جماعة الإخوان المسلمين..

أوراق الضد.. البوابة الخلفية لإدارة أموال الإخوان

الإخواني عبد المعز عبد الستار مع يوسف القرضاوي

24

منذ ثمانينيات القرن الماضي، تعتمد جماعة الإخوان، في مؤسساتها الاقتصادية بما يسمى "أوراق الضد"، كصيغة قانونية للهروب من شبح المصادرة المالية في حال الصدام مع النظام السياسي.

فقد تعلمت الجماعة الدرس في 8 ديسمبر(كانون الأول) 1948، على يد رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي الذي أصدر قراره التاريخي بحل التنظيم ومصادرة ممتلكاته وأمواله.

ومن ثم صارت على نفس الدرب، في ظل حالة الانفتاح الاقتصادي التي شهدتها المنطقة العربية، وتدشينها للتنظيم الدولي ومؤسساته الاقتصادية رسمياً على يد مصطفى مشهور في يونيو(حزيران) 1982.

إذ قامت قيادات الجماعة بإخفاء تبعية بعض الكيانات الاقتصادية، ونقل ملكية شركاتها ومؤسساتها لرجال أعمال على مقربة من التنظيم، من مدارس ومستشفيات وشركات سياحية وعقارية، وشركات حراسة خاصة وغيرها، على أن تمتلك الجماعة النصيب الأكبر من أسهمها، أو تكون بالمناصفة، ويتم توجيه نسبة كبيرة من أرباحها للمساهمة في تمويل أنشطتها داخل مصر وخارجها.

ومنذ سقوط حكم المرشد، وتصنيف الجماعة على قوائم الإرهاب، ومصادرة ممتلكاتها قضائياً، عقب تورطها في تمويل الأنشطة الإرهابية، مازالت الأجهزة الأمنية تكتشف العديد من الشركات والمؤسسات التي تتبع بشكل مباشر التنظيم الإخواني، وتعتبر مصدراً مهماً لنقل الأموال عبر طرق متعددة وملتوية لإخفاء هويتها الحقيقية وولائها للإخوان وأعوانهم.

آخر تلك المفآجات التي قدمتها الداخلية المصرية للرأي العام، اليوم الثلاثاء، هو توجيه ضربة أمنية لـ19 شركة وكياناً اقتصادياً تديرها قيادات إخوانية بطرق سرية، بلغت حجم الاستثمارات والتعاملات المالية لتلك الكيانات 250 مليون جنيه.

تركز دور هذه الكيانات في إنشاء مسارات للتدفقات النقدية الواردة من الخارج بطرق غير شرعية بالتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر الهاربة في بعض الدول المعادية، للعمل على تمويل التحركات المناهضة في البلاد للقيام بأعمال عنف وشغب ضد مؤسسات الدولة في توقيتات متزامنة، وتكثيف الدعوات الإعلامية التحريضية خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية التي تبث من الخارج.

وتعتبر مجموعة "المعز القابضة للإستثمار والتنمية"، من أهم الشركات متعددة الجنسيات التي تدخل في شراكات خفية مع بعض رجال الأعمال، ومثلت منذ تأسيسها تحت رقم (13087) عام 1975، ستاراً  ومصدراً مهماً لنقل الأموال القطرية بين دول المنطقة العربية.

ووفقاً لما نشر على موقعها الرسمي، فإنها تمتلك عدداً من الشركات العاملة في مجال الاستثمار العقاري والتوسع العمرانيـة، وعدداً من الشركات العالمية الرائدة في مختلف المجالات الصناعية والسياحية والتجارية والاستثمارات الطبية في مصر، ومنطقة الخليج العربي.

ضمت "مجموعة المعز القابضة"، 7 شركات، هي لوتس للاستثمار، والأفق للتنمية العقارية والعمرانية، ورويال للتعمير، وفالكون للمقاولات، وإنترجت للاستثمار السياحي، وفلوريدا للتنمية والإنشاءات، وجراند للصناعات.

ورغم قيام لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان، فإنه مازال لديها أذرع، تتحرك داخل الشارع المصري، إذ تلقى النائب العام المصري، في أبريل الماضي، عدداً من البلاغات تشير إلى تبعية عدد من الشركات للتنظيم الدولي للإخوان، من بينها الدعوى المقيدة برقم 5808 لسنة 2019، ضد أحمد عمر عبد الستار عبد المعز، القيادي الإخواني، المالك الفعلي لشركة سفتي 5 للحراسات الأمنية، وضد شندي يحيى شندي، الرئيس الوهمي للشركة.

أشارت الدعوى، إلى أن شركة سفتي 5 تعتبر أحد الأذرع الاقتصادية لجماعة الإخوان، وأنها أحد فروع مجموعة شركات المعز القابضة، الصادر ضدها قرار من لجنة التحفظ والحصر لأموال الإخوان بالتحفظ عليها وعلى مقراتها، وأن أحمد عبد المعز تحايل على القانون، واتفق مع أحد الأشخاص ويدعى شندي يحيى شندي ليترأس مجلس إدارة هذه الشركة كستار لها، على أن يقوم أحمد عبد المعز بإدارتها فعليا.

خطورة الشركة تتمثل في كونها تمتلك أسلحة نارية مرخصة وأجهزة لاسلكية وعربات مصفحة لنقل الأموال وكلاب حراسة مدربة وهو الأمر الذي يهدد أمن مصر القومي ويشكل تهديداً مباشراً على الأمن الداخلي للبلاد لوجود قيادات إخوانية فاعلة تدير تلك الشركة من الخارج وأغلبهم مقيمين في قطر، وأن الشركة ليست الوحيدة لكن تتبعها عدد من الشركة الإخوانية الأخرى بنفس الطريقة.

تلقت الشركات وفقاً للبلاغات تمويلات من قيادات الإخوان في قطر، وأنها تجري أيضا تحويلات لمبالغ نقدية هائلة دون أي رقابة، وهو ما يهدد الاقتصاد المصري.

مجموعة المعز
خلال حكم الإخوان سعت مجموعة "المعز القابضة للإستثمار والتنمية"، للاستحواذ على جزيرة دهب، التي تعد محمية طبيعية، لإقامة مشروع اقتصادي سياحي ضخم بالشراكة مع تميم بن حمد، أمير قطر.

مجموعة "المعز القابضة للإستثمار والتنمية"، هي ملك أبناء عبد المعز عبد الستار، أحد قيادات الرعيل الأول لجماعة الإخوان، المولود في 1916.

كان عبد المعز عبد الستار، تلقى تعليمه في الأزهر الشريف بالقاهرة، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ثم عمل بالتدريس في الفيوم والقاهرة.

انضم عبد المعز عبد الستار، لجماعة الإخوان في ثلاثينيات القرن الماضي، إذ التقى بحسن البنا عام 1937، وكان أول من أرسله البنا لفلسطين عام 1946، مع أسعد الحكيم والتونسي عبد العزيز الثعالبي لتأسيس أول دار للإخوان في القدس في مايو 1946، ثم أنشأ فروع في يافا، وحيفا، وطولكرم، كما تمكن من إقناع جماعة "أنصار الفضيلة"، وجماعة "الاعتصام"، بالانضمام إلى التنظيم الإخواني.

تم اختياره عضوا بمكتب الإرشاد الثاني في ديسمبر(كانون الأول) 1953، في عهد حسن الهضيبي، وكان يتشكل حينها من محمد خميس حميدة، وعبد الحكيم عابدين، وحسين كمال الدين، وعبد القادر عودة، كمال خليفة، وعمر التلمساني، وعبد الرحمن البنا، وأحمد شريت، ومحمد فرغلي، ومحمد حامد أبو النصر، ومنير أمين دلة، وصالح أبو رقيق، والبهي الخولي.

اعتقل عبد المعز عبد الستار عام 1949، وتعرف على يوسف القرضاوي داخل السجن، ثم اعتقل عام 1954، وصدر له حكم بالبراءة في 5 ديسمبر(كانون الأول) 1954.