مؤسسة "كورتيكو"..

"شبكة الأصوات المحلية" مشروع ينقل للصحافيين ما يشغل بال المواطنين

مشروع بعيد عن مواقع التواصل الاجتماعي

لندن

الإنصات هو جزء أساسي من عمل الصحافيين، إلا أنّهم ليسوا جميعا مستمعين جيدين، ففي بعض الأحيان يكون استماعهم انتقائيا، إذا لم يكن انتقاء متحيزا، لذلك قررت مؤسسة تكنولوجية أميركية تطوير شبكة استماع عالية التقنية للمجتمعات، تساعد الصحافيين على الوصول لأهم القضايا التي تشغل المواطنين ووجهات نظرهم عنها.

وتقوم “كورتيكو”، وهي مؤسسة غير ربحية، أنشأت منذ ثلاث سنوات مختبر الإعلام في “معهد ماساشوستس للتكنولوجيا”، بتطوير شبكة الاستماع.

وبحسب ما ذكرت كريستين شميت في تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين، تتكون “شبكة الأصوات المحلية” من أشخاص يتجمعون حول أجهزة “كورتيكو” لإجراء محادثات في قضايا معينة، وقد جمعت المؤسسة غير الربحية أكثر من 10 ملايين دولار حتى الآن من مؤسسة نايت، ومؤسسة كريغ نيومارك للأعمال الخيرية، وريد هوفمان وغيرها.

ويتم اختيار أصوات المتحدثين من مجتمع معين، ولا تكون عشوائية، ويختار الأشخاص المتكلمون في المجتمع مناقشة مسائل مثل الأعمال والسياسة أو تغير المناخ، ويوضع الجهاز بينهم ويقوم بعملية الاستماع، ويمكن أن يقوم هذا الجهاز بعرض مقتطفات من محادثات أخرى للمشاركين لتوسيع النقاش واستعراض وجهات النظر المتعددة لمناقشتها أيضا، ثم يتم ترميز محادثاتهم بواسطة نظام حتى يتمكن الصحافيون من معرفة عمّا تحدث المشاركون واستخدام بياناتهم في تقاريرهم الخاصة.

ويتمثل هدف “كورتيكو” الأساسي بتسليط الضوء على وجهات نظر وما يشغل بال المواطنين العاديين، في ربط أفراد المجتمع مع بعضهم البعض وتعزيز المشاركة المدنية وتشجيع الصحافة التي تعكس وتستجيب للقضايا المحلية.

ويقول ديب روي أحد مؤسسي كورتيكو “إنّ مصدر قوة شبكة الأصوات المحلية يتمثل بأنّ الناس في المجتمع يتطوعون لتعزيز هذه الأنواع من المحادثات التي تمكن الصحافيين الموثوق بهم من الوصول إليها”.

ووفقا لراسل ستيفينسديس أحد مؤسسيها، تقوم كورتيكو بتطوير البيانات الرقمية والأدوات لتحليل مضمون المحادثات وإيجاد المقتطفات المهمة. فعلى سبيل المثال استخدمت Electome التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى لتحديد القضايا الملموسة التي تجري مناقشتها على تويتر. وكان روي من أبرز الخبراء في مجال الإعلام على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بين 2014 و2017.

الهدف الفعلي من جمع البيانات في شبكة الأصوات المحلية ليس جني المال، فالقيمة متمثلة في معرفة ما هو الرأي العام في المجتمع وما يدور في أذهانهم

ووجد القيمون على المشروع الجديد أنّ التواصل بين إنسان وآخر، هو أكثر فائدة من المناقشات التي تجري على تويتر. ويطرح البعض من المتابعين أسئلة حول المشروع الجديد، باعتبار أنّه يمكن للصحافي استخدام هاتفه لتسجيل هذه التفاعلات بين الناس، ويسألون عن دور البرمجة اللغوية العصبية لاختيار الاتجاهات التي تتحدث عنها مجموعة صغيرة.

والإجابة هي أنّ الإنصات هو الميزة الأساسية، ويعمل فريق كورتيكو مع أستاذة العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن كاثي كرامر، من أجل توسيع نطاق العمل في شبكة الأصوات المحلية، حيث يبدأ المشاركون بالحديث عن أمور حياتية، ثمّ يغوصون في أسئلة أعمق.

وبالتوازي، قامت آبي بيكر مراسلة “كاب تايمز″ بتلخيص بعض المقالات باستخدام كورتيكو، وقالت “هذا يساعد أعضاء المجتمع على فهم القضايا والمزيد عن بعضهم البعض ودفع الأفكار إلى الأمام بطريقة غير سلبية للدرجة التي نراها على تعليقات نيكستدور أو فيسبوك وتويتر”.

وأضافت بيكر “يمكن أن تصبح الأداة أكثر فائدة للصحافيين إذا أصبحت المحادثات أكثر تركيزا ودقة في موضوع معين”، علما أنّ عددا من المواطنين خصصوا طواعية وقتا للمشاركة في المحادثات وسجّلوا الأحاديث التي يستفيد منها الصحافيون، من أجل المتعة فقط.

ومن جهته، أوضح ديب روي أنّ الهدف الفعلي من جمع البيانات في شبكة الأصوات المحلية ليس جني المال، فالقيمة متمثلة في معرفة ما هو الرأي العام في المجتمع وما يدور في أذهانهم.