ارتباك إيراني في التعاطي مع مأزق يزداد تعقيدا..

ظريف: التصرفات غير المتوقعة المتبادلة ستؤدي إلى فوضى

تحذيرات إيرانية تعكس قلقا متناميا من تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة البحرية

ستوكهولم

في تصريحات تعكس حالة الإرباك والارتباك الإيراني في التعاطي مع أزمة تزداد حدّة على أكثر من مستوى، أطلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الأربعاء تهديدات مبطنة لدول الخليج وللولايات المتحدة، ملمحا بأنه لن تنعم المنطقة بالأمن مع استمرار الضغوط على إيران.

وقال "لا يمكن أن تنعموا بواحة أمان بوجود أساطيلكم في الخليج بينما تشن الولايات المتحدة حربا اقتصادية على إيران".

وتابع مخاطبا واشنطن وحلفاءها الخليجيين "إذا أردتم الحديث عن الأمن لا ترسلوا الأساطيل إلى الخليج الفارسي (التسمية الإيرانية للخليج العربي). إنه ممر مائي صغير. بإرسال الأساطيل لا تحمون حرية الملاحة بل تعرقلون حرية الملاحة".

وأضاف أن بلاده يمكن أن تأتي أيضا بأفعال "غير متوقعة" ردا على سياسات الولايات المتحدة "غير المتوقعة" في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ أن انسحبت إدارة ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي مع إيران وعاودت فرض عقوبات عليها. ونند المسؤولون الإيرانيون بالعقوبات الجديدة ووصفوها بأنها "حرب اقتصادية".

وقال ظريف في كلمة أمام معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "التصرفات غير المتوقعة المتبادلة ستؤدي إلى فوضى. لا يمكن للرئيس ترامب أن يأتي أفعالا غير متوقعة ثم ينتظر من الآخرين أن يأتوا بأفعال متوقعة".

وتأثرت تجارة السلع العالمية في الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات على سفن تجارية دولية، ألقت الولايات المتحدة مسؤوليتها على إيران، واحتجاز ناقلة بريطانية. ونفت طهران الاتهامات.

وتملك واشنطن أقوى قوة بحرية غربية في الخليج وتدعو حلفاءها إلى الانضمام إلى عملية لحماية الملاحة في مضيق هرمز وهو ممر حيوي لقطاع النفط العالمي.

وتركز المبادرة الأميركية على تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة التهديدات الإيرانية للتجارة البحرية ولإمدادات النفط العالمية، بعد عمليات تخريب وهجمات استهدفت ناقلات للنفط في مناسبتين الأولى قبالة سواحل الإمارات والثانية في خليج عُمان.

كما احتجزت الناقلة ستينا أمبيرو التي كانت ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز بدعو أنها خرقت قانون المياه الدولية واقتادتها قوات بحرية تابعة للحرس الثوري لإحدى الموانئ الإيرانية في عملية وصفتها بريطانيا حينها بأنها "قرصنة بحرية".

وقال ظريف "عرب الخليج لا يمكن أن يحققوا الأمن بإنفاق مليارات الدولارات على شراء أسلحة الغرب... والوجود العسكري الأجنبي مهما بلغ حجمه لا يمكن أن يحول دون زعزعة الأمن"، في تهديد مبطن لدول المنطقة.

وأضاف أنه ينبغي على دول الخليج العربية ألا تسعى "لشراء الأمن من الخارج"، منددا بإرسال قوات بحرية إلى الخليج، في انتقادات تعكس حالة من الإرباك في التعاطي مع المأزق الذي وقعت فيه إيران بفعل أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. ويثير المسعى الأميركي لتشكيل تحالف دولي واسع مخاوف طهران.  

وحتى الآن انضمت بريطانيا وأستراليا والبحرين للمهمة الأمنية التي تقودها واشنطن لحماية السفن التجارية التي تسافر عبر الممرات المائية الرئيسية في الشرق الأوسط.