الحرب باستغلال الفقراء..

كيف استغلت أوروبا فى العصور الوسطى البسطاء؟

حمله الفقراء

وكالات
تمر اليوم الذكرى الـ923، على انطلاق حملة الفقراء التى سبقت الحملة الصليبية الأولى، التى جاءت بهدف إقناع الفقراء بالمشاركة بالحرب من أجل الفوز بالجنة والمال معا.
 
وبحسب كتاب "جذور الاستبداد والربيع العربى" تأليف مصلح خضر الجبورى، أن حملة الفقراء أو حملة الشعب، هى حملة قام بها الفقراء وجمهور قليل من الفرسان، حيث كان الوعد الكنسى بالخلاص والفوز بالغنائم، سببا مقنعا لمغادرة الفقراء حياتهم البائسة والتوجه إلى تحرير بيت المقدس.
وقاد هذه الحملة بطرس الناسك، وكانت الجموع تندفع دون توقف ودون انتظار أوامر القيادة، وخلفت تلك الحملة خرابا ونهبا فى المجر والصرب واليونان وآسيا الصغرى، حتى وصولوا إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، فسحقتهم قوات السلاجقة الأتراك فى 21 أكتوبر عام 1096م، وكان عدد الصليبين حينها 25 ألف جندى.
فيما يقول المؤرخ الدكتور قاسم عبده قاسم، فى كتابه "ماهية الحروب الصليبية" إن الصليبيين عندما وصلوا القسطنطينية، أبهرتهم المدينة بجمالها، فنهبوا وأحرقوا وسرقوا، ووجد الإمبراطور البيزنطى نفسه مضطرا لأن ينقلهم بسرعة عبر المضايق إلى آسيا الصغرى، وهناك تصرف "جنود الرب" على نحو لا يرضى الرب، وارتكبوا أبشع المذابح ضد السكان المسيحيين، وبسبب الطمع والفوضى وقع الصليبيون فى شباك كمين أعده الأتراك السلاجقة وأجهزوا على الحملة الشعبية وقتل والتر المفلس، فى حين تمكن بطرس الناسك من النجاة بنفسه والهرب نحو القسطنطينية، وفى ذلك أثناء حاولت مجموعة أخرى من الفلاحين أن تتجمع فى الغرب الأوروبى حول هذ القائد، لكنها تعرضت لنفس المصير بعدما قرر كولومان ملك المجر محاربتهم.
 
وأوضح الدكتور قاسم عبده قاسم، أن استجابة الفقراء لحملة البابا أوربان جاءت لكون العامة من الفلاحين والفقراء أهل المدن فى ذلك الوقت كانوا يظنون أنفسهم أصفياء الرب لأنهم الفقراء، وهو الموقف الذى ميز حركة الفقراء فى غرب أوروبا وموقفهم تجاه دعوة البابا، بيد أن هذا التدين نفسه كان سببا من أسباب ارتكابهم لأحط الجرائم.