كبير مستشاري السياسة الخارجية لترامب في أبريل 2018..

ترجمة: هل جون بولتون هو أخطر رجل في العالم؟

جون بولتون

رؤية الإخبارية

يريد جون بولتون، مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب، أن تخوض الولايات المتحدة الأمريكية حربًا مع إيران.. نحن نعرف ذلك لأنه يقوله منذ عقدين.

وكل شيء فعلته إدارة ترامب بخصوص سياستها تجاه إيران، لا سيما منذ أن أصبح بولتون كبير مستشاري السياسة الخارجية لترامب في أبريل 2018، يجب رؤيته من خلال عدسته، ويشمل ذلك التموضع العسكري الأمريكي المثير للقلق في الشرق الأوسط في الأسبوعين الماضيين. 

بعد شهر واحد فقط من تولي الوظيفة، أعطى بولتون لترامب الدفعة الأخيرة التي احتاجها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان في ذلك الوقت (ولا يزال) يحجم برنامج إيران النووي بنجاح ويمنع كل السبل أمام إيران لبناء قنبلة. كانت خطة العمل الشاملة المشتركة – وهي الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني – أكبر عقبة أمام حملة بولتون لشن حرب لتغيير النظام، لأنها استبعدت ذريعة نافعة والتي كانت مفيدة جدًّا في ترويج الحرب في العراق منذ 17 عامًا.  

منذ الانسحاب من الاتفاق، زعمت إدارة ترامب أنها عبر حملة "ضغط شديد" على إيران، يمكنها التوصل إلى "اتفاق أفضل" يحوّل بطريقة ساحرة إيران إلى ديمقراطية جيفرسونية تركع لكل الرغبات الأمريكية. لكن هذا كان دائمًا حُجة تهدف لإخفاء الهدف الحقيقي (نغيير النظام) وتوفير غطاء للخطوات التصاعدية – العقوبات الساحقة، واللغة المولعة بالقتال، والمناورات العسكرية العدائية – التي جعلت الولايات المتحدة الآن أقرب إلى الحرب مع إيران مما كانت عليه منذ النصف الأخير من إدارة بوش، أو ربما منذ أي وقت مضى. 

ولا يشعر بولتون بوخز الضمير حيال التلاعب بالمعلومات الاستخباراتية أو تجاهلها التام من أجل دفع أجندته، وهو بالضبط ما يحدث الآن.

في بيان البيت الأبيض منذ 10 أيام للإعلان عن نشر حاملة طائرات وقاذفة قنابل في الشرق الأوسط، ذكر بولتون "عددًا من الحوادث والتحذيرات المقلقة والتصعيدية" من إيران لتبرير التواجد العسكري الأمريكي المعزز، غير أن عدة مصادر ممن رأوا نفس المعلومات الاستخباراتية قالوا إن بولتون وإدارة ترامب "بالغوا في الأمر، ووصفوا التهديد على أنه أكثر خطورة مما هو عليه في الحقيقة". حتى جنرال بريطاني يعمل في المنطقة رفض هذه الادعاءات هذ الأسبوع، قائلًا إنه لم يرَ دليلًا على وجود تهديد إيراني متزايد.

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن بولتون يعرف ما يفعله. إنه "مقاتل بيروقراطي محنك يمتلك المهارات للضغط بقوة من أجل آرائه"، ولديه تاريخ طويل من استخدام تلك المهارات لتقويض الدبلوماسية الأمريكية والعمل لإفساد اتفاقيات الحد من التسلح. 

وبصفته مسئولًا كبيرًا في إدارة جورج دبليو بوش، لعب دورًا رئيسيًّا في انهيار إطار العمل المتفق عليه، وهو الاتفاق الذي أُبرم في عهد كلينتون وجمّد برنامج البلوتونيوم لكوريا الشمالية (اختبرت كوريا الشمالية أول قنبلة لها بعد أربعة أعوام).

وقد قال إنه "شعر مثل الطفل يوم عيد الميلاد" بعد أن نسّق الانسحاب الأمريكي من المحكمة الجنائية الدولية في 2002. والآن بصفته مسئولًا كبيرًا في إدارة ترامب، ضغط لكي تنسحب الولايات المتحدة من معاهدة أسلحة نووية مهمة مع روسيا.

وفي حين أنه من غير الواضح حجم الدور الذي لعبه في إفساد مفاوضات ترامب مع كيم جونج أون في هانوي العام الماضي، غير أنه دعا علنًا لتطبيق ما يُسمى بـ "نموذج ليبيا" مع كوريا الشمالية (بعبارة أخرى، تغيير النظام بالقوة). وقبل شهور من الانضمام للإدارة، حاول إقامة الحُجة القانونية لشن حرب وقائية ضد بيونج يانج. وإذا كنت تعتقد أنه يهتم بتداعيات الحرب مع كوريا الشمالية، فإنه لا يفعل. يُقال إن بولتون "لم يتأثر" بعرض أثناء عمله في إدارة بوش للعواقب الكارثية لهذه الحرب، لكنه قال حينها: "أنا لا أنفّذ الحرب.. أنا فقط أنفّذ السياسة". 

حتى الآن، يُعدّ بولتون ناجحًا في تحريك الولايات المتحدة باتجاه نتيجته المرجوة مع إيران، إذا كان دفع البنتاجون لرسم خطط بإرسال 120 ألف جندي أمريكي إلى المنطقة لمواجهة إيران يعطي أي مؤشرات. وتوجد بوادر أمل على أننا نستطيع تجنب الحرب، حيث إن المسئولين الأمريكيين والحلفاء الأوروبيين، المنزعجين مما ينوي بولتون فعله، يُعربون عن القلق من تحريف إدارة ترامب للمعلومات الاستخباراتية الخاصة بإيران.

لكن بولتون يسلك مسارًا سريعًا، مدركًا على ما يبدو أن وقت ترامب في المنصب قد يكون محدودًا. وفي نهاية المطاف، يبقى السؤال حول ما إذا كان الرئيس يستطيع التمسك بغريزته بتجنب المزيد من الصراعات العسكرية، أم سيخضع لرجل مصمم على إقحامه في زاوية، حيث لا يوجد مفر سوى الحرب مع إيران.