صانع الهزائم يخوض معركته الأخيرة..

تقرير: خلية الأزمة.. تواجه أزمة علي محسن صالح الأحمر

صانع الهزائم يخوض معركته الأخيرة

لندن

قالت مصادر مقرّبة من الرئاسة اليمنية إن اجتماع الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي بقيادات الشرعية، خلص إلى تشكيل خلية لإدارة الأزمة برئاسة نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح الأحمر، وعضوية رئيس مجلس النواب سلطان البركاني ورئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك ومدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري ووزير الدفاع محمد علي المقدشي.

ويعكس الإعلان عن هذه الخلية في هذا التوقيت، وبالنظر لخلفيات العديد من أعضائها حالة الارتباك وعمق الأزمة التي تعيشها الشرعية اليمنية في أعقاب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن، وتراجع هامش الخيارات لديها.

ووصف مراقبون الإعلان عن خلية الأزمة التي سربت بعض وسائل الإعلام شبه الرسمية خبرا حول نفي تشكيلها بعد ساعات من الإعلان عنها، بأنه تصدير لأزمة جديدة ستسهم في تعقيد الملف اليمني، في ظل الإصرار على تجاهل أسباب الصراع الذي يجتاح المشهد اليمني، نتيجة لإعادة إنتاج أدوات الصراع ووجوهه القديمة.

ويُتهم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الذي عيّنه الرئيس هادي رئيسا لخلية الأزمة بأنه أحد عوامل التوتر التي طالما عكّرت صفو المعسكر المناوئ للحوثيين، بالنظر إلى انتمائه إلى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وسجله الحافل بالمشاركة في الحروب والنزاعات التي شهدها اليمن خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

واعتبر خبراء سياسيون إعادة الأحمر إلى واجهة الأحداث، استفزازا لعديد من الأطراف اليمنية وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينظر إلى الأحمر كخصم قديم شارك في اجتياح جنوب اليمن في حرب 94 وتولى مهمة إدارة العلاقة مع الجماعات الراديكالية بما في ذلك “الأفغان العرب” الذين شاركوا في الحرب التي تسببت آثارها في بروز التيار المطالب بفك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه، كما تحمّله المكونات الجنوبية مسؤولية إفشال كافة محاولات تصحيح مسار الوحدة منذ العام 2004 وحتى الإعلان رسميا عن الحراك الجنوبي السلمي في 2007.

علي محسن صالح الأحمر إخواني منبوذ شارك في كل حروب اليمن على مدى ثلاثة عقود وخسر علاقاته مع الجميع

وإضافة إلى اتهامات بدعم التيارات الراديكالية في جنوب اليمن، والتورط في قضايا نهب الأراضي والممتلكات العامة والخاصة بعد حرب 1994، توجه أصابع الاتهام للأحمر بمواصلة ذات الدور عقب تعيينه نائبا للرئيس هادي في أبريل 2016 خلفا للسياسي الجنوبي خالد بحاح الذي تربطه علاقة جيدة بمكوّنات الحراك الجنوبي.

وطوال السنوات الماضية دأبت وسائل إعلام جنوبية على الحديث عن دور الأحمر في تأجيج الصراع بين الأطراف والمكوّنات الجنوبية، وتمويل إنشاء مكوّنات وهمية لاختطاف صوت الحراك الجنوبي، إضافة إلى اتهامات بالوقوف خلف عسكرة محافظات جنوبية مسالمة مثل حضرموت التي يقول الإعلام الجنوبي إن المناطق الممتدة من واديها وعاصمته سيئون وصولا على منفذ الوديعة على الحدود السعودية، لا تزال في قبضة قوات عسكرية موالية للأحمر.

وتتطابق مواقف قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام مع ما يطرحه المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يأتي على رأس مطالبه اليوم تحييد دور الأحمر في الشرعية وكف يده عن مؤسساتها المدنية والعسكرية. وتنظر الكثير من قيادات المؤتمر إلى نائب الرئيس الحالي باعتباره سببا رئيسا في انهيار نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وتفكيك الجيش اليمني السابق وألوية الحرس الجمهوري بعد أن أعلن انضمامه إلى الاحتجاجات المناهضة لنظام صالح وإيعازه لوحدات من الجيش كانت تأتمر بأمره للتمرد على الدولة آنذاك.

ووقفت قيادات بارزة في حزب المؤتمر المنتمية إلى جناح صالح بعد مقتله ضد مساع حثيثة قام بها الأحمر لتبوء منصب نائب رئيس حزب المؤتمر بعد حصوله على دعم محدود من قيادات سابقة في الحزب أعلنت استقالتها منه وكانت تنتمي عقائديا إلى فكر الإخوان.

وقالت مصادر في حزب المؤتمر لـ“العرب” إن اجتماعات جدة التي ترعاها الحكومة السعودية للتقريب بين تيارات حزب المؤتمر توافقت على رفض أي دور لعلي محسن الأحمر في قيادة الحزب، وقطعت الطريق على محاولاته التمترس خلف تاريخ الحزب ورصيده السياسي.

واتهمت تلك المصادر الأحمر بلعب دور في إفشال التقارب بين تيارات المؤتمر والسعي لاختراقه من خلال عناصر إخوانية انسلخت عن الحزب في 2011.

ويقيم نائب الرئيس اليمني علاقات سيئة مع معظم المكوّنات والتنظيمات السياسية اليمنية ذات التوجه الليبرالي والقومي واليساري وحتى الحوثيين بالنظر إلى دوره في إدارة الصراعات المسلحة في زمن الرئيس السابق علي عبدالله صالح وإشرافه على ملف الجماعات الإسلامية التي يرتبط بها عقائديا وتنظيميا.

وفشل الأحمر، الذي يتولى الإشراف على الملف العسكري في الشرعية، في حسم أي من المعارك أو الجبهات في الحرب ضد الحوثي، ويعتبره خبراء عسكريون المسؤول الأول عن تعثر معارك التحرير التي يدعمها التحالف العربي، إلى جانب مسؤوليته عن أخونة الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والسلطات المحلية في المحافظات المحررة.

ويؤكد خبراء عسكريون وسياسيون أن تاريخ الأحمر المليء بالصراعات العسكرية والسياسية مع مختلف الأطراف اليمنية الفاعلة اليوم، ودروه الملتبس في إرباك الشرعية، لا يجعله مؤهلا للعب أي دور مستقبلي، وهو الأمر الذي بات التحالف العربي والحكومة الشرعية يدركانه تماما، على اعتبار أن الرجل جزء أصيل من المشاكل والأزمات التي تجتاح اليمن اليوم وبالتالي لا يمكن أن يكون فاعلا أو مقبولا كرئيس لخلية أزمة هو أحد أسبابها الرئيسية.