عرض الصحف العربية..

قوات الشرعية تُفشل تسللاً للحوثيين شمال الضالع

مؤشرًا خطيرًا على الأوضاع الإنسانية في اليمن

وفاء سيود

محرر اليوم الثامن يرصد أبرز ماتم تداولة بالصحف العربية الخاصة بالشأن اليمني ليومنا هذا الأحد,ونقلت صحيفة البيان الإماراتية أخر التطورات, تحت عنوان مايلي:

"قوات الشرعية تُفشل تسللاً للميليشيا شمالي الضالع"

أحبطت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية، أمس، تسللاً لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع جنوبي البلاد. فيما لقي مشرفها في الساحل الغربي مصرعه مع مرافقيه أثناء قيادته أكبر هجوم للميليشيا داخل مدينة الحديدة، فيما قصفت عناصر تابعة للحوثي مخيماً للنازحين في مديرية الخوخة جنوب المحافظة.

وحاولت عناصر من الميليشيا التسلل فجر أمس من مناطق «هجار» و«سليم» باتجاه مواقع الجيش في التباب «السود» ومنطقة «قهوش» بجبهتي شخب، وباب غلق في مديرية قعطبة. وأفشلت قوات الجيش محاولات الميليشيا، وأجبرتها على التراجع، بعد تكبدها قتلى وجرحى في صفوفها، وتدمير آليات تابعة لها.

في الاثناء،قال العميد عبده مجلي، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، إن الانتصارات متتالية والتقدمات متواصلة والهزائم مستمرة لمليشيا الحوثي الانقلابية، موضحا أن هناك إسناد جوي من جانب طيران التحالف العربي من الطائرات المقاتلة وطائرات الأباتشي للجيش الوطني وقد حققت مكاسب عديدة في مناطق الأرزة وبقعة وكتاف ، واضف ان انتصارات متوالية في حجة وفي مديرية عبس وأن الجيش الوطني مستمر في التقدم في العديد من القرى الى ذلك، قال مصدر في الإعلام العسكري لـ«البيان» إن المشرف العام لميليشيا الحوثي وقائد محورها المتحرك في الساحل الغربي طالب سفيان، المكنى «أبو طالب السفياني» لقي مصرعه مع عدد من عناصر الميليشيا، بينهم اثنان من مرافقيه، على يد القوات المشتركة عند خطوط التماس داخل مدينة الحديدة.

وحاولت الميليشيا للمرة السادسة التقدم في المناطق المحررة في الضالع ع بل أن يتم إخمادها بضربة نوعية استهدفت قيادة الهجوم.

صاروخ

وعلى صعيد منفصل استهدفت ميليشيا الحوثي بصاروخ كاتيوشا أحد مخيمات النازحين جنوب محافظة الحديدة بعد الهزائم التي تلقتها في مختلف جبهات الساحل الغربي. وقالت مصادر محلية إن الانقلابيين المتمركزين في المناطق النائية بمديرية حيس، أطلقوا صاروخ كاتيوشا على مخيم العليلي للنازحين في مديرية الخوخة جنوب الحديدة.

وأفادت مصادر طبية بأن الحصيلة الأولية لضحايا الصاروخ الحوثي إصابة كل من الطفلة انتصار عبد الله زهير، البالغة 9 أعوام، والتي بُترت ساقاها بعد تهشمهما، وشقيقها عبد الرحمن عبد الله زهير، الذي أصيب بجروح خطيرة.

قنص

وفي سياق جرائمها ضد المدنيين استشهد وأصيب خمسة مدنيين برصاص قناصة ميليشيا الحوثي التي استهدفت سيارة إسعاف في مدينة حيس جنوب الحديدة.

بالإضافة ذكرت صحيفة رؤية المصرية الوضع الإنساني في "صنعاء " من خلال كتابتها لتقرير التالي:

"الإنسانية تحتضر في صنعاء.. الحوثي يهدد حاضر اليمن ومستقبله"


قلق عميق يسيطر على المجتمع الدولي إزاء تصاعد انتهاكات ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، ضد المدنيين والأبرياء، وخاصة النساء والأطفال.

الأوضاع في العاصمة صنعاء تنذر بكارثة إنسانية، فما ترتكبه الميليشيات الانقلابية من أعمال معادية ممنهجة، تعارض حقوق الإنسان وتشكل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات والقوانين الدولية، فضلًا عن عادات وتقاليد المجتمع اليمني.

قتل اليمنيين جوعًا

مع ارتكاب الحوثيين لعمليات سرقة ونهب متكررة للمساعدات الإغاثية الأممية المقدمة إلى العاصمة، جاء قرار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتعليق المساعدات لصنعاء بشكل جزئي؛ كنتيجة متوقعة.

القرار يعد مؤشرًا خطيرًا على الأوضاع الإنسانية في اليمن، فهناك حوالي 850 ألف نسمة في محافظة (صنعاء ) سيتضررون بشكل مباشر من قرار برنامج الغذاء العالمي.

وأفاد البرنامج بأنه لطالما كان يسعى للحصول على دعم من أجل إدخال نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين (نظام البصمة البيولوجية) الذي كان سيحول دون التلاعب بالأغذية ويحمي الأسر اليمنية التي يخدمها البرنامج ويضمن وصول الغذاء إلى من هم في حاجة ماسّة إليه، لكن لسوء الحظ لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق، فميليشيا الحوثي كانت ترفض فكرة توثيق المستفيدين من خلال بصمة العين، لأنها قامت بضم الآلاف من مقاتليها إلى قوائم المستفيدين من المساعدات الغذائية، ولهذا تخشى انكشاف الأمر، أو معرفة عدد مقاتليها الذين يحصلون على دعم من برامج الإغاثة المخصص للمدنيين، والذي تتولى دول التحالف العربي تمويل معظم أنشطته.

وكانت أولى خطوات برنامج الغذاء العالمي لمواجهة ممارسات الميليشيا الانقلابية بحق اليمنيين، بوقف توزيع المساعدات في صنعاء، على أن تمتد إلى بقية مناطق سيطرة الميليشيا، على أن يستمر البرنامج في تقديم المساعدات للمحتاجين في مناطق سيطرة الشرعية، حيث لم يسجل البرنامج أي سرقة أو تدخل من قبل السلطات في أعماله.

نهب أموال الشعب لصالح حزب الله

في وقت تعاني المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، من الجوع والفقر نتيجة السرقة الممنهجة للمساعدات والأموال المخصصة لإغاثة اليمنيين، أعلنت الميليشيات الحوثية أنها جمعت نحو 130 ألف دولار لصالح تنظيم "حزب الله" اللبناني الإرهابي.

وبلغت الحصيلة النهائية للحملة والتي استمرت خلال الفترة من 25 مايو إلى 4 يونيو 2019، وخُصصت لتنظيم "حزب الله" اللبناني، 73 مليون و500 ألف ريال، ما يعادل 132 ألف دولار، شاملاً قيمة المباع من الأشياء العينية المسلمة ضمن الحملة.

وأكدت الخارجية اليمنية، في بيان، أن "استمرار تعنّت الحوثيين وإصرارهم على استهداف وسرقة قوت المواطنين الأكثر حاجة في اليمن وضلوع قيادات منهم في هذه الممارسات دون مراعاة لأي قيم إنسانية وأخلاقية يعد جريمة وانتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية".

تجنيد الأطفال بالقوة

وسط تصاعد معاناة الأطفال والمرضى جراء استيلاء ونهب جماعة الحوثي الانقلابية، قامت الميليشيا بتجنيد أكثر من ثلاثين ألف طفل، وإجبارهم على حمل السلاح.

وأكدت مصادر تربوية يمنية، أن قيادات ميليشيا الحوثي الانقلابية فرضت على مدراء ومديرات المدارس ومكاتب التربية في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها فتح مراكز صيفية لاستقطاب الأطفال وتدريسهم مناهج تعبوية يغلب عليها طابع التحريض بهدف استدراج الأطفال للالتحاق بجبهات القتال.

وأنشأت ميليشيا الحوثي ما أسمتها "مراكز صيفية" زاعمةً أن هدفها هو "استغلال أوقات فراغ الطلاب وإجازتهم الصيفية في تعلم القرآن"، لكن الهدف من هذه المراكز هو غسل عقول الأطفال، ومن ثم الدفع بهم إلى الجبهات لتعويض خسائر الميليشيا المتوالية في عدد من الجبهات.

وقال زير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن المعلومات تؤكد أن بعض ما تسميه الميليشيا "مراكز صيفية" هي "معسكرات إرهابية مغلقة يشرف عليها ويشارك في إدارتها خبراء إيرانيون لتدريب الأطفال على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والدفع بهم في جبهات القتال ونشر الأفكار المتطرفة الدخيلة على اليمن".

فيما طالب الإرياني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الطفولة بالتحرك "لوقف هذه الجرائم وعدم ترك أطفال اليمن تحت رحمة الميليشيا الحوثية والسماح لها بالعبث بالطفولة"، مؤكداً أن "استمرار الصمت إزاء انتهاكات واستغلال الميليشيات للأطفال سيجعل اليمن بؤرة للإرهاب والتطرف وسيدفع ثمنه العالم أجمع".

كما أكد وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، أن ظاهرة تجنيد الأطفال تشكل خطورة كبيرة على حاضر اليمن ومستقبله، مشددا على ضرورة التصدي لها

أما صحيفة العرب فقد نقلت صورة عن الشأن اليمني تحت مسمى:

"لجان الوساطة وجولات الحوار سلاح الحوثيين السري"

في يوليو 2014 دخل النزاع في اليمن مرحلة جديدة، بعد سيطرة الميليشيات الحوثية القادمة من صعدة على مركز محافظة عمران (50 كم شمال صنعاء) وكسر آخر خطوط الدفاع الجيوسياسية والعسكرية التي كانت تفصلهم عن صنعاء التي اجتاحوها بعد دخول عمران بحوالي شهرين فقط.

في طريقهم الشاق من جبال صعدة إلى القصر الجمهوري بصنعاء استخدم الحوثيون الكثير من التكتيكات والاستراتيجيات التي ساعدتهم في تحقيق حلمهم الذي كان يعده البعض مستحيلا.

إلى جانب التحشيد القبلي والدوافع السلالية والعرقية والمذهبية والتاريخية التي استحضرها الحوثيون في صراعهم مع خصومهم، كان هناك سلاح سري أجادوا استخدامه بحرفية عالية وهو سلاح الوسطاء الذين كانوا يسبقون الميليشيات الحوثية إلى أي منطقة يعتزمون اجتياحها وإخضاعها لسلطتهم.

ويمتد استخدام الحوثيين للوسطاء القبليين والاجتماعيين إلى فترة مبكرة حيث كانت لجان الوساطات بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين خلال حروب صعدة الست التي امتدت من العام 2004 إلى العام 2010 بمثابة طوق النجاة الذي كان ينتشلهم في اللحظات الأخيرة قبيل أي حسم عسكري يوشك على اجتثاثهم عسكريا.

كما وظف الحوثيون في مراحل لاحقة فترات الحوار السياسي التي تخللت الصراع العسكري في الاستعداد لجولات جديدة من الحرب مستغلين حالة الاسترخاء التي كان يدخل فيها الطرف الآخر المخدوع عادة بجولات السلام التي يستخدمها الحوثيون لإعادة ترتيب صفوفهم وكانت عادة ما تنتهي بجولة جديدة وأكثر عنفا وقسوة من الحرب.

سلاح الحوثي السري


كشفت الأحداث المتلاحقة في التاريخ اليمني السياسي المعاصر عن استخدام الجماعة الحوثية للوساطات كسلاح سري لتحقيق مآربها والوصول لأهدافها السياسية والعسكرية، ومقابل كل بضع كتائب مسلحة كان الحوثيون يحشدون كتيبة من الوسطاء القبليين والشخصيات الاجتماعية التي كانت تظهر الحياد، لكنها كانت في الخفاء تعمل لصالح الأجندة الحوثية. وبرع الحوثيون إلى حد كبير في استخدام الوساطات لإجهاض أي حشد عسكري أو رغبة في الحسم من قبل الدولة اليمنية في حروب صعدة الست.

وبوتيرة متصاعدة كانت الحروب تتوقف عند كل منعطف حاسم. وتحوّل أشهر رؤساء لجان الوساطة خلال حروب صعدة بعد سيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء في سبتمبر 2014 إلى قادة بارزين في الجماعة الحوثية أو مسؤولين ورجال أعمال ضمن دائرة النفوذ والمصالح الحوثية ومن أشهر هؤلاء على سبيل المثال تاجر السلاح الشهير فارس منّاع، الذي عيّنه الحوثيون محافظا لصعدة بعد إكمال سيطرتهم عليها قبل تعيينه وزيرا للدولة في حكومة الانقلاب، ومن الوجوه التي عرفت أيضا بكونها أعضاء في لجان الوساطة الشيخ القبلي دغسان أحمد دغسان والشيخ ناصر قرشة وكلاهما أصبحا في وقت لاحق قيادات حوثية.

كانت المفاوضات تنتهي بجولات عنيفة وشرسة من الحرب كان الحوثيون يعدون العدة لها أثناء جلوس ممثليهم على طاولات الحوار

إضافة إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية عن إدارتهما لرؤوس الأموال الحوثية عن طريق شركات نفطية تعمل عل تبييض أموال الحوثيين واستقبال الدعم المالي القادم من إيران للجماعة.

ولعب الشيخ حسين عبدالله الأحمر نجل شيخ قبيلة حاشد دورا بارزا في الوساطات بين الدولة والحوثيين وبين الحوثيين وفصائل اجتماعية أخرى دخلت معهم في نزاع مثل سلفيي دماج على سبيل المثال، قبل أن يتحول هو نفسه إلى هدف حوثي عندما هاجمت الميليشيات الحوثية مسقط رأسه في قرية الخمري بمحافظة عمران في فبراير 2014، النزاع الذي انتهى بتفجير الحوثيين لمنزل الأحمر.

وتمحور دور لجان الوساطة التي كانت تشكلها الدولة اليمنية بين عامي 2004 و2010، حول تخفيف الضغط على الميليشيات الحوثية وإيقاف المعارك في اللحظات التي يوشك فيها الجيش اليمني على حسم المعركة، إضافة إلى خلخلة صفوف القوى الاجتماعية المناوئة للحوثيين وجرها إلى مربع الحياد السلبي وإضعاف تماسها في وجه المتمردين.

وبالرغم من النتائج الكارثية التي كانت تفضي إليها الوساطات، إلا أن الدولة اليمنية لم تتوقف يوما عن القبول بهذه الخديعة السياسية التي تسببت في نهاية المطاف بتقويض الدولة واجتياح الحوثيين لصنعاء ودخولهم القصر الرئاسي والانطلاق بعد ذلك نحو محافظات أخرى.

الوساطة القاتلة

ساهمت لجان الوساطة في استدامة النزاع بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين خلال الحروب: الثانية والثالثة والرابعة في صعدة التي امتدت من 2005 إلى 2007 غير أن دخول قطر على خط الأزمة اليمنية وإعلانها عن وساطة لحل النزاع بين الدولة والحوثيين في أواخر العام 2007 شكل منعطفا خطيرا في مسار الحرب اليمنية، حيث عملت الوساطة القطرية على تغيير موازين القوة وخارطة الاصطفافات القبلية والعسكرية داخل المجتمع الصعدي، عبر تحركات رئيس لجنة الوساطة القطرية سيف مقدم أبوالعينين الذي أقام في صعدة لشهور وعمل على استمالة شيوخ القبائل وكبار الضباط العسكريين لصالح الحوثيين تحت لافتة السلام.

واستطاع مقدم أبوالعينين إفراغ المجتمع في صعدة من حالة الرفض للمشروع الحوثي، وأنهى حالة العزل الاجتماعي التي كان الحوثيون يعانون منها، إضافة إلى الدور الذي لعبه في ضخ الأموال لخزينة الحوثيين المالية والمساهمة في تزويدهم بالسلاح عبر وسطاء آخرين من بينهم رئيس لجنة الوساطة السابق فارس مناع.

كما يرى العديد من الخبراء في الشأن اليمني أن الوساطة القطرية استطاعت تحويل الحوثيين من طرف محلي متمرد إلى ند للحكومة اليمنية يجلس معها على طاولة واحدة، إلى جانب مساهمة هذه الوساطة في نقل الأزمة اليمنية الداخلية مع الحوثيين إلى الخارج وتحويلها إلى مادة إعلامية متداولة في وسائل الإعلام الدولية.

وظهرت النتائج الكارثية للوساطة القطرية في حرب صعدة الخامسة التي اشتعلت في مارس 2008. وتحولت فيها موازين القوى لصالح الحوثيين الذين امتد نفوذهم إلى منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، وفي الحرب السادسة بدا الأمر أكثر سوءا بعد عجز الجيش الحكومي عن تحقيق أي تقدم على الرغم من دخول قوات الحرس الجمهوري المعركة لأول مرة.

حوارات الحرب
أعلن الحوثيون مطلع العام 2013 عن قبولهم بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي رعته الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن آنذاك جمال بنعمر، لكنهم وضعوا شروطا سرعان ما قبلت بها الحكومة اليمنية وفي مقدمتها الاعتذار العلني عن حروب صعدة الست وتسليم جثمان مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي الذي قتل في الحرب الأولى.

وانطلقت في مارس 2013 مسيرة الحوار الذي كان اليمنيون يؤملون أن يكون نهاية لحقبة الصراع السياسي والعسكري، لكن الحوثيين استغلوا مرحلة الحوار لإحكام سيطرتهم على محافظة صعدة وإنهاء وجود الدولة فيها بشكل كامل.

وشرعوا في تصفية خصومهم العقائديين وفي مقدمتهم السلفيون في منطقتي دماج وكتاف، بالتزامن مع تعزيز وجودهم في العاصمة صنعاء ومختلف المدن التي رسموا مبكرا خطط إسقاطها كما أظهرت وثائق تم تسريبها بعد ذلك.

انتهى الحوار اليمني في يناير 2014 لكن الحوثيين انسحبوا في الجلسة الأخيرة له وبدأوا في تنفيذ مخططهم الذي أعدوا التجهيز له خلال فترة الحوار. وكانت محافظة عمران هدفهم الأول، حيث أحكموا سيطرتهم عليها وشرعوا في نهب معسكرات الدولة ومؤسساتها في الوقت الذي كانت لجان الوساطة لا تزال تتحدث عن بنود اتفاق مزعوم يجري التفاهم حوله بين الحكومة والحوثيين، غير أن طموح الحوثيين لم يتوقف عند هذا الحد فقد كانت أعينهم على صنعاء التي اجتاحوها في 21 سبتمبر 2014 على وقع اتفاق السلم والشراكة الذي وقعوه مع الحكومة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بينما كانوا يكملون في الوقت نفسه سيطرتهم على مؤسسات الدولة ومعسكراتها في العاصمة.

السلام كتكتيك حربي

تكرست صورة بشعة لمفهوم الوساطة والسلام في قاموس الحوثيين لدى النخب السياسية والاجتماعية اليمنية. كانت ميليشيات الحوثي تستخدم لجان الوساطة كحصان طروادة في اجتياح المناطق. كما كانت المفاوضات تنتهي بجولات عنيفة وشرسة من الحرب، كان الحوثيون يعدون العدة لها أثناء جلوس ممثليهم على طاولات الحوار.

وإلى جانب استخدامهم لفترات السلام في إعادة ترتيب أوراقهم السياسية واستعداداتهم العسكرية، عمدت الميليشيات الحوثية إلى اللجوء لخيار التفاوض والحوار للهروب من مآزقهم الداخلية وانكساراتهم العسكرية، وهو الأمر الذي تجدد في جولات المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة في سويسرا والكويت واستمرت لشهور وأنقذت الحوثيين كما يقول خبراء من هزائم عسكرية وشيكة كانوا على وشك الوقوع فيها.

وأكد الحوثيون على استخدامهم مفهوم السلام كتكتيك حربي عندما وقعوا على اتفاقيات ستوكهولم في ديسمبر 2018 عندما كانت قوات المقاومة المشتركة قاب قوسين من تحرير ميناء الحديدة الاستراتيجي آخر منفذ بحري للميليشيات الحوثية يمدّها بالسلاح القادم من إيران.