تعزيز المخاوف من الانزلاق نحو الحرب..

كيف بررت طهران احتجاز ناقلة النفط البريطانية في هرمز؟

استفزازات إيران واضحة

لندن

عزّز احتجاز إيران لناقلة نفط ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز المخاوف من الانزلاق نحو الحرب في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، وذلك من خلال ردود الفعل القلقة للعديد من الحكومات الغربية عقب هذه الحادثة.

وقالت إيران السبت إنها احتجزت ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا لأنها كانت طرفا في حادث تصادم، لكن وزير الخارجية البريطاني قال إنه يخشى أن تكون إيران سلكت “طريقا خطيرا”، فيما عبرت قوى أوروبية أخرى عن القلق.

وأبلغ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظيره البريطاني جيرمي هانت هاتفيا بضرورة أن تمر قضية احتجاز الناقلة التي ترفع علم بريطانيا عبر عملية قانونية، في حين حذر هانت من “عواقب خطيرة ما لم يتم حل المسألة بسرعة”. وقال “نحن لا نبحث في الخيارات العسكرية، بل في الخيارات الدبلوماسية لحل المسألة”.

وذكرت وكالة أنباء فارس أن الحرس الثوري الإيراني سيطر على الناقلة “ستينا إمبيرو” في مضيق هرمز الجمعة بعد تصادمها بقارب صيد إيراني وتجاهلها لنداء الاستغاثة الذي أطلقه.

ونقلت الوكالة عن الله مراد عفيفي بور، المدير العام للموانئ والملاحة البحرية بإقليم هرمزجان في جنوب إيران، قوله إن الناقلة ستبقى مع طاقمها في ميناء بندر عباس لحين الانتهاء من التحقيق في الحادث.

وانضمت فرنسا وألمانيا إلى بريطانيا في إدانة احتجاز الناقلة. والدول الثلاث من الموقعين على الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015 والذي قوّضته واشنطن بانسحابها منه العام الماضي مما دفع العلاقات الهشة أصلا بين إيران والغرب لمزيد من التراجع.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية “علمنا بقلق بالغ باحتجاز قوات إيرانية لسفينة بريطانية… ندين الأمر بقوة ونعبر عن تضامننا الكامل مع المملكة المتحدة”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن أي تصعيد آخر في التوتر بالمنطقة “سيكون خطيرا للغاية… وسيقوض كل الجهود القائمة لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة الحالية”.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إنه سيتحدث مع بريطانيا بشأن احتجاز الناقلة -الذي دفع أسعار النفط للارتفاع فوق 62 دولارا للبرميل- والذي أدانته البحرين التي تستضيف الأسطول الأميركي الخامس.

وقال هانت إن رد لندن على احتجاز الناقلة سيكون “مدروسا لكن قويا” وإن بريطانيا ستضمن سلامة نقلها البحري.

واتهم إيران بالإقدام على الرد بالمثل على احتجاز البحرية البريطانية للناقلة الإيرانية جريس1 في جبل طارق في الرابع من يوليو للاشتباه في أنها تهرب النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي. وكتب هانت على تويتر، السبت، “تحرك الأمس في الخليج يبعث بإشارات مقلقة بأن إيران ربما تختار طريقا خطيرا من سلوك غير قانوني ومزعزع للاستقرار بعد الاحتجاز المشروع لناقلة نفط متجهة إلى سوريا في جبل طارق”.


وقالت حكومة بريطانيا إنها نصحت بابتعاد عمليات النقل البحري البريطانية عن منطقة مضيق هرمز لفترة مؤقتة.

وقال الميجر جنرال محسن رضائي، وهو سياسي بارز وقائد كبير بالحرس الثوري الإيراني- على تويتر- إن طهران لا تسعى أيضا للحرب “لكننا لن نخفق في الرد بالمثل”.

وكتب ظريف، على تويتر أيضا، أن طهران هي الضامن للأمن في الخليج والمضيق.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن عفيفي بور قوله إن الناقلة لا تحمل أي شحنة وإنه من الممكن التحدث مع طاقمها المؤلف من 23 فردا، بينهم 18 هنديا، بشأن أمور فنية.

وقالت وزارة الخارجية الهندية إنها تسعى جاهدة إلى إخلاء سبيل مواطنيها من أفراد الطاقم وإعادتهم إلى بلدهم.

وقالت شركة “ستينا إمبيرو” المشغلة للناقلة الجمعة إن الناقلة كانت “ملتزمة تماما بجميع قواعد الملاحة واللوائح الدولية”، لكنها لن تتمكن من الاتصال بها.

وكانت الناقلة متجهة إلى السعودية وغيّرت مسارها فجأة بعد عبور مضيق هرمز الذي يقع عند مدخل الخليج ويمر عبره خُمس إمدادات النفط العالمية.

وجاءت هذه الحادثة بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً بعد أسبوعين من ضبطها في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية، للاشتباه بأنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم حمولة من النفط في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.

ووجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في سلسلة هجمات على سفن الشحن في مضيق هرمز منذ منتصف مايو. وترفض طهران الاتهامات.

وقالت واشنطن أيضا إنها أسقطت الأسبوع الماضي طائرة إيرانية مسيرة بالقرب من موقع احتجاز الناقلة “ستينا إمبيرو”.

وترسل واشنطن قوات وموارد عسكرية إلى السعودية للمرة الأولى منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003، وتزداد المخاوف الدولية من انزلاق واشنطن وطهران إلى حرب في الممر المائي الاستراتيجي.