اشتراط ترأس هادي للحزب على مستوى اليمن..

تقرير: "مؤتمر الميسري".. حزب يدعم قضية الجنوب أم الوحدة اليمنية؟

القيادي المؤتمري أحمد الميسري خلال استقباله الرئيس صالح أبين قبيل بطولة خلجي 20 بـ 2010م - ارشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

عاد نائب رئيس الحكومة اليمنية المؤقتة وزير الداخلية أحمد الميسري للتصعيد مجددا، باسم المؤتمر الشعبي الجنوبي الذي يرأس لجنته التحضيرية، مقدم شرطا رئيسيا لإعادة اتحاد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي تفكك بعد مقتل رئيسه السابق علي عبدالله صالح على يد الحوثيين أواخر العام 2017م.

وتزعم الميسري ما اسماه "حزب المؤتمر الشعبي الجنوبي"، والذي أعلن فك ارتباطه عن المؤتمر المركز في صنعاء، الا انه بدأ التلويح مرة أخرى بتجديد فك الارتباط، ولكنه وضع هذه المرة ترأس الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي لرئاسة الحزب على مستوى اليمن، كشرط رئيس للقبول بتوافق على إعادة ترتيب أكبر الأحزاب اليمنية وتوحيده بعد تشرذمه.

ويقدم الميسري نفسه كسياسي استطاع ان يحقق ما يعتقد انه توافق مع الأحزاب والقوى السياسية اليمنية، ومن أبرزها توافقه مع قيادات في حزب الإصلاح، ربما كنوع من تجنب أي ردة فعل ضده، من قبل التنظيم الذي يرى ان بقائه كحزب سياسي يكمن في تفكك حزب المؤتمر الشعبي العام.

أقرأ أيضا: >تحدث عن أولوية حكومته في عدن قبل صنعاء.. "أحمد الميسري" يهاجم السعودية ويشترط إزاحة "الانتقالي"

ويضع وزير الداخلية نفسه كأبرز مدافع عن الرئيس هادي، وحقه في ترأس حزب المؤتمر الشعبي العام، الأمر الذي يراه الميسري بانه يقدمه كزعيم جنوبي يمتلك حاضنة شعبية وسياسية مطلقة، فهو يعمل من الرئيس هادي سلم صعود له شخصيا.

خلق الميسري نوع من العلاقة والشراكة مع الإخوان، الذين أشركهم في العمل الأمني في وزارة الداخلية، ناهيك ان قيادات الإخوان في مدينة مودية التي ينتمي اليها الميسري تدعم الرجل في مهمته لأسباب يمكن وضعها في خانة "الدعم المناطقي".

وخطب الميسري ود القيادات المؤتمرية المحسوبة على الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، وسبق واشاد باحمد علي عبدالله صالح، مهاجما تنظيم الاخوان في تصريحات لوسائل اعلام مصرية، على أمل حصوله على دعم اطراف اقليمية مناهضة للإخوان.

أقرأ أيضاً: >وزير الداخلية اليمني يوجه اتهامات جديدة للإخوان  و إخوان اليمن يشنون هجوما حادا على أحمد الميسري

لكن الملف للنظر ما تحدث عنه مصادر وثيقة الصلة بالميسري، حول خيانة قيادات مؤتمرية للرئيس هادي واستلامها أموال طائلة مقابل دعم تنصيبه رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام، الا ان هذه القيادات - وفق الميسري - بدأت تميل الى صف تيار في حزب المؤتمر الشعبي العام يحتفظ بعلاقة وثيقة مع الزعيم العسكري لتنظيم الإخوان علي محسن الأحمر الذي أعاد تنشيط عضويته في حزب المؤتمر الشعبي العام، مع احتفاظه بخلفية الأيدلوجية كزعيم عسكري ذو خلفية إسلامية، دفع به أخيه غير الشقيق علي عبدالله صالح، في مهمة تجنيد ما عرف بالأفغان العرب في الحرب الأولى على الجنوب، والذين عادوا من أفغانستان وادمجهم النظام في قوات الفرقة الأولى مدرع التي منحها صالح لذراعه العسكري علي محسن الأحمر، ولا يزال الأحمر يرعى التنظيمات المتطرفة التي تنشط في مدن الجنوب، بشهادة تقارير غربية.

وقال مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لـ(اليوم الثامن) "إن قيادات مؤتمرية بارزة، أعلنت موقفا داعما للرئيس هادي لترأس الحزب، ولكنها انقلبت على ما تعهدت به امام الرئيس هادي، بعد حصولها على أموال طائلة ومخصصات شهرية".. مشيرا الى ان اللقاءات التي عقدها الميسري مع قيادات مؤتمرية في الرياض فشلت بعد رفض قيادات مؤتمرية ان يكون هادي رئيسا للحزب.

أقرأ أيضاً:> وزير الزراعة كيف أصبح قائدا للجيش.. وزراء الحكومة الشرعية يمارسون غير مهامهم

وأوضح المصدر ان "الميسري عاد من السعودية، دون ان يحقق ما ذهب إليه، وتوعد بقلب الطاولة على الجميع، بعد ان تبادر الى مسامعه وضع شروط جديدة على الرئيس هادي، من ابرزها الإطاحة به من منصب وزير الداخلية، وتعيين بديلا عنه مستشار هادي "رشاد العليمي" المحسوب على جناح صالح، الامر الذي يرجح قبول هادي بهذا الشرط، مقابل منح الميسري حقيبة دبلوماسية، وعلى الأقرب سفير في احدى دول شرق اسيا".

وحول ما اذا كان الميسري قد تمكنت من مقابلة الرئيس هادي في الرياض، قال المصدر "استبعد ان يكون قابل الرئيس، لا اعتقد انه قابله، لكن على الأرجح هو قابل نائب الرئيس علي محسن الأحمر".. مشيرا الى ان الميسري وجه شتائم لمستشار الرئيس رشاد العليمي واتهمه بانه لص وسارق، وانه خدع الرئيس هادي، حين تعهد له بالعمل على تنصيبه رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام، خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح".

وكان هادي يعتزم أجزاء تعديلا في حكومة معين عبدالملك المتورطة في قضايا فساد كبيرة ونهب للمال العام، بتجميل عدد من الوزارات والإبقاء على خمس حقائب "هي الداخلية والدفاع والخارجية والمالية والإعلام"، وفق ما أعلنت عنه وسائل إعلام محلية يمنية.

وذكر المصدر ان الميسري شعر بانه هادي قد يعتزم الإطاحة به، الامر الذي دفعه الى زيارة السعودية لإيقاف قرار الإقالة".

ويستخدم الميسري "حزب المؤتمر الشعبي الجنوبي" الذي يرأس لجنته التحضيرية كسلاح في مواجهة من يعملون على كبح طموحه السياسي.

وقالت مواقع إخبارية موالية "ان الميسري وجه قبل عودته عدن سيلاً من الاتهامات لمستشار الرئيس هادي اللواء الدكتور رشاد العليمي _ الذي وصفه باللص والسارق للجنوبيين وبالكذاب والمدلس على التحالف والسعوديين وبالغدار المكار للرئيس وبالفاشل النصاب على الجميع الذين وعدهم بالترتيب لمؤتمر عام لحزب المؤتمر لتنصيب هادي رئيسا للحزب خلفا لصالح بعد أن اشترط لنفسه موقع الأمين العام وحصل على مئات الملايين من الريالات السعودية من المملكة والرئيس خلال الفترة الماضية ولم ينجز سوى نقاط سوداء مزقت ما تسمى بالقيادات المؤتمرية الموالية للشرعية وشرذمتهم ، في الوقت الذي تمكن أبو رأس ومن معه من النجاح في عقد اجتماع للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام بصنعاء ومن السيطرة على الحزب كقيادة شرعية معترف بها داخليا وخارجياً".

أقرأ أيضاً:> الإعلام تموله الحكومة من موارد الجنوب.. حكومة اليمن تمول إعلاما خاصا لمناهضة استقلال الجنوب

وبحسب تصريحات تداولتها وسائل اعلام موالية للميسري، نقلا عن مصدر مقرب من الميسري الذي زار السعودية منذ أيام ان الميسري تحدث لعدد من القيادات الجنوبية بحرقة وحسرة قائلاً: العليمي السارق سرق مخصصات الجنوبيين الذين بادروا بعقد لقاء لقيادات المؤتمر في عدن العام الماضي واعلنوا فخامة الاخ الرئيس _ رئيساً للمؤتمر خلفاً للرئيس صالح ، واتفق معنا على جمع قيادات المؤتمر من تعز وبقية المحافظات الشمالية لذات الغرض ولم يف بوعد بإجتماع للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر وعجز وتحدث عن مؤتمر عام وفشل ولم يتمكن من جمع قيادات مديريته في محافظة تعز".

وبحسب تلك التقارير فقد قالت ان "الميسري أكد قيام العليمي بسرقة مخصصات بمئات الملايين من الريالات السعودية صرفت لقيادات مؤتمرية جنوبية، أما الشماليين فما أحد معه كلهم مع ابوراس وأحمد علي".

واتهم الميسري، العلمي بالانقلاب على ما اتفق به مع الرئيس هادي".. حيث نقلت مواقع إخبارية عن الميسري قول "كلنا وقعنا ضحيا العليمي اللي سرق الفلوس والمخصصات واستحوذ ومجموعته على  قرارات حكومة الأخ معين عبدالملك ابن منطقته ومرشحه وحتى السفير السعودي واللجنة الخاصة تمكن منهم العليمي ونهب الفلوس وقسم وشرذم المؤتمريين اللي مع الشرعية مناطقياً، اخذ الاموال وفشل في مهمته ومستمر فيها والمستفيد هو شخصيا والاحزاب والجامعات الاخرى مثل الاخوان المسلمين في الشمال وحتى الحوثيين ، ويخدم الانتقالي بالجنوب".

أقرأ أيضاً:> تقرير: "الميسري" يدخل تركيا على خط الصراع في اليمن 

من ناحية أخرى، تلقت صحيفة "اليوم الثامن" تصريحا من القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام حسين منصور، أكد فيه "أن اللقاءات التي تجري من قبل بعض القيادات المؤتمرية في كلٍ من القاهرة والرياض وأبوظبي وجدة لا تعني قيادات المؤتمر الجنوبية ولا تمثل كثير من قيادات الشمال ما لم يكون فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للمؤتمر الشعبي العام وفق مخرجات المؤتمر العام السابع الذي انتخب فيه نائباً أول لرئيس المؤتمر".

وقال منصور "إ أي خروج عن مخرجات المؤتمر العام السابع الذي عقد في العاصمة عدن سيزيد في تشظي المؤتمر ويساهم بشكل كبير في عدم توحيد المؤتمر".. داعيا "جميع القيادات المؤتمرية إلى الامتثال والالتزام بمخرجات المؤتمر العام السابع كضمانة وركيزة أساسية لعودة المؤتمر كحزب وطني شعبي فاعل في الساحة وخطوة حقيقية للخروج من الأزمة الراهنة التي يعيشها الحزب، والعمل على تعزيز لحمة المؤتمر الشعبي العام تحت قيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي".

وشدد على أنه "إذا أرادت بعض القيادات المؤتمرية في الشمال عقد المؤتمر العام الثامن فإن القيادات المؤتمرية في الجنوب لن تشارك الا بعد تعديل قوام المندوبين مناصفة بين مؤتمريي الجنوب والشمال".

وهدد منصور قيادات مؤتمر الشمال بما قال انها خيارات عديدة قد يتخدها قائلا "أن خيارات مؤتمر الجنوب عديدة ومفتوحة"؛ وهو على ما يبدو تلويح بتجديد اعلان فك ارتباك قيادات الحزب الجنوبية عن الشمالية".

وبعيدا عن استغلال الميسري لما يطلق عليه بالمؤتمر الشعبي العام كسلاح في موجه أي قرار اقالة قد يطاله، الا ان شروطه تؤكد ان ما أعلن عنه خلال السنوات القليلة الماضية من ان قيادات المؤتمر الجنوبي قد انفصلت يفضح ما يطرح من شروط لعودة الحزب "كتلة واحدة"، بمعنى ادق "القبول برئاسة هادي للحزب الأكبر، القبول بتكتلات وأحزاب يمنية داعمة للوحدة اليمنية التي يرفضها الجنوبيون، والتي يقول الميسري ذاته إنه عودتها أصبحت من سابع المستحيلات".