عرض الصحف العربية..

تقرير: "مساعدة الارهاب".. القاعدة التركية تعمق عزلة الدوحة

التحالف الاستراتيجي بين قطر وتركيا

24

تساءلت صحف عربية صادرة اليوم الخميس، عن الهدف من التحالف الاستراتيجي بين قطر وتركيا، وهو التحالف الذي بات يمثل تحدياً جديداً في ظل التطورات الهامة في المنطقة.

وأبرزت الصحف خطورة هذا التعاون عقب الإعلان عن قاعدة طارق بن زياد العسكرية التركية في قطر، وهو الإعلان الذي يأتي ليقرع جرس إنذار ويطرح تساؤلات عن الهدف من وراء إقامة هذه القاعدة، وأوضحت الصحف أن الهدف الرئيسي هو تقديم يد العون لبعض من الجماعات الإرهابية التي تمارس أنشطتها المشبوهة بالمنطقة.

احتلال تركي

وفي التفاصيل، أشارت صحيفة العرب اللندنية، إلى أن إقامة قاعدة طارق بن زياد تمثل احتلالاً تركياً، موضحة أن أنقرة تستثمر نفوذها المتعاظم هناك لتحويل هذه الإمارة الخليجية إلى قاعدة متقدمة للمصالح التركية في منطقة حيوية وذات عمق استراتيجي.
ونبهت الصحيفة إلى الدور الإعلامي المساعد الذي تلعبه قطر لخدمة أهداف تركيا الاستراتيجية، مشيرة إلى أن إقامة القاعدة يأتي بالتزامن مع وقت تحوّل فيه المال والإعلام القطريان إلى أداة لتحقيق أجندات تركيا في المنطقة، سواء بالترويج لجماعات الإسلام السياسي، أو بمهاجمة دول إقليمية تعارض التمدّد التركي وتعمل على وقفه حفاظاً على أمنها القومي وأمن المنطقة.
ويرى متابعون للشأن الخليجي بحسب الصحيفة، أن الوجود العسكري التركي يكشف عن أن أنقرة استغلت هوساً قطرياً غير مبرر عن استهداف عسكري من جيرانها، لتوهمها بالحماية، لكن حقيقة الأمر تؤكد أن تركيا تبحث عن التمركز في الخليج وامتلاك منفذ حيوي على أهم طرق التجارة العالمية باتجاه جنوب شرق آسيا.

مساعدة الارهاب

من ناحية أخرى، اعتبر خبراء ودبلوماسيون أن قرار تركيا افتتاح قاعدة عسكرية جديدة في قطر، يمثل مسمار أخير في نعش العزلة القطرية عن محيطها العربي والخليجي، كما يكشف عن نوايا وأطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة.
ولفت الخبراء في تصريحات لصحيفة الاتحاد الإماراتية، إلى أن تلك الخطوة هو تصعيد من جانب قطر دون وجود أي مبررات عسكرية أو سياسية لذلك.
وقال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، للصحيفة، إن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة هو اتجاه قطري لتكريس العزلة عن الخليج العربي، لافتاً إلى أن قطر فتحت المجال لوجود تركي أكبر، وتفتح الباب أمام طموح تركي بوجود خط عسكري جوي من قطر لتركيا تحت إشراف تركي.
واتفق الباحث والمحلل السياسي المعارض التركي تورغوت أوغلو، مع حديث العرابي، لافتاً إلى أن التوسع العسكري لنظام أردوغان في قطر، يأتي على حساب المصالح التركية وأموال الشعب التركي، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن تكون تركيا تعاني أزمة اقتصادية حادة، على إثر السياسات التي خطها العدالة والتنمية في الداخل التركي والخارج خاصة في الصراع داخل سوريا، وفوق كل ذلك تستمر نفس السياسات في قطر التي من المعروف عداؤها من جيرانها من الدول العربية.

عدو تركيا

من جهته، تساءل الكاتب والإعلامي عبد الرحمن الراشد عبر مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، عن عدو تركيا في قطر الذي يدفعها لإقامة هذه القاعدة؟
وقال الراشد، إن قطر تتوعد جيرانها بقاعدة تركيا، لكن "المتغطي بالأتراك عريان"، بحسب بن راشد الذي أشار إلى أن إقامة هذه القاعدة يمثل تعبيراً عن التناقضات القطرية المستمرة، فهي لا تزال تركض في اتجاهات متضادة، إلى طهران وواشنطن وأنقرة.
واستخدم بن راشد مصطلح الحامية للإشارة لهذه القاعدة، قائلاً إن "هذه الحامية التركية ليست إلا فزاعة صغيرة قد لا تتجاوز ألفي جندي، وتركيا ليست بالدولة الكبرى حتى تستطيع دعمها في اللحظة الحرجة. فهي لا تتمتع بإسناد عسكري لوجيستي كبير في المنطقة، وليس لها بوارج عسكرية في مياه الخليج، ولا تستطيع إرسال مدد بالجو إلا بعد موافقة العراق أو إيران، ولا يوجد لها ممر بري. قاعدة بلا مهمة، إلا إن قررت أنقرة التحالف مع طهران في حرب مقبلة ضد دول الخليج، وهذا الأمر مستحيل بوجود قاعدتين أمريكيتين معها في قطر".

واستبعد الكاتب أن تؤدي إقامة القاعدة إلى تعميق أكبر واقوى للعلاقات بين الدوحة وأنقرة، مشيراً إلى أن تحالفات الأخيرة نفسها لطالما تغيرت داخلياً وخارجياً.