تفاصيل الجمال

في مديح العام الجديد

عام يستحق المديح والثناء، كالوليد الجميل الذي سيفرحنا حضوره

السعد المنهالي (أبوظبي)

اخترت ذاك العنوان «في مديح العام الجديد» وليست لديَّ أدنى فكرة عما سأكتبه، وإنما أردت به رسم تصور جميل عما سألتقي به في عامي المقبل؛ ولعلها طريقة جديدة استخدمها لكتابة جديدة افتتح بها كتاباتي للعام الجديد. بالتأكيد أنه من حسن طالعي أن يتوافق يوم عمودي الأسبوعي مع اليوم الأول من سنة 2017؛ لعلها إشارة خاصة تهمس لي بنصيحة عن الطريقة التي يجب أن أدير بها أيامي المقبلة، بعد أن أثبتت كل التجارب السابقة أن الأيام لا تقبل أن تخضع لقوانيننا!الغريب فعلا أن الأيام الأخيرة من عامي الماضي والذي انتهى يوم أمس، مضت على غير ما كُنت أخطط له تماما؛ سارت بشكل مضطرب مربك ممتلئ بانشغالات وعقبات عرقلت انسيابية أمور جهدت كثيرا في الشهر الأخير من العام لتسير بهدوء وسلاسة. حسنا.. هذا حال الأيام التي ترفض أن تخضع للخطط والقوانين وتدابير البشر، ولكنها قد تُقبل علينا بجمالها حسب العنوان الذي سنضعه لها.

وها أنا اُقبل على السنة الجديدة بأيامها مديحا وحبا ورغبة علها تغفر لي رغبتي في المسك بزمام أمورها! سأضع لها عنوانا بهيجا سعيدا وسأترك لها الطريقة التي ستحقق ذلك لي.

لعلنا نُفسد بعض أمورنا بتصوراتنا المسبقة حول الفرح والسعادة؛ ولذا فقد يكون ترك الطريقة المناسبة لتحقيق ذلك خارج أجندتنا من أسباب تحقيق السعادة، والتصرف عكس ذلك قد يجلب الهم والكآبة؛ كأن يقول بعضنا سأسعد -مثلا- إن حصلت على هذه الوظيفة أو تلك السيارة أو ذاك المُلك، وهذا من المشروطات التي تحبس أسباب الوصول إلى الأهداف، وكأننا في ذلك نتجاهل كل ما نجده في الطريق من دواعي الفرح!

لنفتح الطريق من دون اشتراطات وتصورات حول تفاصيل الجمال الذي سنستقبل فيه هذا العام الجديد، بثقة الموقن بأنه عام يستحق المديح والثناء، كالوليد الجميل الذي سيفرحنا حضوره.. فقط لأنه وليد جديد يستحق المديح.