، أنه لن تكون هناك حرب مع الولايات المتحدة.

ثلاثة أهداف لإدارة ترامب


ويلفت الكاتب إلى أن ترامب لا يسعى إلى بدء الحرب ضد إيران، ولإدارته لديها ثلاثة أهداف: أولها استعادة الردع واحتواء توسع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وثانيها دحر مكاسب إيران وإجبارها على التراجع إلى داخل حدودها، أما ثالثها فهو طرح خيار واضح أمام قادة إيران يتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن طموحاتهم النووية والصاروخية أو انهيار نظامهم الحاكم، مثلما حدث مع الاتحاد السوفيتي.

وعندما تولى ترامب منصبه، كانت إيران قد انطلقت بالفعل في مسيرتها التوسعية عبر أنحاء الشرق الأوسط، في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ويرجع ذلك جزئياً إلى المبالغ النقدية الضخمة التي تدفقت إليها بعد تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق النووي للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

تضييق الخناق على إيران


ويؤكد كاتب المقال أن ترامب لم يعيد العقوبات التي كانت مفروضة على إيران قبل صفقة النووي فحسب، ولكنه رفعها أيضاً إلى مستويات غير مسبوقة. وقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية أن العقوبات أسفرت عن تراجع الإيرادات الإيرانية بمقدار 10 مليارات دولار منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وخلال الشهر الجاري، ضيقت إدارة ترامب الخناق على طهران بشكل أكبر، من خلال إنهاء الإعفاءات من العقوبات التي مُنحت لثماني دول لمواصلة استيراد النفط الإيراني، وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن هذا الإجراء يستهدف خفض صادرات النفط الإيرانية إلى "صفر".

ويعتبر الكاتب أن هذا الإجراء الأخير يؤتى ثماره، وأشارت تقارير بموقع إلى أن شحنات النفط الإيرانية قد تراجعت هذا الشهر بسبب إنهاء الولايات المتحدة الإعفاءات من العقوبات، وحتى الآن لم تغادر أي سفينة محطات النفط الإيرانية إلى الموانئ الأجنبية.
  
وكلاء إيران الإرهابيين


وعلاوة على ذلك، فإن العقوبات الجديدة أجبرت طهران على وقف إمداد وكلائها الإرهابيين بالأموال، وتقلصت بالفعل قدرة إيران على تمويل الحلفاء مثل حزب الله، وانخفضت رواتب الميليشيات السورية التي تدعمها إيران، كما أفاد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الكونغرس بأن ميزانية الدفاع الإيرانية المقترحة قد انخفضت أيضاً بمقدار 25%، وتراجعت الميزانية المقترحة للحرس الثوري الإيراني بقرابة 10%.

ويلفت الكاتب إلى أن إيران غير راضية عن ذلك، وقد لمست الاستخبارات الأمريكية دلائل على أن نظام الملالي كان يستعد للرد بهجمات على الأمريكيين باستخدام الوكلاء الإرهابيين، تماماً كما حدث في تفجيرات ثكنات المارينز في بيروت عام 1983 وتفجير أبراج الخبر عام 1996 في السعودية، وكذلك من خلال تزويد الميليشيات الشيعية في العراق بقنابل تزرع على جوانب الطرق وتسببت بمقتل مئات الجنود الأمريكيين.
  
وبناء على ذلك، وجهت إدارة ترامب رسالة واضحة مفادها أن أمريكا ستحمل إيران مسؤولية مباشرة عن أي هجمات ضد الأمريكيين، حتى لو تم تنفيذها من خلال الوكلاء، وهددت باستخدام القوة، وفي ظل هذا الوضوح تنخفض احتمالات قيام قادة إيران بحسابات خاطئة.

العقوبات وحدها ليست كافية


وعلى الرغم من أن العقوبات المفروضة على إيران تسببت فعلاً بأضرار كبيرة، إلا أنها وحدها ليست كافية إذا كان الهدف هو دحر التوسع الإيراني في المنطقة. وبحسب الكاتب، فإنه يتعين على الولايات المتحدة مواجهة إيران بقوة في جميع أنحاء المنطقة، إلى جانب دعم الحلفاء الأمريكيين وهزيمة إيران في المناطق المحورية، مثلما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان مع الاتحاد السوفيتي، ومن ثم فإن سحب عدد كبير من القوات الأمريكية في سوريا لا يتماشى مع نهج "الضغط الأقصى".

ويعتبر الكاتب أن ترامب محق في تشديد العقوبات على إيران، علماً أن عقوبات أقل صرامة قد أجبرتها على التفاوض في عهد أوباما. وحدد بومبيو 12 شرطاً للتوصل إلى اتفاق مع إيران، بما في ذلك إنهاء دعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط والانسحاب الكامل من سوريا، ولكن من غير المرجح أن توافق إيران على ذلك.

ويختم الكاتب بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى استراتيجية لا تقتصر على العقوبات فقط، وخصوصاً في حال رفضت إيران التفاوض. وحتى الآن لا يبدو واضحاً ما إذا كان ترامب يريد حقاً انهيار نظام الملالي، فإذا كان يسعى إلى ذلك فعلاً فإن المهمة ستكون أصعب مما كان عليه الأمر بالنسبة إلى الاتحاد السوفيتي، لاسيما أن كوريا الشمالية أظهرت أن الأنظمة الاستبدادية يمكنها التعايش حتى مع العقوبات القاسية.