كواليس خلافات دائرة الرئيس وخلافة اليماني..

أين اختفى اليماني بعد تسريب خبر استقالته الغير معلنة؟

خالد اليماني

انقطاع أخبار خالد اليماني، وزير الخارجية في حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، منذ تسرب أو تسريب خبر استقالته التي بقيت غير معلنة بصفة رسمية حتى الآن يفتح الباب أمام تكهنات واجتهادات في شأن تفسير الخلفيات أو توقع الخطوات القادمة.

لكن غموض الموقف الرسمي يبقي جميع الاحتمالات قائمة ومحدودة الفاعلية أيضاً في ظل التأخر اللافت في إعلان شغور المنصب وتسمية البديل، حيث تعتبر النشاطات والاتصالات الخارجية والسياسية الجزء الأهم في مسئوليات وأعمال السلطة اليمنية المتواجدة في الخارج، ومن غير المفهوم كيف سيحدث ذلك إذا لم يكن عبر وزير الخارجية.

ربما لم يكن قد تسرب إلى العلن القليل مما يحدث في كواليس إدارة وطاقم الرئيس هادي الوزاري والخلافات التي تعتمل بين أعضاء وأقطاب تنافس وتنازع المسئوليات والصلاحيات وحقوق رسم خطوط الطول والعرض على خارطة السياسة الخارجية وأخذ المواقف تشدداً أو مرونة إزاء القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية والمواقف الرسمية منها.

جاءت استقالة اليماني في وقت اشتعال السجال حول مهمة وكفاءة المبعوث الأممي مارتن غريفيث في إدارة تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة على وجه التحديد. ومما تسرب يقال إن الوزير خالد اليماني لم يكن على اطلاع كامل بمحتوى وأهداف رسالة هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

في هذا الخصوص يؤشر مقربون (وظيفياً) من خط اليماني جهة مكتب الرئاسة ومدير مكتب الرئيس، عبدالله العليمي، أهم ممثلي الإخوان في الرئاسة وجوار الرئيس، والذي لطالما اشتكى اليماني وطاقمه من تدخلاته والدائرة المحيطة بالرئيس في قضايا وملفات في صلب صلاحيات واختصاصات وزير الخارجية والوزارة المعنية بأمور السياسة الخارجية والاتصالات الدبلوماسية علاوة على إحباط محاولات إصلاح وتحديث في الجهاز الوظيفي والبعثات الخارجية وغيرها.

وتشير مقالة تحليلية أخيرة لمعهد واشنطن بصورة غير مباشرة إلى استقالة اليماني بالقول "أشارت بعض التقارير إلى أن وجهات نظره اختلفت عن آراء الرئيس هادي حول الأسلوب الذي يجب أن تنتهجه الحكومة لتحقيق السلام."

وأياً كانت حقيقة الأمر فالأكيد أن الخطوة الأخيرة كانت تتويجاً لسلسلة من المقدمات والتراكمات جعلت استمرارية اليماني في منصبه بحكم الاستحالة، والرجل استقال بهدوء ولم يتحدث أو يخرج في وسائل الإعلام حتى الآن.

باستثناء تسريبات نسبت إليه كلاماً مهماً ومريراً حول ملابسات وخلفيات تتعلق بالعمل والتدخلات من رجال هادي والدائرة المحيطة به في مكتب الرئاسة ولم يؤكد أو ينف مصدر قريب من اليماني صحة ما نشر منسوباً إلى مندوب اليمن السابق في الأمم المتحدة على لسان اليماني وتداولته الشبكات بصورة واسعة.

ومن غير المعروف إن كان الرئيس الانتقالي هادي سينقله إلى منصب وموقع آخر أم لا، وإن كان هو جاهزاً للعمل في موقع آخر.

لكن الأهم الآن هو أن اليمن بلا وزير خارجية، والحديث همساً يدور بكثرة حول ترشيحات وسباق على المنصب ومواقع أخرى مرتبطة به مثل ممثلية اليمن في الأمم المتحدة والمندوبية الدائمة وحتى سفارة اليمن في واشنطن.

وبينما تفجرت الخلافات دفعة واحدة على صلة بمارتن غريفيث وتعثر السويد واتفاق الحديدة، فإن غريفيث نفسه لم يجد حتى الآن فرصة لاستئناف عمله في ظل عدم وجود وزير خارجية يتعامل ويعمل معه، وأيضاً غياب الرئيس هادي لأسباب علاجية في الولايات المتحدة زائداً أن الرئيس يبدو غير راغب في لقاء غريفيث حتى الآن بخلفية ما سبق.

يتعلق بهذا كله مصير الصراع والسلام واتفاق الحديدة والتطورات السريعة والخطرة على الأرض، في وقت تلعب الضغوط والتدخلات الخارجية دوراً كبيراً لاستبقاء الأوضاع دون الانفجار الشامل والذهاب إلى الحسم العسكري.

ولكن إلى متى يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه هكذا من دون ملامح ولا آفاق مرئية؟

نيوزيمن