مرحلة ماقبل الكلام..

بحث طبي: التوحد واضطرابات اللغة.. الاسباب وطرق العلاج

لكي نفهم اضطرابات اللغة يجب ان نفهم اولا اضطرابات التواصل

عزيز عبدالرحمن

تشير بيانات الامم المتحدة للسنة الماضية الى ان 7 ٪ من الأطفال الصغار يعانون من اضطراب اللغة ، مع ملاحظة ان عدد  الأولاد  اكثر مرتين من الفتيات وصنف المختصون الاضطراب ضمن اضطرابات التواصل (Communication disorder)   فما هو هذا الاضطراب ؟ وما سببه ؟ وكيف يمكن علاجه ؟ لكن قبل  ذلك لنرى كيف تتطور  اللغة 

مراحل التطور اللغوي :

مرحلة ماقبل الكلام : يطلق الطفل في هذه المرحلة بعض الاصوات التي تأخذ طابعالصراخ

مرحلة إدراك الاصوات و إصدارها : يبدا الطفل بإصدار الاصوات في منتصف الشهر الثاني و تمتاز هذه المرحلة لغويا بالهديل  والمناغاة

مرحلة الكلمة الواحدة : يبدا الطفل بنطق الكلمة الأولى بين الشهر العاشر والشهر الثالث عشر و تتميز هذه المرحلة بالتعميم كأن يقول الطفل كلمة ( عو ) لجميع الحيوانات

مرحلة الكلمتين : تسمى لغة الطفل في هذه المرحلة بلغة التلغراف لانها تمتاز بالايجاز والاختصار فعلى سبيل المثال عندما يقول الطفل ( ماما امم ) فانه يشير إلى حاجته إلى الطعام أو إلى وجوده.

مرحلة شيه الجمله و الجمله التامه : تبدأ في سن الثالثة من العمر و تمتد إلى السنوات اللاحقه, حيث يصبح الطفل في هذه المرحلة قادرا على تكوين اشباه الجمل.

الفرق بين اضطراب اللغة واضطراب الكلام  : تختلف اضطرابات اللغة عادةً عن اضطرابات الكلام، على الرغم من أنها غالبا ما تستخدم نفس المصطلح . تشير اضطرابات الكلام إلى مشاكل في إنتاج أصوات الكلام  ، اما الاضطرابات اللغوية  فتكون عادةً اختلالًا في فهم الكلمات أو القدرة على استخدام الكلمات وليس لها علاقة بإنتاج الكلام واحسن مثال الكمبيوتر وجهاز الطابعة،حيث تمثل اللغة (برنامج الكمبيوتر) والكلام (الطابعة) ونظرًا لأن اللغة والكلام مرحلتان مستقلتان، فقد يتأخر إحداهما بشكل فردي، فعلى سبيل المثال، قد يتأخر طفل في الكلام (أي يكون غير قادر على نطق أصوات تعطي كلامًا مفهومًا) لكنه غير متأخر في اللغة، وفي هذه الحالة، قد يحاول الطفل نطق قدر من اللغة يناسب عمره لكنها تكون غير مفهومة أو يصعب فهمها، وبالعكس، لا تتسنى الفرصة عادة أمام الطفل الذي يعاني من تأخر اللغة لنطق أصوات وبالتالي يتأخر في الكلام أيضًا.

ولكي نفهم اضطرابات اللغة يجب ان نفهم اولا اضطرابات التواصل Communication disorder) والتي تعني اي  اضطراب يؤثر على قدرة الفرد على فهم اللغة والكلام أو اكتشافهما أو تطبيقهما للمشاركة في الخطاب بفعالية مع الآخرين والذي يمكن ان يتراوح بين يمكن أن تتراوح  بين التأخر  والاضطرابات إلى عدم القدرة على فهم أو استخدام اللغة [i]

حسب  الدليل التشخيصي الخامس  فانه يمكن عادة تشخيص اضطرابات التواصل أولاً في مرحلة الطفولة أو المراهقة اما اعراض هذا الاضطراب حسب نفس المرجع فهي :

_ اضطراب اللغة التعبيرية - الذي يتميز بصعوبة التعبير عن الذات بما يتجاوز الجمل البسيطة والمفردات المحدودة. ( قد يكون لديهم الكثير ليقولوه ، لكنهم يواجهون صعوبة أكبر في تنظيم الكلمات )

_ اضطراب اللغة الاستقبالية التعبيرية  مشاكل في فهم أوامر الآخرين.

_ التأتأة - اضطراب الكلام الذي يتميز بانقطاع الطلاقة ، حيث تتكرر الأصوات أو المقاطع أو الكلمات.

_الاضطراب الصوتي - اضطراب صوت الكلام الذي يتميز بمشاكل في صنع أنماط من أخطاء الصوت

_ اضطرابات  الاتصالات الاخرى غير  ما سبق  

 

لكن تشخيصات DSM لا تشمل قائمة كاملة بجميع اضطرابات الاتصال ، على سبيل المثال ، لا يتم تصنيف اضطراب المعالجة السمعية [ii]

تعريف اضطرابات اللغة  :

تعرف اضطرابات اللغة على أنها اضطرابات  معالجة المعلومات اللغوية. سواء اكانت اضطرابات تشكيل اللغة  القواعد النحوية (involve grammar)  (بناء الجملة و / أو التشكل) وتسمى ايضا الاضطرابات المتقلبة (تنطوي على انتاج ضعيف للغة) أو اضطرابات فهم اللغة (semantics) أو معبرة (تتضمن إنتاج اللغة) أي ان للاضطراب صورتين اساسيتين اضطرابات اللغة الاستقبالية (حيث لا يمكن فهم اللغة بشكل صحيح) واضطرابات اللغة التعبيرية (حيث لا يستطيع الشخص توصيل رسالته المقصودة بشكل صحيح).أو مزيج من الاثنين معا. أو اضطرابات  أخرى سواء كانت  بسبب عضوي  او غير  معروفة السبب وتشمل ضعف اللغة وفقدان القدرة على الكلام مثلا او الكلام يصوت غير  مفهوم ويطلق المصطلح على جميع اشكال الاعاقات اللغوية  سواء المكتوبة منها او الشفهية او لغة الاشارة  [iii]

اضطرابات اللغة الاستقبالية : (Receptive language disorders) إضطرابات اللغة الاستقبالية أو التطورية  تكون غالبا كصعوبات في اللغة المنطوقة  قبل ثلاث سنوات من العمر. عادةً ما تصاحب هذه الاضطرابات اضطرابات لغوية معبرة

تشمل الأعراض والعلامات الفريدة لاضطراب اللغة الاستقبالية: تكافح من أجل فهم معاني الكلمات والجمل ، وتكافح لوضع الكلمات في الترتيب الصحيح ، وعدم القدرة على اتباع التعليمات اللفظية وقد يصاحبها سلوك غير سوي [iv]

اضطرابات اللغة التعبيرية : Expressive language disorders :

مشكلة اضطرابات اللغة التعبيرية لا تتعلق بالصوت والتعبير فحسب ، ولكن أيضًا للتكوين العقلي للغة نفسها. يمكن أن تحدث اضطرابات اللغة التعبيرية أثناء نمو الطفل أو يمكن  اثناء اكتسابها. عادة ما يكون التطور العصبي للطفل  عادي  مع وجود صدمات في الراس او التعرض لاشعة التشعيع (irradiation)   ومن مظاهر هذا النوع من الاضطراب المفردات المحدودة ، وعدم القدرة على إنتاج قواعد نحوية معقدة ، وأخطاء لغوية أكثر.[v]

اضطراب اللغة الاستقبالية التعبيرية المختلطة (Mixed receptive-expressive language disorder) : هو اضطراب في الاتصال قد تتأثر فيه كل من مناطق الاتصال المتقبلة والتعبيرية بأي درجة ، من خفيفة إلى شديدة  حيث يجد الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب صعوبة في فهم الكلمات والجمل دون وجود عجز ذهني غير اللفظي ، أو حالة العصبية ، أو حرمان بيئي أو الإعاقة النفسية و تشير الدراسات إلى أن اختلال اللغة الاستقبالية والتعبيرية  في سن مبكرة مرتبط بالتوحد [vi]

 

اضطرابات اللغة الناجمة عن عاهة حسية  :

الحبسة  : (Aphasia) : مصطلح يطلق على مجموعة من الاضطرابات اللغوية الناتجة عن تلف في الدماغ حيث يجد الشهص المصاب صعوبة في إيجاد المفردات ،وفي بعض الأحيان، فقدان النطق تماماً، وكذلك القراءة والكتابة، لكن هذا لا يؤثر على ذكائه  ومن من أهم اسباب الحبسة هي السكتة الدماغية كما يمكن أن تكون نتيجة لأمراض دماغية أخرى مثل مرض سرطان الدماغ "ورم في الدماغ"، الصرع، و كذلك مرض الزهايمر "مرض الشيخوخة"، أو عن طريق إصابات الدماغ. ي بعض الأحيان، أن يكون سبب الضرر للهياكل تحت القشرية في عمق نصف الكرة المخية الأيسر، بما في ذلك المهاد، أعراض وعلامات مرض الحبسة قد تكون وقد لا تكون ظاهرة في الأفراد المصابين كما تختلف في شدتها وتشمل :

عدم القدرة على فهم اللغة.

عدم القدرة على النطق ،الغير ناتج عن شلل العضلات أو ضعفها.

عدم القدرة على الكلام بشكل عفوي.

عدم القدرة على تشكيل الكلمات.

عدم القدرة على تسمية الاشياء

قلة النطق او "التعبير".

عدم القدرة على تكرار الجملة.

التكرار المستمر في مقطع واحد، كلمة او جملة.

خلط التسمية "استبدال حروف، مقاطع او كلمات".

حبسة نحوية "عدم القدرة على التكلم الصحيح نحوياً".

خلل الصوت "تغير انعطافات، الجهد والايقاع".

جمل غير مكتملة.

عدم القدرة على القراءة.

عدم القدرة على الكتابة.

كلام محدود.

التحدث ب" كلام غير مفهوم".

عدم القدرة على متابعة او فهم الطلبات البسيطة.

و لا يوجد علاج واحد ثبتت فاعليته في علاج جميع أنواع الحبسات. وكثيرا ما يستخدم العلاج بالترنيم اللحنى"الدندنه" لعلاج الحبسة غير الفصيحه وأثبت أنه فعال جدا في بعض الحالات.[vii]

متلازمة لاندو وكلينفر (Syndrome de Landau et Kleffner) :هي فقدان القدرة على الكلام لدى الطفل المصاب بالصرع أو فقدان القدرة على الكلام في مرحلة الطفولة وهي  متلازمة عصبية نادرة تتطور عند الأطفال.سميت باسم وليام لانداو (en) وفرانك كليفنر (en) ، اللذين وصفا ذلك في عام 1957 تتميز المتلازمة بتطور حبسة مفاجئة (عدم القدرة على فهم أو التعبير عن لغة) ورسم تخطيط كهربية غير طبيعي [viii]

اضطرابات اخرى بسبب عاهة : تتنوع الأسباب ما بين فقدان السمع والمشاكل العصبية، وإصابة المخ وصعوبة الإدراك، وتعاطى المخدرات والإعاقات الجسدية مثل شق الشفة والحنك

اضطراب اللغة الناجم عن طيف التوحد : من سمات التوحد ضعف اللغة اللفظية وغير اللفظية لكن هذا الضعف يكون مصحوبا ايضا بضعف المهارات الاجتماعية والاتصال ثل عدم الاتصال بالعين والايماءات ذات المغزى وتعبيرات الوجه وقد لا يلتقط هؤلاء الأطفال لغة الجسد أو قد يتجاهلون الإشارات مثل الاتصال البصري ديهم مشكلة في التعرف على التعبيرات الدقيقة للعاطفة وتحديد ما تعنيه العواطف المختلفة للمحادثة [ix]

اضطراب اللغة الناجم عن اضطرابات نمائية شاملة :

هي مجموعة مكونة من خمسة اضطرابات تتسم بتأخر نمو الوظائف الأساسية المتعددة، بما في ذلك الاندماج في المجتمع والتواصل اللغوي وتشمل :

_ اضطرابات نمائية شاملة غير محددة (PDD-NOS)، تتضمن التوحد اللانمطي، وهو الأكثر انتشارًا؛

_ التوحد،

_ متلازمة أسبرجر؛

_ متلازمة ريت؛

_ واضطرابات الطفولة التحللية (سي دي دي).

و شمل أعراض الاضطرابات النمائية الشاملة حدوث مشكلات في صعوبة استخدام وفهم اللغة وانعدام التواصل بالعين وسلوك الإشارة وانعدام الاستجابات بالوجه و و الأنماط السلوكية الغريبة  و عدم القدرة على العناق أو عدم الشعور بالراحة لذلك و يختلف الأطفال المصابون بالاضطرابات النمائية الشاملة بشكلٍ كبير من حيث اللغة  بعضهم  لا يتحدثون على الإطلاق، وآخرون ينطقون بعبارات أو محادثات محدودة، وبعضهم لديه تطور لغوي طبيعي نسبيًا.[x]

الضعف اللغوي الخاص  : Specific language impairment : تكون هذه الحالة عندما لا تنمو لغة الطفل بصورةٍ طبيعيةٍ بدون وجود  النمو البطيء (التخلف العقلي) (mental retardation)،  او تشوه لجهاز النطق، مع انعدام اضطراب التوحد، والتلف الدماغي المكتسب أو فقدان السمع أي ان سببها غير  معلوم ويتوافق هذا مع الضعف اللغوي التعبيري (expressive). حيث كثيراً ما تكون اللغة المستقبلة أو الفهم اللغوي عند هؤلاء الأطفال الذين يعانون من الضعف اللغوي الخاص ضعيفاً كذلك وعموماً، يتم قصر استخدام مصطلح الضعف اللغوي الخاص على هؤلاء الأطفال الذين يواجهون صعوباتٍ لغويةٍ في سن المدرسة، ومن ثم لا يمكن استخدامه مع الأطفال الصغار المتأخرىن في بدء الكلام، والذين يلتحق الكثير منهم بمجموعة أقرانهم في مرحلة متاخرة [xi]

وتوجد ثلاثة نقاطٍ لتشخيص الضعف اللغوي الخاص تتمثل في:

_ صعوبات لغوية تعبيرية او فهمية 

_عدم وجود  اضطرابات مسببة لتأخر  اللعة فقد السمع، تأخر النمو العام، التوحد، المشاكل العضوية والتشوهات الخلقية في جهاز النطق

_ أداء اختبار لغوي مقنن في المستوى العمري.[xii]

وقد قسمت الدراسات هذا النوع من الاضطراب الى ثلاث فئات هي :

الفئة الاولى  : متلازمة عجز اللغة التقبلية/ التعبيرية الصوتية/ النحوية (Receptive/expressive developmental language disorder) : يظهر  هنا الإتجاه للكلام في صورة جملٍ قصيرةٍ بسيطةٍ مع حذف بعض سمات القواعد النحوية، والتي منها إضافة صيغة الماضي للفعل كما أن المفردات اللغوية التي يكتسبها الفرد غالباً ما تكون محدودة، حيث يظهر إتجاه لاستخدام المصطلحات "عمومية الاستخدام"، بدلاً من الكلمات الخاصة محددة المعنى . [xiii]

الفئة الثانية  : الخلل الأدائي النمائي اللفظي :  (Expressive developmental language disorder syndromes) يعاني الأطفال ذوي الخلل الأدائي اللنمائي اللفظي من اعتدال فهمهم؛ مع  الإنتاج الضعيف للأصوات المنطوقة كذلك مخارج جملٍ قصيرةٍ. في غياب تلف عصبي  واشهرها متلازمة عجز البرمجة الصوتية . حيث يتحدث الطفل كلماتٍ أو جملٍ مطولةٍ ولكنها غير واضحة، منتجاً بعض الكلمات الغريبة[xiv]

الفئة الثالثة  : اضطرابات معالجة الأوامر العليا : Expressive developmental language disorder syndromes : يعاني الطفل هنا من مشكلات العثور على الكلمة بالإضفة إلى صعوبةٍ في وضع الأفكار التي تدور في ذهنه في صورة كلماتٍ ومن اشهر  اوجهها اضطراب العجز الدلالي- الواقعي (Pragmatic language impairment) حيث يتحدث الطفل بلغةٍ فصيحةٍ جيدة التشكيل واضحة المخارج؛ إلا أن محتوى اللغة غريب؛ كما قد يثرثر الطفل بلا انقطاع كون ضعيفاً في تولى دوره في تبادل المحادثات والحفاظ على سياق محور الموضوع الرئيسي للمحادثة وهناك من يعتبر هذا الاضطراب جزء  من التوحد [xv]

اسباب اضطراب الكلام  :

اقترحت  البحوث الاولية  أن اسباب التاخر اللغوي هي الاسباب البيولوجية  البيولوجية الوراثية مثل انخفاض الوزن عند الولادة ، الخداج ، مضاعفات الولادة العامة ، ونوع الجنس من الذكور ، وكذلك تاريخ الأسرة المرضي اذ أنه من غير المعتاد أن نجد طفلاً يعاني من ضعف لغوي خاص وله توئماً ا شقيق  يتمتع بمهارات لغوية عادية[xvi]

في حين يعزو اخرون التأخر اللغوي  الى  المعالجة الصوتية المؤقتة (auditory temporal processing)  في حين تؤكد بعض الدراسات الأخرى على وجود عجزٍ في السمات الخاصة للذاكرة أو مشاكل في عملية التعلم كما يرتبط تعرض الأم للضغوط أثناء الحمل بالتأخر اللغوي وربما يكون التاخر اللغوي نتيجة اكثر  من عامل  [xvii]

كما أن التأخر اللغوي يمس الذكور بنسبة اربعة مقابل واحد للإناث إلا أن سبب هذا الارتباط غير معوفٍ لنا: حيث لا توجد صلة ارتباط للجينات بكروموسومات الجنس. وغالباً ما يعاني الأطفال ذوي الضعف ال لغوي الخاص من مهارات حركية ضعيفة مما يخلط الامر في التشخيص بين اضطراب اللغة والتوحد او التخلف العقلي  كما أن عمليات مسح الدماغ  ومخطط النشاط الكهربائي للدماع لا تكشف دائماً عن أي صورٍ  اختلال او قصور في عمل الدماغ فيما بين الأطفال الذين يعانون من الضعف اللغوي الخاص وغيرهم جدت فروقاً في حجم المخ أو كمياتٍ نسبيةٍ من موادٍ بيضاءٍ أو رماديةٍ في بعض المناطق الخاصة . وفي بعض الحالات، توجد هناك تلافيف مخية غير معتادة وغريبة ولكن لا يوجد لحد الان تفسير  عصبي واضح للضعف اللغوي  الخاص هذا [xviii]

التلفاز والتأخر اللغوي :

توضح الأبحاث التي أجريت على التطور المبكر للمخ حاجة الرضع والأطفال الصغار إلى التفاعل المباشر مع الآباء وغيرهم من مقدمي الرعاية الأساسيين من أجل النمو الصحي للمخ والتطور المناسب للمهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية. وأظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بمفردهم أكثر عرضة للتأخر اللغوي بحوالي 8.47 أضعاف مقارنة بالأطفال الاخرين وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم مشاهدة الأطفال الذين يقل عمرهم عن عامين التلفاز مطلقًا وألا تتجاوز عدد ساعات مشاهدة البرامج الجيدة عن ساعة إلى ساعتين يوميًا للأطفال فوق عامين و يجب على الآباء التواصل مع الأطفال بلغتهم لتجنب الأنشطة التخاطرية ، والتي يمكن أن يكون لها تأثير على أدائهم الفكري. [xix]

التشخيص  :

يشمل تشخيص الاضطراب  عدة طرق  لكنها ليست واضحة بدقة تتضمن عادة مقابلة  مع اولياء الطفل اختبار سمعي، واختبارات لغوية ومن أشهر اختبارات  تشخيص الضعف اللغوي الخاص "أصول التقويم السريري للغة" (Clinical Evaluation of Language Fundamentals) و اختبار المسح الصوتي والنحوي (Grammar and Phonology Screening) وتوجد في المملكة البريطانية مؤسستان خيريتان ذات اهتمام وتركيز خاص على الضعف اللغوي عند الأطفال. وهما منظمة أفاريسك  (Afasic) ومنظمة آيكان  (ICAN) اللذان تعدان مرجعا عالميا في المجال [xx]

صعوبات الفصل بين اضطرابات  اللغة والتوحد : إن استمرار العجز في التنشئة الاجتماعية  وبناء العلاقات هو فقط ما يفرق بين الأطفال المصابين بالتوحد من أولئك الذين لديهم اضطرابات اللغة المحددة التنموية فاكتساب تأخر اللغة هي مشكلة مشتركة بين عدة اضطرابات من بينها التوحد ومن المعروف جيدا أنه في الأطفال دون سن 2 سنة من العمر، يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين من يعانون من مرض التوحد وأولئك الذين  يعانون من اضطرابات اخرى

التداخل بين اضطراب الكلام  واضطرابات اخرى  : على الرغم من أن البحوث  ترسم حدوداً واضحةً فيما بين الاضطرابات العصبية النمائية المختلفة، إلا أنه يوجد جدال قالئم حول التداخلات فيما بينهم . فالعديد من الأطفال ذوي الضعف اللغوي الخاص يواجهون تشخيصا بالعسر القرائي النمائي (developmental dyslexia)  ، وهناك من يعتبرها  أعراض توحدٍ .

ومن الملاحط ان أن الضعف اللغوي الخاص يصاحبه معدلات مرتفعة للاضطراب النفسي على المدى الطويل، وجدت الدراسات التي تم إجراؤها على النتائج التي يحصدها الكبار لمرحلة الطفولة، في حالة المعاناة من ضعفٍ لغويٍ خاصٍ، معدلاتٍ مرتفعةٍ للبطالة، العزلة الاجتماعية والاضطرابات النفسية

اليات التدخل والعلاج :  هناك الكثير  من أدوات معالجة النطق تستخدم في علاج الاضطرابات الصوتية في الكلام والنطق حيث يتم تم ترك الأصوات أو استبدالها أو الإضافة إليها أو تغييرها مما يجعلها صعبة الفهم.

وجد خمس وسائل مساعدة مختلفة للكلام، وكل واحدة منها تعالج صوتًا معينًا: ر، س، ل، تش، ش. وهذه الأدوات تعلم وضع اللسان الموضع الصحيح عند محاولة إخراج الأصوات التي بها مشكلة. ويطلق على هذا النوع من التعلم اسم التعليقات اللمسية، والذي يستخدم حاسة اللمس في تعزيز التعلم.[xxi]

خاتمة :

إن عملية تشخيص اضطراب طيف التوحد لا تعتبر عملية سهلة يستطيع أن يقوم بها أي شخص , فهي تحتاج لفريق متكامل ممكن أن يضم (طبيب  عقلي أطفال . طبيب أعصاب أطفال طبيب مختص في النمو . أخصائي علم نفس إكلينيكي . أخصائي تخاطب و نطق . والدي الطفل ) وتواجه عمليات التشخيص صعوبات منها عدم  تناسق مهارات المشخصين و شتراك و تشابه أعراض طيف التوحد مع أعراض إعاقات و اضطرابات أخرى مصاحبة وعدم عدم توافر اختبارات و مقاييس كثيرة للتشخيص عم قدر الطفل ألتوحدي على الاستجابة للاختبارات المقننة لقياس قدراته العقلية و ذلك بسبب العجز الشديد في نمو قدرات اتصاله بالبيئة المحيطة به و قد حدد العلماء أربعة سلوكيات إذا اجتمعت لدى الطفل عمره 18 شهر أو أكثر دل ذلك على احتمال كبير لان يكون لديه اضطراب طيف التوحد , و هذه السلوكيات :عدم استجابة الطفل لاسمه .عجز الطفل عن الإشارة إلى الأشياء و متابعة نظرات الآخرين .عدم القدرة على التقليد .عدم القدرة على اللعب التمثيلي والتاخر اللغوي 

[i] _ Gleason, Jean Berko (2001). The development of language. Boston: Allyn and Bacon.

[ii] _ Fung, Lawrence K.; Hardan, Antonio Y. (2014). "Autism in DSM-5 under the microscope: Implications to patients, families, clinicians, and researchers". Asian Journal of Psychiatry. 11: 93–97

[iii] _ Katusic, Slavica K.; Colligan, Robert C.; Weaver, Amy L.; Barbaresi, William J. (2009-05-01).

[iv] _ Victoria State Govt. "Receptive language disorder." Better Health Channel, 2016, "Receptive language disorder". Archived from the original on 2017-07-12. Retrieved 2017-06-09..

[v] _ Bressert, S. (2016). Expressive Language Disorder Symptoms. Psych Central. Retrieved on May 1, 2017, from "Expressive Language Disorder Symptoms". 2016-05-17

[vi] _ Willinger, Ulrike; Brunner, Esther; Diendorfer-Radner, Gabriele; Sams, Judith; Sirsch, Ulrike; Eisenwort, Brigitte (2016). "Behaviour in Children with Language Development Disorders". The Canadian Journal of Psychiatry. 48 (9): 607–14.

[vii] _ American Speech-Language-Hearing Association (1997-2014)

[viii] _ Pearl PL, Carrazana EJ, Holmes GL, The Landau–Kleffner Syndrome, vol. 1, novembre 2001, 39–45 p

[ix] _ Baron-Cohen S, Scott FJ, Allison C, Williams J, Bolton P, Matthews FE, Brayne C (June 2009). "Prevalence of autism-spectrum conditions: UK school-based population study". The British Journal of Psychiatry. 194 (6): 500–9.

[x] _ Autism Research Institute. "DSM-V: What Changes May Mean". Retrieved 29 June 2013.

[xi] _ Bishop, D. V. M. (1997). Uncommon Understanding: Development and Disorders of Language Comprehension in Children. Hove: Psychology Press.

[xii] _ Tomblin, J. B., Records, N., & Zhang, X. (1996). A system for the diagnosis of specific language impairment in kindergarten children. Journal of Speech and Hearing Research, 39, 1284-1294.

[xiii] _ Rice, M. L., & Bode, J. V. (1993). GAPS in the verb lexicons of children with specific language impairment. First Language, 13(37), 113-131.

[xiv] _ Stackhouse, J., & Wells, B. (1997). Children's speech and literacy difficulties: a psycholinguistic approach. London: Whurr Publishers.

[xv] _ Bishop, D. V. M. (2000). Pragmatic language impairment: a correlate of SLI, a distinct subgroup, or part of the autistic continuum? In D. V. M. Bishop & L. B. Leonard (Eds.), Speech and Language Impairments in Children: Causes, Characteristics, Intervention and Outcome (pp. 99-113). Hove, UK: Psychology Press

[xvi] _ Wallace, Ina F.; Berkman, Nancy D.; Watson, Linda R.; Coyne-Beasley, Tamera; Wood, Charles T.; Cullen, Katherine; Lohr, Kathleen N. (2015-08-01

[xvii] _ Bishop, D. V. M. (2006). Developmental cognitive genetics: How psychology can inform genetics and vice versa. Quarterly Journal of Experimental Psychology, 59, 1153-1168

[xviii] _ Herbert, M., & Kenet, T. (2007). Brain abnormalities in language disorders and in autism. Pediatr Clin North Am, 54(3), 563-583.

[xix] _ Akpan, N. "Toddler's Screen Time Linked to Slower Speech Development". PBS. PBS. Retrieved 1 December 2018.

[xx] _ Gardner, H., Froud, K., McClelland, A., & van der Lely, H. K. J. (2006). Development of the Grammar and Phonology Screening (GAPS) test to assess key markers of specific language and literacy difficulties in young children. International Journal of Language and Communication Disorders, 41(5), 513 – 540

[xxi] _ "Speech Sound Disorders: Articulation and Phonological Processes". Asha.org..