في يوم القارة السمراء..

مصر تتطلع لمزيد من التعاون مع الأشقاء الأفارقة

تعزيز العمل المشترك بين دول القارة

رؤية الإخبارية

في مثل هذا اليوم منذ 56 عامًا، تأسست منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963 وغرس المؤسسون بذرة الوحدة والتعاون الأفريقي ووضعوا لبنة الاندماج الاقتصادي والتكامل القاري، وشيدوا جسور عبور نحو الاستقرار والتقدم والازدهار، إنها الذكرى التاريخية التي شهدت تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي دشنت عهدًا جديدًا في مسار التضامن الأفريقي وتعزيز العمل المشترك بين دول القارة.

وعبر عمل أجيال أفريقية متعاقبة بشكل دؤوب طيلة عقود ماضية، تخطو القارة السمراء بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطة طموحة للتنمية المُمثلة في أجندة 2063. ويومًا بعد يوم تزداد فعالية الجهود المشتركة في إيجاد حلول لنزاعات ومشكلات عانت منها القارة لعقود وحالت دون تحقيق أحلام شعوبها، وتتزامن احتفالات هذا العام بيوم أفريقيا مع الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي.

ورغم ما تحقق في سبيل تلبية التطلعات الأفريقية المُشتركة، إلا أنه لايزال الكثير من العمل المُشترك ينتظر دول القارة الأفريقية، وهو الأمر الذي تسعى مصر إلى تقديم إسهامها فيه يدًا بيد مع كافة الأشقاء الأفارقة، وصولًا إلى توفير مُستقبل أفضل لأفريقيا على كافة المناحي، وعلى رأسها تحقيق التنمية المُستدامة، وتعزيز السلم والأمن، فضلًا عن تمكين الشباب الأفريقي، وتحسين الخدمات الصحية في أفريقيا.

تعزيز التعاون

واحتفالًا بيوم أفريقيا، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المهم أن نعمل على الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، إلى جانب جهود الحكومات الأفريقية لتشجيع سواعد أبناء أفريقيا على بناء المشروعات القارية الرائدة لتطوير منظومة البنية الأساسية، واستكمال مسار الاندماج الإقليمي والتكامل الاقتصادي وربط الأسواق بما يساعد في تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية التي نستعد معًا للاحتفال بدخولها حيز النفاذ في قمتنا الاستثنائية المقررة في يوليو المقبل بالنيجر.

وأضاف السيسي بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية اليوم السبت، إنه بالتوازي مع تلك الجهود والتطورات، يتعين تطوير ثرواتنا البشرية وتأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم في قيادة مستقبل أفريقيا فضلًا عن مواصلة تعزيز دور المرأة الأفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبنا، ترسيخًا للهوية الأفريقية وإعلاءً لمبادئ التضامن الأفريقي.

مبادرة تعاون

وإدراكًا لأهمية هدف أجندة التنمية 2063 "أفريقيا مزدهرة قائمة على النمو الشامل والتنمية المستدامة"، أطلق الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي مبادرة من أجل القضاء على فيروس التهاب الكبد "سي" لمليون أفريقيّ إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من حملة "100 مليون صحّة" لتقديم الرعاية الصحية للمقيمين بمصر من غير المصريين، حيث جاء ذلك في الجلسة الختاميّة لملتقى الشباب العربيّ الأفريقيّ في أسوان التي عقدت في 17 مارس الماضي. ولن تدخر مصر جهدًا في العمل مع أشقائها الأفارقة لتوفير حياة صحية آمنة لجميع أبناء القارة من خلال نظم رعاية صحية متكاملة، وتعتزم الحكومة المصرية تقديم المساعدة الفنية للكوادر الطبية بالدول الإفريقية المختلفة في مجالات الكشف على المواطنين والتشخيص.

واستمرارًا للجهود المشتركة مع الأشقاء الأفارقة في المجال التنموي، تُساهم "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية" في نقل ومشاركة الخبرات المصرية المتنوعة مع الكوادر الأفريقية في العديد من المجالات مثل الصحة والزراعة والري والطاقة المُتجددة والدبلوماسية، عبر بناء القدرات وإيفاد الخبراء وغيرها، حيث شملت جهود الوكالة منذ إنشائها عام 2014 حتى الآن تنظيم ما يقرب من 305 دورة تدريبية شارك فيها ما يزيد عن 10 آلاف متدرب، إلى جانب إيفاد 70 خبير مصري في المجالات المختلفة.

تهنئة

وفي سياق متصل، وجّه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رسالة تهنئة لرؤساء دول وحكومات إفريقيا بمناسبة "يوم إفريقيا"، تمنى فيها لهم التوفيق فى حل القضايا والأزمات المحلية والإقليمية وتوثيق التعاون، حسبما ذكرت شبكة روسيا اليوم.

وقال بوتين فى رسالته: "أرجو أن تتقبلوا تهانى الصادقة بمناسبة يوم إفريقيا، الذي يرمز لوحدة شعوب قارتكم ورغبتها في الاستقلال والسلام والرخاء". وأضاف: "تسير الدول الإفريقية بثقة على طريق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية التكنولوجية، وتلعب دورًا متزايد الأهمية في حل القضايا الملحة على جدول الأعمال الدولي". وتابع: "في إطار الاتحاد الإفريقي وغيره من الهياكل الإقليمية وسواه، يتوسع التعاون متعدد الأطراف في مختلف المجالات، وتتقدم عمليات التكامل متبادل المنفعة".

وأكد بوتين أن "روسيا تؤيد بالكامل جهود الشركاء الأفارقة الرامية لحل النزاعات والأزمات المحلية، ومكافحة الإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للحدود، وغيرها من التحديات والتهديدات للأمن الإقليمي والعالمي".

وختم قائلًا: "أتابع بارتياح الطبيعة الودية والبناءة للعلاقات بين بلدينا، وإنني على ثقة من أن القمة الروسية الإفريقية، والمنتدى الاقتصادي الذي سنعقده بأكتوبر في سوتشي، سيعملان على بناء هذه العلاقات من الناحية النوعية وسيتيحان لنا رسم أشكال جديدة للتعاون المثمر".