الرصيد الجمالي..

هناك جمال منسي

أعمال الفنان الراحل أمين الباشا إرث فني يستحق أن تتعرف عليه الأجيال

فاروق يوسف

ما الذي يمنع المؤسسات الفنية العربية من إقامة معارض استعادية للفاتحين من الفنانين العرب؟ هناك إرث فني عظيم يستحق أن تتعرف عليه الأجيال من أجل أن تثق بوجودها، كأن نرى معرضا لصليبا الدويهي في البحرين وآخر لعلي بن سالم في لبنان.

هناك عشرات في القائمة من بينهم الغرباوي وجميل حمودي وبن بلة وإبراهيم الصلحي ومحمود حماد وراغب عياد وعبدالحليم الرضوي. كل الشعوب تحتفي بمبدعيها، هناك حراك ثقافي دائم في العالم من أجل التعرف على أصول الحداثة الفنية.

وكما أرى فإن الحداثة الفنية العربية تستحق أن تسلط الأضواء على تاريخها، فهو تاريخ غني في إنجازاته، ولأن العرب لم يتعرفوا فعليا على إنجازاتهم في ذلك المجال فقد صار لزاما على المؤسسة الفنية أن تقوم بتلك المهمة.

ليس من المعقول أن يظل التونسي نجيب بلخوجة مجهولا بالنسبة للعرب، كذلك أمين الباشا ونذير نبعة ورافع الناصري وجمال السجيني وأحمد شبرين ونادية صيقلي وآخرين.

أعرف أن إقامة معرض استعادي هو فعل بطولي، غير أنني أعرف أيضا أن المؤسسة الفنية العربية قادرة على القيام به إن أرادت، ليس هناك ما يبرّر تقاعسها.. للفاتحين حق علينا. أن نتذكرهم تعبيرا عن الوفاء.

ولكن المسألة لا تتعلق بالوفاء وحده بل وأيضا بالتعلم، هناك خزين من التجارب العظيمة هو أساس خبرة ينبغي أن تكون حاضرة بيننا، البناة الذين غادروا الحياة لا تزال أفكارهم على قدر كبير من الحيوية.

هل علينا أن نتذكر رمسيس يونان لنعرف أن العرب كانوا حاضرين في المشهد السريالي العالمي؟ عبر قرن كامل من المحاولة قدم العرب تجارب فنية يمكن أن تشكل العودة إليها نوعا من الرصيد الجمالي الذي يعيننا على الوقوف أمام القبح وإلحاق الهزيمة به، لن ننهض من كبوتنا الراهنة إلاّ إذا تعرفنا على تاريخنا الفني، وذلك لن يحدث إلاّ من خلال استعادة لحظات الفتح في ذلك التاريخ.