بعد واقعة البصق على "سقنن رع"..

كيف تخيل نجيب محفوظ الفرعون في أمام العرش؟

مومياء سقنن رع بالمتحف المصرى

وكالات
تصرف وصفه البعض بالغريب والمتخلف، عندما قام أحد رواد قاعة المومياوات بالمتحف المصرى بالتحرير، بالبصق على مومياء الفرعون المصرى "سقنن رع"  مما سبب حالة من الغضب داخل الوسط الأثرى والمجتمع المصرى، والتى على إثرها فتحت وزارة الآثار باب التحقيق فى الواقعة.
 
والملك سقنن رع  من أعظم ملوك مصر، حيث إنه أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر، والتى أنهاها ابنه أحمس الأول، وهو ابن الملك سانخت ان رع تاعا الأول ويسمى أيضا سقنن رع تاعا الأول والملكة تتى شيرى وتواريخ حكمه غير مؤكده ولكن يعتقد انه تولى الحكم في 1560 ق.م أو 1558 ق. م.
 
وكان الملك الفرعونى القديم، واحد من الملوك الذين ظهروا فى أدب الأديب العالمى نجيب محفوظ، ذلك من خلال ما دار فى مخيلة أديب نوبل عندما تخيل شكل محاكمة الملك سقنن رع على أفعاله فى نهاية العالم، كيف كان يرى أديب نوبل مصير الزعيم الكبير، وكيف رأى مصيره أمام العرش؟
 
يقول نجيب محفوظ فى روايته "أمام العرش: حوار مع حكام مصر من مينا إلى السادات"، والصادرة فى طبعتها الأولى عام 1983، عن مكتبة مصر للنشر والتوزيع.
 
وهتف حورس:
- الملك سقنن رع.
يدخل رجل نحيل القامة مع ميل إلى الطول، فتقدم فى كفنه حتى مثل أمام العرش، وقرأ تحوت كاتب الآلهة:
- كان أمير طيبة وحاكم الجنوب الأقصى وهو الإقليم الذى لم يخضع لحكم الهكسوس وإن اضطر إلى دفع الجزية لهم، وتحرش به الهكسوس تمهيدا لضم إقليمه إلى سيادتهم المباشرة مدعين أن خوار أفراس البحر فى بحيرة قصره تنفى النوم عن أجفان ملكهم، ولكنه أبى التسليم، وتقدم على رأس جيشه لمواجهة التحدى، وقد أبلى بلاء حسنا وسقط فى المعركة قتيلا بإصابات عديدة فى رأسه ووجهه، فدعاه أوزوريس إلى الكلام فقال:
 
- إنى انتمى إلى الأسرة التى قاومت الغزو وتحصنت فى الجنوب حتى مل العدو ومحاربتها فأعلنت الهدنة وترك الجنوب الأقصى تحت حكم أسرتى نظير جزية سنوية، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائة عام حتى وليت الحكم، ولم أكن أنى عن التفكير فى العدو الغاضب ولا فى الاستعداد لمناجزته إذا سولت له نفسه الزحف جنوبا، وكانت إمكاناتى فى العدة والعدد محدودة فضممت النوبة إلى إقليمى وعاملتها معاملة الند للند وقويت جيشى بتجنيد بعض رجالها، ولما تحدانى العدو تضاربت الآراء حولى، فدعت قلة إلى الدفاع وحذرت الكثرة من سوء العاقبة، ولكنى شجعت الخائفين وأيقظت الهمم بالدين والحكم والأمثال حتى صحت الهزيمة على القتال، وقد قاتل جيشى قتالا مريرا استرد بعض من  ثقته بنفسه، وفى إحدى المعارك أحاط بى الأعداء فقتلت منهم ثلاثة ثم انهالت على الحراب والبلط.
 
فسأله الحكيم بتاح حتب:
- هل استنفدت جميع الوسائل السياسية قبل الدخول فى معركة غير متكافئة؟
فقال سقنن رع:
- قد فعلت، إذ كانت تلزمنى ثلاث سنوات استعدادا للتاريخ الذى وقته بدءا للمعركة ولكنى عملت بأنهم حشدوا جبهتم قبل إرسال إنذارهم.
فقال أبنوم:
- عشت بطلا ومت بطلا.
فقالت إيزيس:
- أكرر ما قال ابنى أبنوم من أنك عشت بطلا ومت بطلا.
وعند ذاك قال أوزوريس: 
- إلى كرسيك بين الخالدين.