العملات الرقمية..

المصارف تتجاهل عملة فيسبوك الرقمية المقترحة

غملة فيسبوك في مرمى النيران

لندن

أكدت تقارير أن البنوك الأميركية والأوروبية تتسابق للابتعاد عن عملة فيسبوك الرقمية “ليبرا” خشية نشوب خلافات مع السلطات المالية التنظيمية ولتفادي الإضرار بمشاريعها للعملات الرقمية.

وأشارت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إلى أن هناك صمتا غامضا من قبل المصارف بشأن عملة فيسبوك، التي تهدد بتقويض دورها في النظام المالي العالمي.

ونسبت إلى خبير مطلع سياسات أحد أكبر البنوك في العالم قوله إن المصارف لا تزال تستكشف أبعاد مشروع فيسبوك وتحاول أن تحدد موقفها منه، وما إذا كانت ستصبح شريكا أم خصما لتلك العملة المقترحة.

وتعرّضت شركة فيسبوك لانتقادات شديدة من المشرعين والمحللين، الذين أكدوا أنه يمكن أن تؤدي إلى تقويض الدول من خلال هدم عملاتها السيادية. ولم تتضمن قائمة المؤسسات التي جمعتها فيسبوك في اتحاد ليبرا، والتي بلغ عددها 28 مؤسسة أي مصرف، لكنها ضمّت شركات اتصالات وتجارة إلكترونية ومؤسستين للبطاقات الائتمانية.

وأكد ديفيد ماركوس، الذي يشرف على مشروع عملة فيسبوك وجود أي تعارض مع المصارف وقال إن المشروع لم يتواصل مع المصارف وأنها لم ترفض التعامل مع العملة.

ويرجح كبار المسؤولين التنفيذيين في البنوك ظهور عقبات كبيرة تمنع مشاركتها كأعضاء نشطين في اتحاد ليبرا أو عن طريق مساعدة الناس على تحويل الأموال التقليدية إلى تلك العملة.

وقال مايك كوربات، رئيس شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية في سيتي غروب إنه “رغم أنني كنت واثقا بالعملات المشفرة وتكنولوجيا البلوك تشين، إلا أن قدرة سيتي غروب على المشاركة مقيدة”. وأضاف أن “التحدي المتمثل في العملات المشفرة هو الغموض في ما يتعلق بمصادر الأموال”، في إشارة إلى معايير مكافحة غسل الأموال التي تتمسك بها البنوك.

في هذه الأثناء تمضي العديد من البنوك في تنفيذ مشاريع لتسريع المدفوعات، والتي يرى البعض من المحللين أنها ستتجاوز مبادرة ليبرا، حيث تعمل 6 بنوك من شمال أوروبا على بناء نظام يسمح بالتحويلات في الوقت الفعلي عبر عملات بلدان متعددة.

وتحاول شركة المدفوعات كليرنغ هاوس مع ائتلاف يضم 25 مصرفا، بينها جيه.بي مورغن وبنك أوف أميركا وسيتي غروب، إطلاق نظام مدفوعات محلية في الولايات المتحدة في الوقت الفعلي.

وفي الشهر الماضي أعلن 13 مصرفا من أكبر البنوك في العالم، بينها مجموعة لويدز المصرفية ومصرف يو.بي.أس عن خطط لإطلاق عملة رقمية تستخدم في الأعمال المصرفية. ويرى محللون أن المشكلة الأكبر بالنسبة لبعض البنوك، هي أن ليبرا قد تشكل منافسا لميزة البنوك الأساسية المتمثلة بالقدرة على نقل أموال العملاء في جميع أنحاء العالم.