السعودية تثمن موقف "الانتقالي"..

تقرير: هل يمنح مؤتمر "جدة" اعترافا صريحا بقضية دولة الجنوب؟

الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي- ارشيف

جهاد الحجري

ثمنت المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، موقف المجلس الانتقالي الجنوبي، بالتهدئة ووقف التصعيد في عدن، مؤكدة دعمها لقضية الجنوبية التي شددت على أهمية حلها عن طريق الحوار.

وناقش نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، مع وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة اللواء ركن، عيدروس قاسم الزبيدي، مستجدات الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن مؤخراً.

وفي اللقاء، ثمن الأمير خالد بن سلمان، قبول المجلس لدعوة المملكة للحوار، واستجابتهم لطلب التحالف بوقف إطلاق النار، وعدم التصعيد عسكرياً أو إعلامياً .. مؤكداً على أهمية التهدئة الكاملة وحل الخلافات بالحوار، بعيداً عن استخدام القوة.

كما شدد على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة خطر الميليشيات الحوثية، المهدد والعدو الرئيسي لليمن، أرضاً وشعباً، وعدم القبول بتسليم اليمن لولاية الفقيه.. مشيراً إلى أن حل القضية الجنوبية أيضاً سيكون بالحوار وبعيداً عن استخدام القوة.

وكان الرئيس الجنوبي عيدروس الزبيدي قد وصل مساء الثلاثاء إلى مدينة جدة السعودية في أولى زياراته الرسمية للمملكة العربية السعودية، بدعوة رسمية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وتتركز الزيارة بشكل رئيسي على التفاوض مع ما يسمى بحكومة الشرعية حول أحداث عدن الأخيرة التي اندلعت عقب حادثة معسكر الجلاء وانتهت بتطهير عدن من العناصر الإرهابية المنطوية تحت لواء الشرعية.

وعلى الرغم من تعنت وفد الشرعية في المفاوضات، وإصراره على إعادة تسليم المواقع المحررة، وهو ما ترفضه القيادة الجنوبية، إلا أن الزيارة تُعد في حد ذاتها اعتراف رسمي من الإخوة في المملكة بقوة الانتقالي الذي أصبح رقماً صعباً على الأرض، وهو يستند في مفاوضاته إلى شرعية شعبية منحتها له الجماهير الجنوبية من أقصى الوطن إلى أقصاه . واستجابة الى الدعوة التي وجهها الرئيس الزبيدي للإخوة في المملكة بالتحاور معهم .

وقد تجلى التأييد الشعبي في سرعة تحرير عدن من الإرهابيين وما تبعه من انتصارات ممثلة في لحج وأبين وشبوة، جعلت للرئيس الزبيدي اليد الطولى في إدارة أي مفاوضات مع شرعية الفنادق أو غيرها.

فالمجتمع الدولي يحترم الأقوياء ومنهم عند حسن ظن شعوبهم، ولا يبجِّل الحكومات الافتراضية التي تمارس مهامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وليس لديها أي شعبية حقيقية على الأرض.

ونستشف من ذلك أن مفاوضات جدة هي تحصيل حاصل واعتراف ضمني بشرعية الانتقالي. وعلى النقيض تماماَ تمثل تلك المفاوضات بالنسبة لحكومة الفنادق، والتي رأت فيها انتقاصاً لشرعيتها، وبادرت بوضع عراقيل استباقية لافشال أي نجاح دبلوماسي قد تحققه القيادة السعودية عبر الطاولة المستديرة.

ومهما كانت النتائج فإنها انتصار للإخوة في المملكة، ولنواياهم الصادقة في إحلال السلام للشعب الجنوبي، وهي جهود صادقة تكن لها القيادة الجنوبية كل الود والاحترام وستسعى جاهدة أن تكون عند حسن الظن، كما كانت منذ انطلاق عاصفة الحزم منتصف العام 2015، التي رافق الجنوبيون كل عملياتها يداً بيد وأثبتوا أنهم الحليف الأمثل للإشقاء في المملكة وقيادة التحالف بشكل عام.
ونكاد نجزم أن المملكة اليوم باتت على دراية كاملة بمواقف جميع الأطراف وتعرف العدو من الحليف، وهو ما جعلها تتريث وتدعو لحوار في جدة رغم صراخ وعويل حكومة الفنادق وضغطهم المتواصل باتجاه التصعيد العسكري في الجنوب.
ولا شك أن الموقف الجنوبي سيصبح أقوى بكثير مما كان عليه في السابق، فدبلوماسية الرئيس عيدروس الزبيدي كفيلة بأن تضع النقاط على الحروف وتسمع كلماتها من به صمم. وخير دليل على ذلك الزيارات الدبلوماسية السابقة التي قام الرئيس إلى كل من روسيا وبريطانيا، وأزالت الضبابية عن مواقف الجنوبيين ودولتهم المستقبلية وجعلت من تلك القوتين حلفاء بارزين للمجلس الانتقالي.
وعليه فإن الشعب الجنوبي يراهن ويفوض مجدداً قيادته الحكيمة في خوض غمار السياسة الدولية، ونقل الواقع الجنوبي للعالم حتى يدرك حقيقة الجماعات العميلة التي تحاصر الحلم الجنوبي، وأولها جماعة الإخوان صانعي الارهاب في العالم ، ويشتكي من جرائمها الجنوبيون والعالم العربي والإسلامي اجمع .

ولا شك أن القيادة الجنوبية تعي جيداً ما تسعى إليه تلك الجماعة الارهابية من إقحام للجنوب في الشمال دفاعاً عن معركتها هي، والتي تخلت عنها لصالح الحوثي رغم الدعم السخي لقوات التحالف العربي.
فحكومة الشرعية تلك، تستند في شرعيتها على جهود الآخرين، بينما تستأثر هي بالصيت والمكسب، وتبقي لغيرها عناء تحقيق تلك الانتصارات، ويكفي الجنوب ما لقيه من ويلات جراء ارتباطه مع الشمال خلال السنوات الماضية.