عرض الصحف العربية..

تقرير: أخطاء الرئيس التركي في سوريا تهدد عرشه

صحف

24

كشفت الحرب السورية عن دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخبيث في توسيع رقعة الانقسامات في البلد العربي عن طريق الرهان على الأقليات، واللعب على وتر الفقر والوضع الاقتصادي المتردي للسوريين من أجل تحقيق أطماعه.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تترقب الكثير من الأوساط اجتماع أستانة الذي سيعقد مطلع الشهر المقبل لبحث الأزمة السورية، فيما تشير التوقعات إلى أن أخطاء أردوغان في سوريا تزيد من حجم الخلافات السياسة في حزبه.

أخطاء أردوغان
من الواضح أن الملف السوري يشكل أزمة حقيقية داخل إدارة أردوغان، وبات يعتبر واحداً من أهم الأخطاء التي ستؤدي للإطاحة بالرئيس التركي خاصة بعد اتساع دائرة الخلافات السياسية بين أعضاء حزب العدالة والتنمية.

ويؤكد وزير الخارجية التركي الأسبق يسار ياكيس، أن "السياسات الخارجية التركية التي أطلقها أردوغان تتعارض مع نهج تركيا الحديث الذي أطلقه مصطفى كمال أتاتورك".

وحذر ياكيس في حوار له مع صحيفة "الرياض" السعودية من ضرورة عدم التدخل بشؤون دول الجوار الداخلية للحفاظ على علاقات منسجمة مع المنطقة تفيد كل البلدان على حد سواء. وقال ياكيس، إنه وبالنظر إلى التجربة التي صدّرتها تركيا إلى الدول التي وصلتها، نرى تناقضاً كبيراً. 

وأضاف، أنه بينما يتمتع الشعب التركي بقيم حياة علمانية خالصة، تخضع مناطق سيطرة تركيا في سوريا لأقسى التنظيمات المتشددة التي تفرض وبرعاية تركية أسلوب حياة خانق للسوريين. وقال ياكيس، إن حزب العدالة والتنمية وجد ضالته في مدن فقيرة بسوريا، وهي المدن التي كان من السهل فيها إقناع الناس بقيم "راديكالية" وفرضها على حياتهم وكان من اليسير المتاجرة بالبضاعة الأردوغانية الدينية في أوساطهم.

تجاذبات روسيا في سوريا
يشير الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان في مقال له بصحة "الحياة" إلى تعقد الوضع السياسي برمته في سوريا، وذلك مع اقتراب انعقاد اجتماع أستانة مطلع الشهر المقبل، والذي تعقد الكثير من القوى آمال كبيرة لإرساء تهدئة طويلة في البلاد.

وقال بدرخان، إن التوتر الروسي-التركي كان واضحاً خلال اجتماع أستانة الأخير، وبلغ درجة حرجة، مع تكاثر مآخذ موسكو على "عدم التزام" أنقرة تعهداتها في الاتفاق على ترتيب الأوضاع في إدلب. وأكد بدرخان أن الموقف معقد ، حيث كان واضحاً أن روسيا هي التي أرادت التصعيد في المناطق الشمالية الغربية بسوريا وحدّدت له أهدافاً أقلّها تغيير الواقع في أطراف إدلب بقضم أجزاء منها. ونبه بدرخان إلى نقطة جديدة ، وهو حصول تقلبات في العلاقة بين روسيا وإيران وتُعزى أسبابها إلى اهتزاز الثقة بين الجانبين.

وأشار إلى الزيارة التي يقوم بها وفد روسي إلى طهران قبل أيام، كاشفاً أن هذا الوفد هو الأول من نوعه والمكلف بمناقشة ملف قضية الوجود الإيراني في سوريا، وهو لا ينطوي على بحث في علاقة الطرفين فحسب بل يرمي إلى رسم أفق وحدود لدور إيران.

الجبهات القادمة بسوريا
يشير الكاتب في صحيفة "اندبندنت عربية" وليد فارس في مقال له، إلى انقسام الخبراء في واشنطن وعواصم الدول الكبرى والمؤثرة بشأن مستقبل الأوضاع في سوريا في ظل تداخل عوامل وتطورات عدة.

وأكد فارس، أن أبرز هذه التطورات: "التصعيد في المواجهة الأمريكية-الإيرانية وتداعياته على الأراضي السورية، ثم المواجهة بين حكومة رجب طيب أردوغان وقوات سوريا الديمقراطية، وما قد ينتج منها على أرض الميدان". بالإضافة إلى الدعم الروسي لنظام بشار الأسد والقوات الإيرانية.

ونبه فارس إلى أن سيناريو الضربات المحدودة يمكن أن يتغير، إذا ما أقدمت إيران على نشر صواريخ عابرة على مسافة قاتلة بالعلم العسكري من الأراضي الإسرائيلية، ما سيشعل اشتباكاً يبدأ من سوريا مع احتمالات تمدده إلى لبنان.

واختتم فارس رؤيته بالقول إن السيناريو الأسوأ للأمريكيين يتمثل الآن في نشوء تحالف إيراني- تركي تتحرك بموجبة قوات الطرفين وجماعاتهما في توقيت واحد باتجاه مناطق سوريا الديمقراطية، ما سيؤدي إلى وضع القوات الأمريكية على خط المواجهة، وسيُولد هذا السيناريو سيناريو آخر متمثلاً في تعزيز وجود القوات الأمريكية، وتدخل التحالف العربي من الجنوب عبر الأراضي الأردنية، وستصبح المنطقة كلها على فوهة بركان.

حرب عصابات
من ناحية أخرى رصدت صحيفة "العرب" الوضع المعقد الذي تعيشه القوات الحكومية السورية وقوات حليفتها الروسية في جنوب سوريا، وهو الوضع الذي يتزايد في ظل وجود أطراف مجهولة تتربص بخطوات عناصرهما لتوقع أكبر خسائر ممكنة في صفوفهما.

وقالت مصادر مسؤولة للصحيفة، إن هناك من يرى أن إيران ستكون الطرف الأكثر استفادة من إحلال الفوضى في المنطقة، والمستفيدة من نشر الميليشيات بسوريا لتحقيق أهدافها السياسية.

ويرى مراقبون تحدثوا للصحيفة، أن إيران تعلم أن أصابع الاتهام في ما يحدث في الجنوب ستوجه مباشرة إلى الفرقة الخامسة التي شكلتها موسكو، حيث هناك منافسة بينهما على فرض السيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية، وبالتالي فإن تدهور الوضع في الجنوب سيحقق لها مكاسب سياسية تحتاجها حالياً، الأمر الذي يزيد من تعقيد وتشابط الملف السوري.