عرض الصحف العربية..

تقرير: الحرب في الخليج بين حسابات ترامب ومناورات طهران

صحف

24

تتواصل تداعيات الأزمة في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، بسبب الأخبار والتقارير المتناقضة والمتضاربة، ما يزيد في غموض المشهد المعقد أصلاً.

ووفقا لهذه التقارير الصادرة اليوم الأحد، أصبحت الحرب واللاحرب اليوم هي العلامة الفارقة في الأزمة المتنامية بين طهران وواشنطن، بعد إسقاط الطائرة الأمريكية دون طيار، وتأخر الرد العسكري الأمريكي، في انتظار الرد الاقتصادي بتسليط مزيد من العقوبات.   

الانتخابات الأمريكية
في حديثها عن التطورات الأخيرة في الخليج، قالت صحيفة الرياض السعودية، بعد الضربة الأمريكية الملغاة ضد إيران، إن إيران تسعى لكسب الوقت في انتظار الانتخابات الأمريكية المقبلة في 2020، موضحةً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بأنه مقيد بالانتخابات من جهة وبما وعد به مؤيديه، قبل وصوله إلى البيت الأبيض، أي يسحب إعادة القوات من الخارج.

أما عن إيران فقالت الصحيفة إن إيران التي اختارت التصعيد والمواجهة، واللعب بالنار، لا يبدو أنها مستعدة للتراجع ولكنها ربما اختارت المضي في خيارها المجنون إلى الآخر، حتى وإن كلفها ذلك الاحتراق بالكامل، على أمل أن يحترق الجميع معها. 

متشددون 
في صحيفة العرب، أشار متابعون للتصعيد في الخليج إلى أن إيران تحاول الظهور في صورة القادر على مواجهة الولايات المتحدة، لتعزيز نفوذ المعسكر المتشدد فيها. ونبهت الصحيفة إلى أن إيران تحاول تقديم تراجع ترامب، عن توجيه ضربات ضدها، على أنه انتصار لها، ولسياستها في المنطقة والعالم.

ولكن ذلك لا يمنع، حسب الصحيفة، طهران من البحث في الخفاء عن "مخارج" لأزمتها عبر وسطاء سريين وعلنيين، وسط توقعات بأن إدارة ترامب لن تتخلى مطلقاً عن القصاص بعد إسقاط طائرتها. 

خنقاً أو جوعاً
على موقع الحرة، قال المحلل السياسي الأردني، عريب الرنتاوي، إن إيران، ضيقت على نفسها الخناق، بعد المواجهة والتصعيد مع الولايات المتحدة، بسبب اقتصار استراتيجيتها على المفاضلة بين خيارين فقط لا ثالث لهما.

وأضاف الكاتب "بين الموت خنقاً أو جوعاً، جراء العقوبات الصارمة غير المسبوقة المفروضة عليها من واشنطن، يبدو أن إيران اختارت طريقا آخرا: دفع الأزمة إلى حافة الانفجار، وإبداء الاستعداد لدفع "الأثمان دفعة واحدة" بدل دفعها بالتقسيط".

ويعتبر المحلل أن إيران "لا تريد الحرب الشاملة، وربما تراهن بقوة على أن واشنطن لا تريدها كذلك، بيد أنه بات واضحاً أن إيران لم تسقط من حساباتها خياراً كهذا، طالما أن البدائل القليلة المتبقية لها هي المفاضلة ما بين الموت جوعاً، أو الموت خنقاً".

وحسب الكاتب فإن إيران تعتمد اليوم لمحاولة الإفلات من المأزق على ثلاثة مسارات، لتجاوز مخلفات  "انسحاب واشنطن الأحادي الجانب من الاتفاق النووي، وعجز الشركاء الدوليين عن توفير بدائل تعوض إيران عن العقوبات الأميركية، وارتفاع وتائر التهديدات العسكرية الأميركية وزيادة الحشود العسكرية على أطراف الخليج، وبحر عمان على مقربة من العمق الإيراني".

ولذلك تعمد إيران إلى تهديد حرية الملاحة البحرية، أو ما بات يُعرف باسم "حرب الناقلات" المحفوفة بالألغاز والالتباسات، ورسالتها منذ ذلك واضحة، إذا كان إغلاق مضيق هرمز هو الخيار الأخير، أو "خيار شمشون" الانتحاري لإيران، فإن عرقلة الملاحة جزئياً بدل تعطيلها كلياً، يبدو خياراً ممكناً، وهو خيار جُرب في حرب الخليج الأولى، وأفضى إلى ارتفاعات مجنونة في أسعار النفط وكلف نقله وتأمينه، وهو أمر يفيد إيران ويزعج ترامب وحملته الرئاسية".

أم الخيار الثاني فهو "حرب الأشباح، توازياً مع "حرب الناقلات"، هنا يمكن العودة إلى ما شهده العراق على نحو خاص من عمليات تعرض لمصالح أميركية، صواريخ تسقط على مقربة من السفارة الأميركية في بغداد، وأخرى على مقربة من إيكسون موبيل في البصرة، وغير بعيد عن العراق، تتساقط صواريخ الحوثي على أهداف استراتيجية في العمق السعودي"، لتكون الرسالة الإيرانية " لن يتمتع الشرق الأوسط بالسلام والاستقرار إن لم تتمتع بهما إيران، والدول الخليجية لن تتمكن من تصدير نفطها بحرية وسلاسة إذا لم تتمكن إيران من ذلك".

أما المسار الثالث، فيتمثل في الانسحاب المتدرج من التزامات الاتفاق النووي، بعد فشل أوروبا في إنقاذه وتخفيف أزمة طهران، وذلك بزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وزيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي، وهو ما يعني أن "إيران لم تعد تجد ما يبرر تمسكها بالاتفاق، إذا أخفقت الدول الموقعة عليه في تمكينها من جني ثماره".

حسنا فعل
أما في صحيفة الوطن البحرينية، وعلى عكس الانطباع السائد، فإن الكاتبة، سوسن الشاعر، ترى أن ترامب فعل طيباً بالامتناع عن ضرب طهران، مشيرةً إلى أن "إيران تخشى العقوبات ألف مرة أكثر من خشيتها ضربة عسكرية، الأمر الذي يدفعها الآن لاستفزاز الرئيس الأمريكي ليشن عليها هذه الحرب".

وتُشدد الشاعر على أن ايران تسعى للحرب فهي أفضل في تقديرها من العقوبات، قائلةً إن الإيرانيين لعبوا ومن خلال تصعيدهم ومن خلال تصريحاتهم العنجهية على استغلال نفسية ترامب وشخصيته وراهنوا على قلة صموده وصبره، وأنه لن يتحمل الاستهانة به، وبكرامته التي يتعمد الإيرانيون الضغط عليها، وسيوجه ضربة الآن وسيتحقق لهم مرادهم. غير أن ترامب، خيب ظنهم وصمد وقدم حزمة عقوبات جديدة ستزيد من تضييق الخناق على إيران".