بعيد عن بناء ماكينة انتخابية..

العزابي يؤكد اندماج حزب تحيا تونس مع حزب المبادرة

الشاهد متهم باستغلال اجهزة وامكانيات الدولة لصالح حزبه الناشئ

تونس

أكّد سليم العزابي أمين عام حركة تحيا تونس المقربة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أن "اندماج حركتهم مع حزب المبادرة الدستوريّة الدّيمقراطية، بعيد عن بناء مكينة انتخابية".
تصريحات العزّابي كانت مساء الجمعة على هامش مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة تونس، للتّوقيع رسميا على وثيقة الاندماج بين الحزبين تحت شعار "نبادر لتحيا تونس".
ومساء الأربعاء، أعلن الحزبان اندماجهما قبيل أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.

الاندماج يشكل تمشيا موحدا بين حزبينا نتقاسم من خلاله رؤانا خدمة للوطن ومراعاة حق الاختلاف

وتابع العزابي "الاندماج يشكل تمشيا موحدا بين حزبينا نتقاسم من خلاله رؤانا خدمة للوطن ومراعاة حق الاختلاف".

كما اعتبر أنه "مشروع يبرهن بأن وجود الإرادة السياسيّة يمكن حتما من تتجاوز مشكلة الزعامات وكل التّحديات".
وأكّد أنّ "أهم هدف من هذا الاندماج تقليص التشتت الحاصل في عائلتنا السياسية الوسطيّة".
وأردف بالقول "سنكون منفتحين على كل من يريد الانضمام ونريد أن نكون في تحيا تونس القاطرة التي ستجمع العائلة السياسية."
ولفت إلى أنه سيتم طرح وثيقة الانصهار بين الحزبين مطلع حزيران/يونيو للتزكية أمام المجالس المحلية للحزب.
من جانبه قال رئيس حزب المبادرة الدّستوريّة كمال مرجان في تصريحات إعلامية على هامش النّدوة الصّحفيّة: الاندماج جاء نتاجا عن توافقنا حول خدمة مصلحة تونس دون أي حسابات أخرى.
وأضاف "نجحنا في لم الشمل بأكبر عدد ممكن من القياديين الذين يحبون هذه البلاد، وما يجمعنا حبنا للوطن وتحملنا للمسؤولية في ظروف لم تكن سهلة ."
واعتبر أنّ "الاندماج يعتبر انطلاقة جديدة لعائلة يجمعها الوطن."
وأكّد في سياق متّصل أن "فكرة الاندماج ستكون مثالا لكل من يفكر في مصلحة تونس وشعبها وسنحاول الاندماج مع كل من يشاطرنا حب الوطن والقدرة على السير إلى الأمام".


وشغل كمال مرجان منصب وزير خارجية في نظام بن علي قبل سقوطه في 14 يناير/كانون الثاني 2011.

وياتي الاندماج بين الحزبين في اطار مساع تقوم بها الأحزاب الوسطية للم الشمل من اجل مواجهة حركة النهضة والإسلام السياسي في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.

وكان القيادي في حزب تحيا تونس مصطفى بن ابراهيم تحدث عن مشاورات بين الحزب وحزب مشروع تونس للتحالف لكن سفيان طوبال رئيس اللجنة المركزية لنداء تونس (شق الحمامات( أعلن عن اندماج النداء بالمشروع.

وفي المقابل خيرت أحزاب المشاركة في الاستحقاق الانتخابي بعيدا عن سياسة التحالفات على غرار التيار الديمقراطي في حين عبرت أحزاب اخرى عن استعدادها للقيام بتحالفات تستثني حركة النهضة وأحزاب الإسلام السياسي.


ويتعرض حزب تحيا تونس الذي يقوده رئيس الحكومة يوسف الشاهد لكثير من الانتقادات خاصة اتهامه باستغلال أجهزة الدولة للتعبئة حيث اكد الشاهد أن الدعم السياسي لحكومته تحسن منذ تأسيس كتلة 'حركة تحيا تونس' في البرلمان وذلك في أول ظهور رسمي له في اختتام أعمال المؤتمر التأسيسي للحزب الأربعاء 1مايوا/ايار.

وأثارت تسمية وتأسيس الحزب جدلا في تونس وسخرية أوسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ترددت تدوينات على نطاق واسع والتقت في فكرة واحدة وهي أنه في جميع أنحاء العالم تنبثق الحكومات من رحم الأحزاب إلا في تونس ينبثق حزب من رحم الحكومة.

وشككت المعارضة في جدية حملة حزب تحيا تونس والتي خفت ضجيجها بعد أشهر واعتبرتها مجرد مزايدة سياسية وتحركا مدروسا من الشاهد للالتفاف على الضغوط التي تعرض لها من حزبه سابقا، حزب نداء تونس.

وتأسس حزب 'تحيا تونس' في نهاية يناير/كانون الثاني من قبل أنصار الشاهد، خصوصا من منشقين عن نداء تونس الذي يشهد صراعات أجنحة أدت خصوصا إلى تجميد عضوية الشاهد فيه قبل رفع التجميد.

وبات الحزب القوة السياسية الثانية في البرلمان بعد حزب النهضة الإسلامي وقبل نداء تونس، مستفيدا من حركة السياحة الحزبية والتي لم تعد غريبة على الشعب التونسي حيث اعتاد على مثل تلك الممارسات السياسية في المرحلة الانتقالية التي تلت ثورة يناير/كانون الثاني 2011 على الرغم من أنها ممارسة غريبة في مشهد ديمقراطي ناشئ.

وتنظم الانتخابات الرئاسية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بينما تسبقها الانتخابات التشريعية في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2019