لا تبحث عودة محركها وتنقل إنتاجها التقني إلى الخارج..

غوغل تسعى للهرب من «الفخ الصيني»

غوغل

وكالات (لندن)

فيما تشتعل المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تجد شركات التقنية نفسها في قلب المعركة، حيث استهدفت واشنطن، شركة «هواوي» العملاقة، بوضعها على قائمة سوداء منتصف الشهر الماضي، داعية الحكومات والشركات الكبرى لوقف التعاون معها.
على الجانب الآخر، فإن شركات تكنولوجية أميركية عملاقة، على غرار «ألفا بت»، مالكة «غوغل»، تجد نفسها في موضع خطر كبير، سواء خشية استهدفها من السلطات الصينية، على سبيل الانتقام، أو خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية إذا تعاونت مع شركات بالقوائم السوداء مثل «هواوي».
وأعلنت «غوغل»، مسبقاً، وقف التعاون المستقبلي مع «هواوي»، لكن من جهة أخرى، فإن بقاءها في الصين، أو استفادتها من المصانع الصينية، أصبح مهدداً بشدة. وبالأمس، أكد الرئيس التنفيذي لـ«غوغل»، سوندار بيتشاي، بلا مواربة، أن شركته لا تفكر في العودة مرة أخرى بمحرك بحث «تحت الرقابة» إلى الصين، وذلك من دون أن ينفي أن الشركة تفكر في ملايين المستخدمين في هذا البلد.
كانت أنباء عن بحث «غوغل» (المحظورة في الصين) العودة إلى السوق عبر منصة بحث تخضع للرقابة من السلطات في بكين، قد أدت إلى انتقادات كبرى للشركة الأميركية العملاقة. وفي حوار مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أمس، قال بيتشاي إنه «لا توجد خطط حول إعادة إطلاق خدمات (غوغل) في الصين... استهدفنا دائماً خدمة مليارات المستخدمين، لكن بوصلتنا دائماً هي توصيل المعلومات (وليس حجبها)»، كما تطلب بكين، مؤكداً أن «غوغل» دائماً تحترم القوانين والقواعد الدولية، «ورغم أن بكين لا تشاركنا المعايير ذاتها من حرية الإنترنت، فإن الشركة قد تواصل محادثاتها من أجل الوصول إلى المستخدمين... لكن عند وجود الظروف الملائمة وتوقيف الحظر».
وفي نطاق مواز، وجهت «ألفا بت»، الشركة الأم لشركة «غوغل» الأميركية، ضربة وصفتها تقارير إعلامية بـ«القاصمة» إلى الصين كلها، وليست إلى شركة «هواوي» وحدها. وأشار تقرير نشرته «بلومبرغ» إلى أن «ألفا بت» أعلنت مطلع الأسبوع أنها ستنقل عمليات إنتاج أجهزتها إلى خارج الصين، لتجنب إمكانية اتخاذ الصين تدابير عقابية ضد «غوغل»، بسبب قرارها بشأن حظر «آندرويد».
وقالت الوكالة الأميركية إن «غوغل» اتخذت قراراً بنقل تعاملاتها في إنتاج أجهزتها «Nest»، ومعدات خوادمها، إلى خارج الصين في تايوان وماليزيا، تجنباً لأي رسوم أو تعريفات جمركية إضافية تفرضها الولايات المتحدة على المنتجات المستوردة من الصين، أو إجراءات عقابية يتم اتخاذها من قبل الصين.
ونقل التقرير عن مصادر من داخل «غوغل»، لم تكشف عن هويتها، تأكيدهم أن الشركة الأميركية، بدأت فعلياً نقل عمليات إنتاج «اللوحات الأم»، خصوصاً تلك الموجهة إلى السوق الأميركية، إلى تايوان. وقالت المصادر إن «غوغل» حالياً تحاول الضغط على الحكومة الأميركية، من أجل رفع الحظر المفروض على هواتف «هواوي». كما أشارت مصادر الشركة إلى أن الحظر على هواتف «هواوي» يمثل «تهديداً للأمن القومي»، مضيفة: «نرغب حالياً في مواصلة تزويد (هواوي) بنظام (آندرويد)». لكن معضلات أخرى كبيرة تقف عائقاً أمام احتمالية استمرار التعاون بين الجانبين، رغم رغبتهما في ذلك. وكانت تقارير صحافية قد تحدثت في وقت سابق من العام الحالي عن أن شركة «غوغل» تزرع في نظام تشغيل «آندرويد» عدداً من البرمجيات الخبيثة، التي يتم تخصيصها للهواتف منخفضة السعر والمواصفات الموجهة إلى الشركات الصينية بشكل خاص. وتهتم تلك البرمجيات الخبيثة برصد كل ما يفعله المستخدم من أنشطة، لعرض إعلانات ترويجية مناسبة لنوع النشاط الذي يقوم به.
وقالت التقارير إن «غوغل» أخفت تلك البرمجيات الخبيثة، في نظام تشغيل «آندرويد» والبرامج المجهزة مسبقاً، عند تحميل النظام، لضمان أنها موجودة بشكل كامل في كل أجهزة «آندرويد» المستهدفة.