عرض الصحف العربية..

تقرير: إيران تواصل سقطاتها التاريخية

صحف عربية

24

تواصل إيران سقطاتها التاريخية، فيما يبدد وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي الغموض بشأن زيارته إلى طهران.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، توقعت مصادر سياسية أن يشوب هدوء حذر المنطقة في ظل التخوف من اندلاع حرب قريباً بالخليج، وسط تشكك في إمكانية اندلاع الحرب من الأساس.

الوساطة العمانية
أفادت صحيفة "العرب" في حديث عن الوساطة العمانية، إن وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي بدد الغموض بشأن زيارته بعد غد الاثنين إلى طهران، حين أعلن وجود وساطة عمانية لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران".

وقالت الصحيفة إن "البارز في تصريحات بن علوي كشفه إلى لعبة الأجنحة داخل السلطة في إيران، حيث تسعى مختلف تلك الأجنحة إلى الوساطة سراً لمنع مواجهة مكلفة مع الولايات المتحدة، مع الحرص على التبرؤ منها في العلن وتبني خيار التصعيد".

غير أن الأمر لم يخلو من إلقاء الضوء على الأزمات السياسية التي تسببها إيران ، حيث قال مراقبون وفقاً للصحيفة إن "تحميل المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي ما وصفه بالواجهة الدبلوماسية للنظام مسؤولية "التورط" في الاتفاق النووي، فإن هذه الخطوة تهدف إلى إرضاء الداخل الإيراني في ظل توسع دائرة الغضب من استمرار لعبة الصراع مع الغرب.

وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن هذه اللعبة تبدو مملة وغير قادرة على إلهاء الإيرانيين على الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة، وهي ناجمة بالأساس عن تبديد النظام لأموال إيران في معارك "تصدير الثورة" وزرع الميليشيات في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة أن كل هذه التطورات تأتي في وقت يعيش فيه الشعب ظروفاً صعبة بسبب التقشف الحكومي الهادف إلى توفير التمويلات الضرورية لفائدة الأذرع في لبنان واليمن والعراق وسوريا.

خامنئي والسم
ومن صحيفة العرب إلى مقال كتبه أميل أمين الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "الشرق الأوسط" والذي طرح عدد من الأسئلة التي وصفها بالهامة مع مناقشة الملف الإيراني والمواجهات القائمة والقادمة مع الولايات المتحدة.

وأوضح الكاتب أن أبرز هذه الاسئلة هي.. "هل التاريخ يعيد نفسه؟ وهل 4 عقود زمن الثورة الإيرانية لم تكن كافية لأن يتعلم الملالي الدرس؟".

وبين أمين أن التاريخ الإيراني بعد الثورة مليء بالأخطاء، مستشهداً بقبول إيران لوقف إطلاق النار والانسحاب إلى الحدود الدولية وتبادل الأسرى بعد عقد من الزمان من الحرب الضروس بين إيران والعراق، وأوضح أيضاً أن الإيرانيين أنفسهم شعروا بالمهانة والذل جراء هذه الحرب وسياسات الثورة الفاشلة بها.

وأشار أمين في المقال إلى أن التاريخ لا يعيد نفسه، لكن الإيرانيين هم من يكرر حماقات قيادتهم الدينية السابقة ولا يتعلمون من أخطائهم.

واضاف الكاتب إن "أمام خامنئي خيارين، الأول يتمثل في تجرع كأس السم المتمثلة في القبول بشروط الأمريكيين، والثاني هو الدخول في مواجهات سوف تتكالب فيها الأمم من حوله، ورهاناته على حلفاء أممين خاسرة بالمطلق".

واختتم أميل مقاله بالتساؤل..هل يتجرع خامنئي كأس السم أم يفضل سقوط الثورة مرة وإلى الأبد؟.

تجنباً لحرب جديدة

وفي رؤيتها للأزمة الحالية، أشارت الكاتبة المصرية وأستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتورة نيفين مسعد في صحيفة "الأهرام" المصرية، إلى أن ما يجري الآن يمثل أغرب موقف يمكن أن يصادفه محلل سياسي للأزمة الراهنة بين الولايات المتحدة وإيران.

وقالت: إن "الطرفين الأمريكي والإيراني لا يتوقفان عن التصعيد إلى المدى الأقصى والطرفان لا يكفّان عن تأكيد رفضهما الذهاب إلى الحرب".

وأضافت الكاتبة أن "جزءً من هذا الالتباس مرده أنه لا أمريكا كتلة واحدة ولا إيران كتلة واحدة، فكل منهما فيه صقور وحمائم، من يشجعون على المواجهة ومن يفضلون تجنبها. وجزء آخر من الالتباس سببه التكلفة العالية لحرب ثالثة تنشب لا قدّر لها فى منطقة الخليج. ومن هنا فإن حتى من يرون الحرب خيارا مقبولا يتخوفون من الآثار الجسيمة المتوقعة لها. وأوضحت الكاتبة أن تسوية الأزمة باتت أمر صعب للغاية ـ لأن الوضع الآن أكثر تعقيدا من أي وقت مضى لأسباب مختلفة، لكن التصعيد الذي تشهده المنطقة لا يمكن أن يستمر إلى مالا نهاية".

وأشارت الدكتورة نيفين مسعد إلى أن كافة الأفكار التي تم طرحها لحل الأزمة تحتاج نقاشاً موسعاً ومخلصاً، وهو النقاش الذي بات هام للغاية في ظل الأزمة التي تواجهها المنطقة التي باتت على شفا حفرة من النار، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الحالي.

حرب أم صفقة؟
ومن جانبه تساءل باسل الحاج جاسم الباحث في الشؤون الروسية والتركية عما إن كانت الإدارة الأمريكية جادة حقاً في الذهاب نحو الحرب مع إيران هذه المرة؟.

وقال جاسم في تحليله للمشهد السياسي في صحيفة "الحياة" أن "هناك خطاب أمريكي بنبرة مرتفعة جداً يتوعد طهران، يقوده وزير الخارجية مايكل بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، يترافق مع حشود عسكرية ضخمة في المنطقة. ولكن تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين حين وآخر، تعطي في بعض الأحيان انطباعاً مختلفاً، بأن الأمر لا يتعدى رفع سقف المساومة على صفقة جديدة وبشروط يفرضها رجل البيت الأبيض".

ونبه جاسم إلى أن النظام الحاكم في إيران لم تتغير، فطهران، كسابق عهدها، ستحاول تجنب الحرب مع الولايات المتحدة أو مع إسرائيل، رغم كل التصريحات النارية. علماً أن انتظارها نهاية فترة رئاسة ترامب، ليس سوى محاولة لاستخلاص أقصى فائدة ممكنة من الصفقة النووية.
  
وحلل الحاج المواقف السياسي لعدد من دول العالم، قائلاً إنه "لا يمكن تجاهل موقف دول كبرى عدة، ومنها تحديداً دول إقليمية رافضة للنفوذ الإيراني في سورية والمنطقة ككل".

وأشار إلى أن هذا ما يجعل موقف روسيا تحديداً صعب، فهي تخشى على علاقاتها السياسية والاقتصادية القوية مع تلك الدول التي يثير التقارب الروسي الإيراني استياءها، وهو ما يزيد من الاحتمالات السياسية بهذا الشأن.