احترافية قتالية قوات الإمارات انعكست على أداء القوات الجنوبية..

تقرير: "أبوظبي والرياض".. تحالف استراتيجي يترسخ في عدن

سياسيون جنوبيون يشيدون بدور "أبوظبي" في الجنوب وينددون بمواقف حكومة المنفى

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

"احترام شعب الجنوب العربي للمملكة والإمارات حكاماً وشعوبا لا يعد فقط رد للجميل الذي قدموه لشعب الجنوب ومساعدتهم لنا لتجاوز الأزمات الكارثية التي تسبب بها الغزو الحوثي لبلادنا، بل انه من صميم طباعنا العربي الأصيل كأشقاء مصيرنا واحد ودمنا واحد"؛ هكذا علق القيادي الجنوبي أحمد الربيزي على وسم اطلقه ناشطون جنوبيون اعلنوا فيه تقديرهم ودعمهم للتحالف العربي بقيادة السعودية والامارات العربية المتحدة، منددين بالهجوم الإعلامي والسياسي الذي تقوده حكومة المنفى المتحالفة مع نظام الدوحة الداعم لتنظيم الإخوان الإرهابي.

لم تدخل الإمارات اليمن "عسكريا" الا بعد ان اقترب الخطر الإيراني والإرهاب من اسقاط الجنوب "بموقعه الاستراتيجي الهام والمطل على باب المندب وشريط بحر العرب وجزيرة سقطرى الاستراتيجية، لكن جهود الإمارات في عدن، لم تكن وليدة عاصفة الحزم، فمؤسسة دولة الامارات الشيخ زايد، زار عدن في سبعينات القرن الماضي، وكان لأبوظبي اسهامات تنموية شاهدة، وعلى اثره، سار أولاد زايد في دعم عدن وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب العدوانية التي شنها الحوثيون مؤخرا او تلك التي شنها تحالف صالح والإخوان في العام 1994م.

لكن ما يبدو مثيرا هو تلك المواقف العدائية لحكومة اليمن المقيمة في المنفى، والتي تؤكد تقارير دولية تورطها في رعاية الإرهاب وتحريكه ضد خصومها، جاءت بعد ان دعمت ابوظبي قوات جنوبية حديثة واحترافية حققت نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب والتصدي لمليشيات الحوثي، فحتى اصبح اسم النخبة والحزام الأمني والعالقة والمقاومة الجنوبية، أسماء تثير الرعب لرعاية مليشيات الإرهاب في قطر وإيران.

يقول سياسيون جنوبيون إن "الامارات ساهمت في انقاذ الجنوب وعدن تحديدا من الاحتلال الحوثي وما اعقبه من نشاط للجماعات الإرهابية، فقد دفعت أبوظبي بقوة عسكرية إماراتية إلى جانب قوات جنوبية تم تأهيلها في جزيرة عصب خلال فترة قصيرة، عادت هذه القوة معززة بعربات عسكرية حديثة، ساهمت في تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي، وتأمينه لاحقا من خلال محاربة التنظيمات الإرهابية، ومنها عمليات تأمين "عدن ولحج وحضرموت وشبوة وأبين"، بعد ان كانت هذه المحافظات ترزح في فوضى الإرهاب.

ويقول خبراء عسكريون "ان"قوات الإمارات الباسلة" تمتلك احترافية قتالية انعكست على أداء القوات الجنوبية في الحرب ضد الحوثيين او ضد التنظيمات الإرهابية، فيما أشاد ناشطون بالدور الإنساني لـ"الهلال الأحمر" والذي أكدوا انه ساهم في إعادة البنية التحتية وعالج آلاف الجرحى والمرضى.

وأشاد محللون وسياسيون جنوبيون بجهود الإمارات في دعم التنمية ومحاربة الإرهاب في اليمن، ومساندة الشرعية المعترف بها دوليا.

وأكدوا أن القوات المسلحة الإماراتية أدت دوراً محورياً وحاسماً في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية.

وقالوا إن القوات المسلحة الإماراتية شاركت منذ الدقيقة الأولى لعاصفة الحزم التي انطلقت في الساعة الأولى من فجر 26 من مارس (آذار) 2015م، عبر مقاتلات من القوات الجوية الإماراتية. وتمكنت بالاشتراك مع مقاتلات السعودية من تحييد الدفاع الجوي اليمني الذي استولى عليه الانقلابيون في صنعاء، وهي أول عملية عسكرية من نوعها يتم فيه تحييد الدفاعات الجوية للعدو.

ولم يقتصر دور الإمارات على الغارات الجوية، بل تم الدفع أيضاً بقوات برية عبر البحر لمشاركة القوات الوطنية في جنوب اليمن تحرير عدن وبقية المدن الجنوبية، لتواصل الإمارات عقب التحرير عملية التعمير ودعم البنى التحتية وترميم المباني الحكومية ومراكز الشرطة والمدارس ومطار عدن الدولي جراء ما لحق بتلك المرافق من دمار على يد الميليشيات العدوانية. وواجهت السلطات الحكومية في عدن تحدياً آخر تمثل في هجمات إرهابية طالت الحكومة اليمنية وقوات التحالف في عدن.

في منتصف مارس (آذار) 2016م كانت قوات الحزام الأمني التي يشرف عليها التحالف العربي تخوض مواجهات في حي المنصورة وسط عدن، في حين شاركت مقاتلات الإمارات بقصف مواقع الجماعات المسلحة، لتنتهي المعركة بتطهير المنصورة، بعد أن كانت مسرحاً للجريمة والاغتيالات. ولم يقتصر دور الإمارات على عدن بل تم تحرير الحوطة في لحج وزنجبار أبين وحضرموت التي حولها تنظيم القاعدة إلى بؤرة إرهابية لأكثر من عام. وانتزعت القوات الإماراتية والسعودية واليمنية مدينة المكلا من قبضة القاعدة في أبريل نيسان الماضي، قبل أن تدشن أبوظبي جهودها الإنسانية في حضرموت.

 المحلل السياسي والعسكري ثابت حسين أكد أن القوات الإماراتية أدت دوراً محورياً، بل وحاسماً في إطار عمليات التحالف العربي، خاصة في الجنوب، سواء من حيث تحرير مناطق الجنوب أو تطبيع الحياة والأحوال الأمنية والخدمية أو دعم حملة مكافحة الإرهاب والفوضى وخاصة في عدن ولحج وحضرموت.

وأضاف أن القوات الإماراتية غيرت مجری الحرب وموازين القوی لمصلحة قوات التحالف ولصالح قوی المقاومة الجنوبية الحقيقية ولصالح شعب الجنوب الذي ينظر إلى دور الإمارات بعين الرضا وبكل عرفان وتقدير واحترام بسبب السلوك الحضاري الراقي للقوات الإماراتية والتعامل المحترف مع الأوضاع والمواقف الصعبة عملياتياً وإنسانياً. والدور الأبرز للقوات الإماراتية بدا جلياً في مكافحة الإرهاب، وأكد أن «دور القوات الإماراتية في الجنوب تحديدا كان رائعاً وموفقاً وحاسماً في كل النواحي».

وأكد الكاتب السياسي نبيل العمودي «أن للإمارات دوراً محورياً مهماً جداً في محاربة الجماعات المارقة»، ويمكننا ملاحظة أهمية وقوة دور الإمارات من خلال رد فعل الطرف الإرهابي والذي استهدف الإماراتيين في أكثر من موقع.

وقال المحلل السياسي اليمني عادل الشبحي «إن ما حققته الإمارات في كل من عدن وحضرموت عجزت عن تحقيقه كثير من الجيوش في دول أخرى من حيث جودة العمل ودقته ونوعية النتائج وسرعة تحقيقها».

وأكد الشبحي «أن تلك الإنجازات تعد امتداداً لجهود الإمارات في محاربة الانقلابيين»، وقال «تمثل دور قوات الإمارات في المشاركة والإشراف والتدريب والتخطيط والإمداد حيث قامت بتدريب قوات من المقاومة الجنوبية لتكون مصاحبة لها في عملية التحرير سواء في عدن أو في حضرموت والتي تحققت فيها الانتصارات على الجماعات المتطرفة خلال أيام بسيطة جداً، ويدل ذلك عن إيمان وقناعة وعزيمة لدى قادة الإمارات بمحاربة هذا الفكر المتطرف بالسلاح».

وقال: «دور الإمارات في عدن وحضرموت ومناطق الجنوب كافة هو محل تقدير واحترام الجميع من سكان هذه الأرض بسبب محاربة الإرهاب الذي وُجد في هذه المناطق مدعوماً من أنظمة وأحزاب ومتنفذين حتى تمكن من السيطرة على حضرموت وإدارتها لمدة عام تقريباً.

وقال إن الإخوة الإماراتيين أشرفوا على عمليات نوعية وناجحة شهد لهم بها العالم أجمع، وساهموا في عودة الحياة إلى السكان من خلال إعادة الأمن في هذه المدن بعد دحر كل قوى التطرف والإرهاب».

وندد ناشطون في وسم على تويتر "بموقف حكومة المنفى ضد الإمارات.. مؤكدين ان مواقفها يعد ضامنا مع الإرهاب والحوثيين.

وقال ناشطون جنوبيون تحت وسم "جنوبيون السعودية والامارات في قلوبنا" ان التحالف العربي اعادت ضبط الأوضاع في الجنوب واليمن بعد ان كانت في طريقها الى السقوط بيد ايران وحلفاءها في المنطقة؛ في إشارة الى قطر وتركيا.

وقال كتاب انه "لم يكن يتوقع الكثيرون أن تتنكر قيادة الشرعية في اليمن للدور الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لنصرة الشعب اليمني في المحنة التي وجد نفسه فيها بعد الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي في سبتمبر/‏‏‏ أيلول من العام 2014".

وقال الكاتب رائد برقاوي في موقع بوابة العين " ان الامارات هبت مع بقية أشقائها في التحالف العربي لنجدة "الشرعية"، التي لم تصمد في صنعاء بعد دخول مليشيات الحوثي إلى العاصمة، وكانت الإمارات من أوائل المبادرين للانضواء تحت لواء التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهو التحالف الذي حدد لنفسه هدفاً لايزال ثابتاً، ويتمثل في الحفاظ على اليمن ومنع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي جلبته جماعة الحوثي الإرهابية قبل وبعد استيلائها على السلطة".

وقال "لا يستطيع المراقب الحصيف إنكار الدور الكبير الذي قامت به دولة الإمارات ضمن التحالف العربي في سبيل استعادة الشرعية لسلطتها التي فقدتها بسبب ضعفها وعجزها عن التصدي لمشروع الانقلاب الذي كانت ملامحه ظاهرة للعيان، وكان يجري تنفيذه بعلمها وتحت نظرها، ولم تحرك ساكناً، رغم ما تمتلكه من إمكانيات عسكرية وأمنية، وقد بذلت الدولة الغالي والنفيس من أجل تحقيق الهدف الكبير من التدخل لنجدة اليمن، المتمثل في تحرير المناطق التي استولى عليها الانقلابيون، وامتزجت أرض اليمن بدماء الشهداء من خيرة وأنبل أبناء الإمارات وفلذات أكبادها، من ضباط وجنود، الذين قدموا أرواحهم في مختلف المعارك التي خاضوها لتحرير البلاد".

ويضيف الكاتب "تمكنت الإمارات خلال فترة قصيرة من استعادة أراض ظلت ترزح تحت هيمنة الانقلابيين لفترة من الزمن، وشرعت في تقديم الدعم والمساعدة للمناطق المحررة، وبشهادة الأمم المتحدة، وقبلها أبناء اليمن، فإن الإمارات العربية المتحدة كانت، ولا تزال، الداعم الأكبر في مساعدة اليمن بالمجال الإنساني، ولم تكتف بذلك، بل دربت الآلاف من أبناء الشعب اليمني كافة وبدون تمييز ليتمكنوا من الذود عن مناطقهم بعد أن تمكنت الإمارات، بالتعاون معهم، من تحريرها والشروع في تنميتها وتطويرها".

مع ذلك يقول الكاتب "فإن "الشرعية" أظهرت عجزاً واضحاً وفاضحاً في إدارة بلد كبير بحجم اليمن، صاحب التاريخ العريق، المممتد لآلاف السنين، فطوال الفترة التي انقضت من عمر التحالف العربي، لم تُقدم الشرعية على إظهار ما يؤكد أنها حريصة على تعافي اليمن واستعادة السلطة التي استولت عليها مليشيات الحوثي، الموالية لإيران، بل إنها ترهلت أكثر وأكثر بسبب بقائها في الخارج وابتعادها عن أرض اليمن، حيث ظلت تدير اجتماعاتها من الفنادق، مستمتعة بخدمات 5 نجوم التي تقدمها؛ فيما يكتوي الشعب اليمني بنيران الحرب التي فرضت عليه بسبب العجز الكبير للشرعية الذي لم يعد خافياً على أحد".

وقال رائد برقاوي "كان المطلوب من الشرعية أن تساعد من جاؤوا لمساعدتها، وليس الانقلاب عليهم والتنكر لما قاموا به لخدمة الشعب اليمني، لكنها عوضاً عن ذلك ذهبت للتشكيك بالدور الذي قاموا به، سواء من خلال التصريحات غير المسؤولة التي يطلقها من يتحدثون باسمها بين حين وآخر، كما حدث أثناء إلقاء مندوب اليمن كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته التي عقدها أمس للاستماع إلى إحاطة مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أو عبر ما ورد في اجتماع الحكومة المصغر الذي عقدته أمس خارج اليمن، أو من خلال طعنهم من وراء الظهر، متجاهلين الفساد الذي يضرب مؤسسات الشرعية ومحاولة التهرب من الاستحقاق المتوجب عليها دفعه، والمتمثل في ممارسة مهامها على الأرض وليس من الفنادق".

وأضاف "ارتضت الشرعية على نفسها أن تسلم قرارها لغيرها، وخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي نجح في زرع أعضائه وأنصاره في جسم الشرعية المترهلة، لدرجة صار يتحكم بالقرار السيادي لليمن، وهو المعروف بعدائه للتحالف العربي، وظل طوال السنوات القليلة الماضية يبذل جهوداً كبيرة لتفكيكه، ولهذا فإن المواقف المتناقضة التي تمارسها الشرعية لم تأت من الآخرين بل من السلبية التي تهيمن على كل تحركاتها، حيث فشلت في أن تكون قاسماً مشتركاً لكافة مكونات الشعب اليمني ومجتمعه المتنوع، وانحازت لمكون حزبي معروف الأهداف يعمل على هدم كل ما تحقق لليمن من مكاسب".

لهذا السبب وغيره الكثير، يضيف برقاوي "فإن المطلوب اليوم هو إجراء مراجعة لما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة منذ انطلاق التحالف العربي وحتى اليوم، فلم يعد من الممكن تقبل هذا الجحود والنكران الذي تجده من الشرعية والحكومة اليمنية للدور الذي قامت به خلال السنوات الأربع والنصف الماضية، حيث تتم مهاجمتها بطرق مبتذلة وافتعال معارك غير ضرورية لحرف البوصلة عن هدفها الصحيح، المتمثل في إنهاء انقلاب الحوثيين والتخلص من النفوذ الإيراني في البلاد".

وأكد "لا تندم الإمارات على ما قامت به من أجل اليمن، لأنها تدرك يقيناً أن ما قامت به لم يكن إلا لمصلحة اليمن واليمنيين، وقد أثبتت السنوات الماضية أن همّ الإمارات الأول والرئيسي كان ولا يزال، يتمثل في وضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل الاعتبارات والمصالح الآنية والضيقة، ولم تكن تهدف من وراء ذلك إلا لمساعدة أبناء اليمن في استعادة أرضهم وحريتهم، لكن مع الأسف كانت ممارسة "الشرعية" مخالفة تماماً لمنطق التعاطي مع الأحداث، ولم تكن بحجم المهمة التي كان يتوجب عليها القيام بها، وعوضاً عن حشد الجهود من أجل الهدف النبيل، المتمثل باستعادة الأرض وتحريرها من قبضة الحوثيين، لجأت إلى الهجوم على حليف لطالما كان دائماً صادقاً في أقواله وأفعاله".