تضييق العملية العسكرية في الساحل الغربي..

تقرير: حسابات "هادي والإخوان" قادت الشرعية لفخ الحوثي

الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي

عدن

ضيقت العملية العسكرية لتحرير مناطق الساحل الغربي التي انطلقت منتصف عام 2018 ابتداء من باب المندب وصولا الى جنوبي مدينة الحديدة، الخناق على ميليشيا الحوثي - ذراع إيران في اليمن- وقلبت سير المعركة في اليمن بشكل عام لصالح الشرعية والتحالف.

واتسمت عملية الساحل الغربي بسرعة الحسم وتكاملت فيها دقة التخطيط العسكري وبسالة القوات المنفذة لتكون المحصلة انتصارات كاسحة وسريعة ارعبت ميليشيا الحوثي وحولت ساحات المواجهات الى محرقة كبرى لقياداتها، عكس بقية العمليات في باقي الجبهات التي تراوح في دوائر مفرغة منذ اربعة اعوام.

ومثلت تلك الانتصارات في الساحل، بارقة أمل لليمنيين الذين تفتك المجاعة بنحو عشرة ملايين منهم بقرب الخلاص من كهنوت الإمامة ومشروعه الظلامي.

وقد كان لافتا تكامل وانسجام واستبسال قوات المقاومة المشتركة المنفذة لتلك العمليات( الوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الوطنية -حراس الجمهورية- والمقاومة التهامة) والتي انصهرت لتشكل منظومة قتالية صلبة مستفيدة من اسناد ودعم التحالف العربي وخصوصا القوات الاماراتية.

وتسارعت وتيرة العمليات التي بدات بتحرير وانتزاع مناطق وسلسلة جبال هامة تطل على مضيق باب المندب الاستراتيجي، واتجهت نحو تحرير مفرق ومدينة وميناء المخاء غرب تعز وصولا الى تحرير مفرق البرح الاستراتيجي ليتم قطع طرق إمداد المليشيا في مقبنة والوازعية وموزع وحوزان والعمري وكهبوب.

وتواصل التقدم الكاسح في مديريات سهل تهامة جنوبي محافظة الحديدة ومن ثم انطلقت العمليات بسرعة الصاروخ صوب مدينة وميناء الحديدة قاطعة مسافة تزيد عن 100 كيلومترا في ثلاثة ايام لتضع اقدام ابطال القوات المشتركة على ارض مطار الحديدة وفي مداخل المدينة الجنوبية والشرقية والغربية .

وبينما خطفت تلك الانتصارات الاضواء وكانت محط اهتمام وسائل الاعلام والقنوات الفضائية العربية والدولية ، توقف الخبراء العسكريون كثيرا بالرصد والتحليل والاشادة بالاضافة النوعية التي مثلتها قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح واسهامها الفاعل مع القوات المشتركة في صنع تلك الانتصارات.

وخصص الخبراء حيزا من تحليلاتهم للاشادة بالمهارات القتالية العالية التي يتحلى بها ضباط وافراد المقاومة الوطنية وتفرد هذا التشكيل العسكري بتمثيل مختلف المناطق والمحافظات اليمنية بعيدا عن الولاءات الجهوية والحزبية التي تتسم بها بقية تشكيلات الوحدات العسكرية التابعة للشرعية فضلا عن الثناء على دهاء وحنكة قائدها وخبرته العسكرية المشهودة .

لكن في المقابل كانت هناك جهات داخلية وخارجية تحيك مؤامرات لاعاقة استكمال تحرير مدينة وميناء الحديدة الاستراتيجي.

فعلى المستوى الداخلي وبينما كان متوقعا أن يدعم الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي تلك الانتصارات التي تعجل بنهاية الحوثية وعودة الشرعية، انصهر في مؤامرة اخوانية سعت لاعاقة معركة الحديدة منذ انطلاقها بدء بايقاف المواجهات في مختلف الجبهات القتالية مع ميليشيا الحوثي لتمكينها من جمع مقاتليها وارسالهم الى الساحل الغربي.

اما على المستوى الخارجي فقد بدات الضغوط الدولية تتصاعد بتصاعد وتيرة الانتصارات ووصلت ذروتها مع بدء توغل القوات المشتركة في شوارع مدينة الحديدة من ثلاث جهات جنوبا وشرقا وغربا ووصولها الى بعد مرمى حجر من ميناء الحديدة بذريعة مخاوف من تاثير العمليات العسكرية في هذه المدينة في اعاقة وصوصل الامدادات التموينة للشعي اليمني ماسيؤدي الى مفاقمة الازمة الانسانية .

وفي حين كانت بريطانيا حاملة القلم في ملف اليمن بالامم المتحدة تقود تلك الضغوط في اروقة المنظمة الدولية كان مواطنها المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث يترجم اهدافها في اعاقة الحسم العسكري في اليمن واطالة عمر الانقلاب الحوثي .

وفيما تسارع تقدم القوات المشتركة في عمق مدينة الحديدة وفي ظل انهيارات متتالية في صفوف ميليشيا الانقلاب ، رمى غريفيث بطعم حوثي مسموم لقتل معركة الحديدة تحت دواع انسانية من خلال اطلاقه مبادرة لوقف اطلاق النار لتمكين الحوثيين من الانسحاب سلميا ليتم في ضوء ذلك تسليم مدينة وميناء الحديدة للشرعية وعلى ان يتم صرف رواتب موظفي الدولة المتوقفة من اكثر من عامين مع اعلانه ان جماعة الحوثي قد ابلغته موافقتها على هذه المبادرة .


وبناء على تلك المزاعم سارعت الشرعية الرخوة وبنزعات انتهازية وانانية بالتهام الطعم وايقاف معركة الحديدة بينما استغلت ميليشا الحوثي الفرصة لاعادة رص صفوفها وحفر الخنادق وتلغيم اغلب الشوارع وجلبت التعزيزات تحت تغطية سياسية من المبعوث الاممي عبر مايسميه مسار السلام.

وكانت محطة السويد لمشاورات السلام اليمنية محطة فاصلة اذ تبخرت خلالها الوعود الحوثية بالانسحاب السلمي وتقدمت الجماعة باشتراطات جديدة.

وبعد ان تعذر تنفيذ اتفاق ستوكهولم ، تعالت الاصوات الوطنية للمطالبة باعادة اطلاق عمليات تحرير الحديدة ، فعاد غريفيث مجددا لينصب شراك مؤامراته ويتبني مبادرات لتجزئة حلولا مفككه لاتفاق السويد لم يلتزم الحوثيون بتنفيذ ايا منها بينما اتجه هادي وحكومته للتمسك بقشة غريفيث والتي لم توصلهم الا الى مسرحية انسحاب هزلية من موانيء الحديدة.

وقوبلت تلك المسرحية بالتنديد والاستنكار من الراي العام اليمني ليضطر هادي لاحقا بتحرك خجول اقتصر على توجيه رسالة شكوى الى امين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش دون ان يبلغه بموقف حازم فتلقى ردا قاسيا تضمن اغفال شكواه وتاكيد ثقة الأمم المتحدة بمبعوثها.