من الكويت إلى اليمن..

تقرير: ما هي تداعيات استمرار سقوط خلايا تنظيم الإخوان المسلمين؟

متظاهرون أحرقوا مقرا للإخوان في مصر

أبوظبي

تلقت جماعة الإخوان المسلمين في غضون 24 ساعة ضربتين موجعتين في الكويت واليمن، وذلك عقب سقوط خلايا إخوانية خلال عمليات أمنية في كلا البلدين، الأمر الذي سيكون له حتماً تداعياته على تنظيم الإخوان على الصعيدين العربي والعالمي.

ووجهت السلطات الأمنية في الكويت واليمن ضربتين موجعتين للإخوان، وذلك من خلال استهداف خلايا وعناصر التنظيم الإرهابي في البلدين.

ضربتان
والضربة الأولى نفذتها الأجهزة الأمنية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن صباح أمس الجمعة، بإحباط مخطط إرهابي بعد مداهمة وكر لتنظيم الإخوان والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة، عليها شعار دولة قطر، حيث تنوعت بين الكلاشنكوف وذخائر وصواعق متفجرة.

وعملت قطر، خلال الفترة الماضية، على تأجيج الوضع في المناطق المحررة وتدشين موجة اغتيالات، بواسطة أذرعها في حزب الإصلاح التابع لتنظيم الإخوان الإرهابي باليمن.

أما الضربة الثانية التي تلقاها تنظيم الإخوان الإرهابي، فكانت في الكويت، حيث أعلنت وزارة الداخلية، أمس الجمعة، ضبط خلية إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان هاربة من مصر، صدرت بحقها أحكام قضائية وصلت لـ15 عاماً، تتعلق بتهم إرهاب وتلقي أموال من دول كانت قطر أبرزها.

وجاء في بيان الوزارة : "تلك الخلية هربت من السلطات الأمنية المصرية، متخذة دولة الكويت مقراً، إلا أن الجهات المختصة في وزارة الداخلية الكويتية رصدت مؤشرات قادت للكشف عن وجود الخلية".

ويرى الكثير من المحللين السياسيين، أن العنصر المشترك ما بين القبض على خلية الاخوان في الكويت وضبط الأسلحة في عدن يتمثل في التمويل القطري للجماعة الإرهابية"، مؤكدين أن "تفعيل إجراءات المقاطعة لدولة قطر باتت الأكثر أهمية لمستقبل المنطقة فبدون اجتثاث الإخوان ستظل منافذ الإرهاب مفتوحة". 

كما تصدر هاشتاق #الكويت_تقبض_على_خلية_إخوانية، موقع تويتر، بعدما أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن ضبط الخلية الإخوانية.

وأكد مغردون، أن "جماعة الإخوان ما دخلت بلداً إلا أفسدتها"، وقال آخر، إن "الإخوان المُفلسين يفسدون البلاد بفكرهم وتجمّعاتهم الخبيثة، وما تمكّنوا من وزارة إلا جعلوا عاليَها سافلها بمخططهم المتطرّف، التهاون معهم يعني التهاون بالأمن القومي، وفّق الله رجال الأمن في الكويت وسائر بلاد المسلمين لإنتشالهم والتمكّن منهم".


رسائل قوية

ويحمل البيان الذي أصدرته الداخلية الكويتية العديد من الرسائل الحازمة والقوية سواء لأفراد التنظيم أو من يدعمهم، حيث حذرت الوزارة من أنها لن تتهاون مع كل من يثبت تعاونه أو ارتباطه مع هذه الخلية، أو مع أية خلايا أو تنظيمات إرهابية تحاول الإخلال بالأمن، وستضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الكويت.

وفي رسائل أخرى قوية، أضاف البيان أنه "لا تزال التحقيقات جارية للكشف عمّن مكنهم من التواري وأسهم في التستر عليهم والتوصل لكل من تعاون معهم.. ووزارة الداخلية تحذر من أنها لن تتهاون مع كل من يثبت تعاونه أو ارتباطه مع هذه الخلية أو مع أي خلايا أو تنظيمات إرهابية تحاول الإخلال بالأمن، وإنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الكويت".

كما وجهت الرسائل نفسها تحذيراً شديد اللهجة إلى الدول الداعمة لهم وخصوصاً تركيا وقطر، أن الكويت لن تسمح أن تكون أراضيها ساحة للعبث بأمنها وأمن الدول الأخرى.


تصنيف الإخوان "جماعة إرهابية"

والكويت لا تصنف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، أسوة بدول خليجية، مثل السعودية والإمارات، ودول عربية على رأسها مصر، التي تعتبرها منظمة إرهابية محظورة، خلال الفترة بين 2013 و2014، كذلك تصنفها روسيا وكازاخستان باعتبارها تنظيماً إرهابياً.

ولكن بعد القبض على الخلية الإرهابية الأخيرة، تل العديد من الخبراء، هل تمضي الكويت قدماً ً في اتخاذ قرارات متوائمة مع مستوى الخطر وتصنفه مثل كثير من الدول تنظيماً إرهابياً؟ وهل توقف تغلغله في الحياة البرلمانية والاقتصادية الكويتية التي أصبح مؤثراً بدرجة كبيرة فيها؟.

وبحسب تقارير صحافية، تلوح كل هذه التساؤلات في الأفق بعد أن خططت الجماعة للسيطرة بخبث على مفاصل حيوية في بعض البلدان ومنها الكويت، وتضعها تحت هيمنتها عبر كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فالولاء للتنظيم عند أعضاء الجماعة أهم ألف مرة من الولاء للدولة الوطنية، ويدرك الغالبية أن جماعة الإخوان مدعومة بالمال القطري والملاذ التركي.

وبالنسبة للكويت، فإن وجود جماعة الإخوان في نسختها المحلية يعود لمطلع الستينات، ويرجع التنظيم الكويتي لجماعة الإخوان المسلمين فكرياً للجماعة في مصر التي تأسست عام 1928 على يد حسن البنا. وتنشط جماعة الإخوان في الكويت من خلال جمعية "الإصلاح الاجتماعي" التي أنشئت في يونيو (حزيران) 1963، وذراعها السياسية الحركة الدستورية الإسلامية المعروفة باسم "حدس" الذي أصبح ناشطاً في الحياة البرلمانية منذ بداية الثمانينات، مكوناً كتلة يُعتد بها، ومن الرموز السياسية لهذه الجماعة النائب المحكوم عليه بالسجن والفار إلى تركيا جمعان الحربش.


خطوة مبشرة

ومن جهته، أكد عضو مجلس الأمة الكويتي، أحمد نبيل الفضل، في حديث خاص له مع "العربية" أن تسمية الخلية الإخوانية خطوة مبشرة تحدث للمرة الأولى في الكويت، خاصة لمن يحاول أن يبين منذ سنوات خطر الإخوان المسلمين على الدولة والمجتمع.

وأضاف الفضل في حديثه قائلاً: "الإخوان جماعة إرهابية، وأتمنى أن تخرج الكويت من النادي الذي يؤمن لهم الحماية والرزق والذي لا يضم إلا دولاً قليلة، كما أنه لا يرقى لمكانة الكويت العالمية والإنسانية والخيرية". كذلك أشار إلى أن الخطوة القادمة يجب أن تكون تجريم جماعة الإخوان.

كما نوّه الفضل إلى أن وضع الإخوان المسلمين في الكويت خطر، مضيفاً: "هذا هو الوقت المثالي للتخلص منهم، فالضغط الدولي موجود، والكره من الدول القريبة والصديقة موجود، وإذا ما طلبت المساعدة من هذه الدول ستجدها مقدمة على طبق من ذهب".


الاختباء في دول الخليج
وفي هذا الإطار، قال الكاتب مشعل أبا الودع الحربي، إن "القبض على خلية اخوانية ارهابية في الكويت من إخوان مصر، يفتح الباب أمام ضرورة البحث والتحري حول اتخاذ جماعة الإخوان الإرهابية خاصة من الإخوان الذين هربوا من مصر دول الخليج مقراً لهم لتمويل العمليات الارهابية التي تستهدف أمن واستقرار مصر والخلية الإرهابية التي قامت وزارة الداخلية الكويتية بالقبض عليها اعترف أعضائها بقيامهم بعدد من العمليات الإرهابية في مصر ومحكوم عليهم بأحكام تصل إلى 15 عاماً.

وبحسب الكاتب، فإن الكويت ليست المحطة الوحيدة التي يتخذها جماعة الإخوان الإرهابية مقراً لهم بعد هروبهم من مصر أعتقد أن هناك خلايا نائمة من إخوان مصر في دول الخليج وربما ليس لهم نشاط إرهابي لكنهم يعملون في دول الخليج ويقوموا بإرسال جزء من رواتبهم إلى تنظيم الإخوان في مصر وتركيا لتمويل أنشطة جماعة الإخوان التي تستهدف مصر.


النهاية قريبة


في أبريل (نيسان) الماضي، عادت للواجهة فكرة إدراج الولايات المتحدة لجماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قالت فيها إن "الرئيس ترامب يدرس الأمر "، مضيفةً أن "ترامب يبحث القضية وفق مسار داخلي مع فريقه للأمن القومي، كما بحثها مع قادة آخرين يشاطرونه القلق من جماعة الإخوان".

وفي العام 2016، وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، على مشروع قرار يدعو الإدارة الأمريكية إلى إدراج جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية. وذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، أن مشروع قانون تصنيف الإخوان جماعة إرهابية عام 2015 كان برعاية النائب الجمهوري ماريو دياز بلارت.

وسيتطلب التصنيف الإرهابي للتنظيم أن تقوم الإدارة الأمريكية بمنع الأجانب والأمريكيين ممن لهم علاقة بالجماعة من المجيء إلى الولايات المتحدة، وسيعني أيضاً أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية وسيتم تجميد أصولها.

وقال النائب دياز بلارت حينها، إنّ "الإخوان يمثلون تهديداً عالمياً"، مضيفاً أن "جماعة الإخوان تدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم منها القاعدة"، ودعا الولايات المتحدة إلى ضرورة الاعتراف بأن الإخوان جماعة إرهابية كجزء من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومي.


ومن جهة أخرى، قال تقرير لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا، قبل أيام، إنها "تضع جماعة الإخوان الإرهابية تحت رقابتها بسبب التهديد الذي تمثله للديمقراطية والنظام في البلاد."

وسبق أن أعلنت الاستخبارات الألمانية الداخلية أن تنظيم الإخوان "أخطر على البلاد والديمقراطية من تنظيم داعش الإرهابي".

وفي فرنسا، طالبت تحركات برلمانية الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إدراج تنظيم الإخوان في قائمة الإرهاب وحل المنظمات المرتبطة بها في البلاد.

ويرى العديد من الخبراء والمحللين السياسيين في هذا الشأن، أن كل هذا ينذر بنهاية مشروع جماعة الإخوان قريباً، وأن معركة التنظيم الإرهابي أصبحت في دورتها الأخيرة. 

-المصدر