هبوط اضطراري..

تقرير: "غريفيث".. هل يعلم ما الذي سيحدث في الحديدة؟

المبعوث الأممي مارتن غريفيث

أمين الوائلي

تخفف المبعوث الأممي مارتن غريفيث من لغة التفاؤل التي رافقت إحاطاته السابقة إلى مجلس الأمن الدولي، وعاد في جلسة يوم الاثنين 17 يونيو 2019 إلى الأرض محاولا إعادة قراءة وعرض الواقع في الحديدة بشكل خاص.

تحاشى غريفيث في إحاطته عبر دائرة تليفزيونية مغلقة من مكتبه في العاصمة الأردنية عمان التطرق إلى صاعق التفجير للأزمة الأخيرة مع الحكومة والشرعية اليمنية، مسرحية الانسحاب الأحادي التي كان تبناها في آخر إحاطة إلى أعضاء المجلس وتسببت في توتر غير مسبوق مع الرئاسة اليمنية.

ودعا إلى اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات من أجل مصلحة الشعب اليمني والأمن الإقليمي، كما قال.

وهو ربط مباشرة بين التصعيد في الحديدة والساحل وضد الأهداف المدنية في السعودية والتوترات الإقليمية مع إيران.

وأعرب عن القلق بشأن استئناف تصعيد العنف، وتكرار الهجمات على البنية التحتية المدنية في جنوب السعودية بما في ذلك الهجمات الأخيرة بطائرات مُسيرة (بدون طيار) على مطار أبها.

وأعاد التذكير والتحذير من أن الحرب يمكن أن تقضي على فرص تحقيق السلام.

مضيفا أن المخاطر الماثلة أمام العملية السياسية في اليمن لم تكن أكثر وضوحا مما هي عليه الآن في سياق التوترات الإقليمية الراهنة.

وكان واضحا جنوح غريفيث إلى تصدير الحديث حول (المرجعيات) بما أنها الجزئية الرئيسية التي اتهم فيها من قبل الرئاسة والحكومة اليمنية، بمخالفة المرجعيات والتخلي عن الحيادية.

غير أن كل هذا لم يؤدِ لديه إلى نتيجة ولم يقل ما الذي سيفعله أو يقدم عليه بإزاء التراجع عن خطأ تبني المسرحية الأحادية التي تصر بعثة الأمم المتحدة ومايكل لوليسغارد على تبنيها.

وقال غريفيث منحيا بالمسئولية والخطاب نوعا ما هذه المرة جهة لوليسغارد: إن لوليسغارد ما زال (..) يشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق.

ومع إقراره بجملة هائلة من التعقيدات والصعوبات والتعثر "الوضع العسكري معقد وهش في الحديدة مما ينعكس على سكانها".

لم يزد على أن أكد "أننا نحتاج لخفض التصعيد في الحديدة" ولم يقل كيف.

ولم يكن متأكدا من استئناف أي تفاوض قادم في وقت قريب أو من خطة جاهزة لديه ولدى بعثة لوليسغارد في الحديدة على الأرض لاستعادة زمام الأمور والعودة بالطرفين إلى مناقشات حول الخطوات الأولية بالعودة إلى إجراءات بناء الثقة المعطلة منذ أزيد من نصف عام.

وقبل يوم واحد قالت وزارة الخارجية اليمنية، الأحد، إنه لا مجال للحديث في الوقت الراهن عن مشاورات سلام قادمة مع المليشيات الحوثية الانقلابية التي تؤكد انخراطها في تنفيذ أجندة وأوامر إيران.

وأعادت التصريحات الأخيرة النقاشات إلى نقطة البداية حول عدم اعتراف الشرعية بمسرحية إجراءات الانسحاب الأحادي.

وإذ ذكرَّت بما قدمتها الحكومة من تنازلات ومرونة كبيرة لتسهيل مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، أكدت "أن المليشيا الحوثية الانقلابية قابلت تلك التنازلات بالتعنت والاستمرار في المراوغة والتهرب من الالتزام بما تم الاتفاق عليه في السويد."