الخدمات السحابية..

مايكروسوفت تنفرد بعيدا فوق حاجز تريليون دولار

صعود مايكروسوفت يستند بشكل أساسي إلى رهان رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا على الخدمات السحابية

سلام سرحان

يكشف الانقلاب التراجيدي في القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة، تباين تأثير الحروب التجارية على تلك الشركات، حيث سقطت منتجات بعضها في تقاطع النيران في حين ظلت مبيعات أخرى بعيدة عن الضغوط والقيود.

وتفادى إنتاج البرامج وثورة الخدمات السحابية التي تقدمها مايكروسوفت معظم تداعيات الحرب التجارية ودفع القيمة السوقية للشركة نهاية تعاملات الأسبوع الماضي لاجتياز حاجز تريليون دولار.

في حين وجدت شركات التكنولوجيا الأخرى التي تنتج الأجهزة الإلكترونية مثل أبل، وتلك التي تتاجر بالسلع مثل أمازون، نفسها محاصرة بتداعيات الحرب التجارية، التي أسقطتها في أزمات خانقة بين مطرقة واشنطن وسندان بكين.

وبلغت مكاسب مايكروسوفت نحو 10 بالمئة خلال آخر خمسة أيام للتداولات لتبلغ أمس نحو 1.007 تريليون دولار بفارق يزيد على 120 مليار دولار عن أقرب منافستين لها وهما أمازون وأبل على التوالي. وكان تفاؤل المستثمرين بشأن أعمال خدمات مايكروسوفت السحابية من أبرز العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسهمها، بعد أن قادها الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا إلى الرهان على هذه الأنشطة.

لكن ناديلا لم يحفل في مقابلة سابقة مع وكالة بلومبرغ بأهمية اجتياز حاجز التريليون دولار، وقال إن هذا “بلا معنى” وإنه يستغرب أن يحتفل شخص ما بالقيمة السوقية. ولم تكن الأمور تدعو للتفاؤل بالنسبة لمايكروسوفت حين تولى ناديلا منصب الرئيس التنفيذي في فبراير 2014 حين كانت مايكروسوفت تعاني من عواقب الرهان الفاشل على طفرة الهواتف الذكية.

كما كانت تعاني من الفشل في تقديم منافس لإمبراطورية محرك بحث غوغل، في حين لم تكن معنية بسباق شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن القيمة المستقبلية لنظام تشغيل ويندوز وبرنامج أوفيس كانت غامضة أيضا. لكن أداء الشركة انتعش بقوة كبيرة حين ركز ناديلا بشكل خاص على خدمات الحوسبة السحابية، وأسست شركة مايكروسوفت أزوري لتكون منافسا جادا لشركة أمازون ويب سيرفيس.

وسرعان ما انتزعت مايكروسوفت حصة تصل إلى 17 بالمئة من سوق خدمات البنية التحتية السحابية العالمية في عام 2018 وفقا لشركة الأبحاث كانلايز، لكنها لا تزال في المرتبة الثانية خلف أمازون ويب سيرفيس التي لا تزال تستأثر بنحو 32 بالمئة.

ويتعرض معظم منافسي مايكروسوفت في مجال التكنولوجيا لمتاعب كبيرة بسبب مشاكل داخلية وتداعيات الحروب التجارية إضافة إلى ملاحقات من قبل الجهات الرقابية. وتواجه ألفابيت الشركة الأم لغوغل وشركة فيسبوك مراجعات لمكافحة الاحتكار من الوكالات الأميركية وتجدد المخاوف بشأن النزاعات التجارية التي تؤثر بشكل كبير على الكثير من أسواقها العالمية.

وتتضح صورة الصعود الصاروخي لشركة مايكروسوفت عند المقارنة بمتاعب وأزمات شركة أبل، التي كانت أول شركة تجتاز حاجز تريليون دولار في سبتمبر من العام الماضي. وبلغت القيمة السوقية لشركة أبل في الثالث من أكتوبر الماضي 1.1 تريليون دولار، لكنها انحدرت على مدى شهرين لتفقد أكثر من 300 مليار دولار بسبب اتساع الحرب التجارية مع الصين وتراجع مبيعات هواتف آيفون، التي تعتمد عليها إيرادات الشركة بشكل مفرط.

ولا تزال الشركة محاصرة في تقاطع نيران الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في ظل اعتمادها المطلق على تجميع جميع أجهزتها في الصين، وخضوع منتجاتها للرسوم الأميركية التي رفعت أسعار منتجاتها بشكل كبير. وأدى ذلك إلى انهيار مبيعات هواتفها الذكية التي تشير بعض التقديرات إلى انكماشها بنسبة 30 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بما كانت عليه قبل عام.

ولا تزال الشركة محاصرة في تقاطع نيران الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في ظل اعتمادها المطلق على تجميع جميع أجهزتها في الصين، وخضوع منتجاتها للرسوم الأميركية التي رفعت أسعار منتجاتها بشكل كبير. وأدى ذلك إلى انهيار مبيعات هواتفها الذكية التي تشير بعض التقديرات إلى انكماشها بنسبة 30 بالمئة في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بما كانت عليه قبل عام.