مشروع التطوير الأهم في تاريخ الكرة..

الاستقرار كلمة السر لتألق أوروغواي

قوة ضاربة

ريو دي جانيرو

يعتبر منتخب أوروغواي النموذج الأمثل للاستقرار والثبات والتمسك بمشروعه التطويري الذي بدأه منذ وقت طويل مع مدربه التاريخي أوسكار تاباريز، وذلك في الوقت الذي يعتبر فيه التجديد في الأجهزة الفنية هو السمة السائدة للمنتخبات المشاركة في بطولة كوبا أميركا 2019 بالبرازيل.

وقاد تاباريز منتخب أوروغواي لتحقيق فوز كبير برباعية على منافسه الإكوادوري في المباراة الأولى للفريق في دور المجموعات لبطولة كوبا أميركا 2019 بعد أن قدم عرضا فنيا رائعا.

مشروع التطوير

يعتبر تاباريز صاحب مشروع التطوير الأهم في تاريخ الكرة في أوروغواي، حيث أنه يتولى منذ ما يقرب من عقدين من الزمن مهمة تطوير الكرة في بلاده على كافة المستويات ومع كافة الفئات العمرية.

وعن هذا تحدث دييغو غودين نجم دفاع أوروغواي، لدى وصوله مع فريقه للبرازيل قائلا “لدينا فريق عظيم، نحن جاهزون تماما، إنه مشروع يمتد إلى 13 عاما مع نفس الجهاز الفني، هناك عدد جيد من اللاعبين يتواجدون مع الفريق منذ عدة سنوات، بعضهم جاء من منتخبات الشباب”.

وأشارت صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية إلى أن هذا الاستقرار الكبير الذي تتمتع به أوروغواي سمح لها باكتساح الإكوادور والتفوق عليها تماما، مؤكدة أن المنتخب البرازيلي احتاج إلى وقت ومجهود أكبر للفوز على بوليفيا بثلاثية في مباراته الأولى بكوبا أميركا، فيما لم يمنح منتخب أوروغواي نظيره الإكوادوري أي فرص لإحراجه وأجهز عليه منذ البداية.

وأوضحت الصحيفة الأرجنتينية أن حكم اللقاء جعل مهمة أوروغواي في المباراة أكثر سهولة بعد أن قام بطرد الظهير الأيمن للإكوادور خوسيه كوينتيرو في الدقيقة الـ23 من الشوط الأول بعد تعديه بمرفق الذراع على اللاعب الأوروغواياني نيكولاس لوديرو.

وأشهر حكم المباراة البطاقة الصفراء لكوينتيرو بسبب هذه المخالفة في البداية ولكن بعد رجوعه إلى تقنية حكم الفيديو المساعد “فار”، التي تطبق للمرة الأولى في تاريخ بطولات كوبا أميركا، تراجع عن قراره وأشهر البطاقة الحمراء المباشرة للاعب الإكوادوري.

وأشادت “لا ناسيون” بأداء منتخب أوروغواي الذي وصفته بالقوي والمتكامل أمام منتخب الإكوادور الذي عاد مرة أخرى للعب تحت قيادة المدرب هيرنان داريو غوميز الذي قاده لخوض أول نهائيات لكأس العالم في تاريخه عام 2002 في كوريا واليابان.

وأكد لاعبو منتخب أوروغواي أن فوز فريقهم على الإكوادور في مستهل مشواره في بطولة كوبا أميركا 2019 يمثل خطوة مهمة للغاية نحو حلمهم بتحقيق اللقب لبلادهم للمرة السادسة عشرة في تاريخها.

وسجل أهداف أوروغواي في المباراة كل من نيكولاس لوديرو في الدقيقة السادسة وإيدنسون كافاني ولويس سواريز وأرتورو مينا، لاعب الإكوادور، بالخطأ في مرماه. وبهذه النتيجة، تربع منتخب أوروغواي على قمة المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبي تشيلي واليابان.

وقال كافاني عقب المباراة التي أقيمت على ملعب منيراو في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية “سنحت لنا فرص في الشوط الأول وتمكنا من استغلالها وهذا منحنا هدوءا من أجل السيطرة على اللقاء، كانت خطوة مهمة”.

واعترف كافاني، نجم نادي باريس سان جرمان الفرنسي، بأن طرد اللاعب الإكوادوري خوسيه كوينتيرو سهّل مهمة منتخب أوروغواي في اللقاء. وأضاف كافاني قائلا “كنا نعرف أنه سيكون خصما صعبا للغاية، أهم شيء كان الدخول إلى المباراة بأقصى درجات التركيز وهذا ما حدث”.

وذكرت شبكة “أوبتا” للإحصائيات، أن كافاني سجل أول أهدافه في بطولة كوبا أميركا برفقة أوروغواي، في مباراته رقم 11، موضحة أن الهدف جاء بعد التسديدة السابعة له بين الخشبات الثلاث في المسابقة.  وأضافت أن أوروغواي تمكن من تسجيل 3 أهداف في بطولة كوبا أميركا بالشوط الأول، للمرة الأولى منذ عام 1959 ضد الأرجنتين.

ولفتت الشبكة إلى أن أوروغواي في عام 1959، فاز في تلك المباراة بنتيجة (5-0) على راقصي التانغو. ومن جانبه، قال لويس سواريز الهداف التاريخي لمنتخب أوروغواي برصيد 57 هدفا “أهم شيء هو تحقيق الفريق للفوز، والآن علينا أن نستعد للمباراة المقبلة”.

المنتخب البرازيلي احتاج إلى وقت ومجهود أكبر للفوز على بوليفيا بثلاثية في مباراته الأولى بكوبا أميركا، فيما لم يمنح منتخب أوروغواي نظيره الإكوادوري أي فرص لإحراجه

كما احتفى قائد منتخب أوروغواي، دييغو غودين، بفوز فريقه بهذه النتيجة الكبيرة على الإكوادور، مؤكدا أن المباراة الأولى في البطولات الكبرى دائما ما تكون صعبة ولذلك فإن تحقيق الفوز فيها يكون بمثابة دفعة كبيرة. وتلتقي أوروغواي مع اليابان في ثاني مبارياتها في المجموعة الثالثة الخميس المقبل.

التغلب على الصعوبات

في سياق متصل أكد أوسكار واشنطن تاباريز، المدير الفني لأوروغواي أنه ينتظر دائما الأفضل من لاعبيه. وأوضح تاباريز “أنتظر دائما الأفضل من هؤلاء اللاعبين، لأن لديهم حس الالتزام تجاه المنتخب.

هذه هي المباراة الأولى التي يلعبها لويس سواريز بعد الإصابة، وكافاني أيضا تعرض لإصابة قوية”. وأوضح “البطولات تقام لقياس من الأفضل، ولهذا تكسب المباريات. بعيدا عن النتيجة الكبيرة، هدفنا هو الفوز بالمباريات”.

وأبرز تاباريز أنهم استطاعوا التغلب على “الصعوبات” التي وضعها المنافس، مثل الكرات الطويلة، إلا أن الانتصار يمنحهم “الهدوء” ويحسن من “ثقتهم بأنفسهم”، ولكنه شدد على أن الهدف المبكر لمنتخب أوروغواي، ثم حالة الطرد لم يكونا السبب الرئيسي في النتيجة الكبيرة.

كما أثنى المدرب المخضرم على المباراة التي قدمها نيكولاس لوديرو، منوها “نعتمد عليه كثيرا، وسعيد للغاية بالمباراة التي قدمها”. وطالب تاباريز بـ”الحذر وعدم الاستهانة” في المباراتين المقبلتين الصعبتين أمام اليابان وتشيلي على الترتيب.