الحرب التجارية بين بكين وواشنطن..

ملفات شائكة تعقد مهمة الرئيس الفرنسي في لعب دور الوسيط

ماكرون يواجه تحديات صعبة بقمة الدول السبع

باريس

يتوقع أن تكون أجواء قمة مجموعة السبع التي تبدأ أعمالها غدا السبت في بياريتس بجنوب فرنسا، مشحونة مع قادة تختلف آراؤهم تماما حول الملفات الكبرى العالمية وقوات أمن في حالة تأهب قصوى لمواجهة المعارضين وخطر حصول تجاوزات.

وسيستخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تستضيف بلاده هذه السنة قمة مجموعة السبع، الدبلوماسية والليونة لإقناع نظرائه بالاتحاد خلال أعمال القمة التي تختتم بعد ظهر الاثنين.

ومن إيران إلى ملف التجارة مرورا ببريكست تتضاعف نقاط الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بات يحضر لعملية إعادة انتخابه ورئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون الاستفزازي وخمسة زعماء آخرين.

ومستبقا المخاطر بعد ما حدث خلال القمة السابقة في كندا رفض الرئيس الأميركي توقيع نتائجها بعد أن وافق عليها، بينما قلل ماكرون من شأن البيان الختامي.

وقال ماكرون أمام صحافيي الاليزيه "انتهينا من البيانات التي لا يقرأها أحد وتصدر في إطار إجراءات بيروقراطية لا تنتهي".

وبالتالي سنعود إلى النقاشات غير الرسمية خلال قمة مجموعة السبع التي أطلقها الفرنسي فاليري جيسكار ديستان في 1975 بعد أول صدمة نفطية.

وتواجه الدول الصناعية الكبرى السبع بعد أربعين عاما تراجعا في التعددية وبروز قوى جديدة مثل الصين ونزعة قومية في قلب الديمقراطيات الغربية.

ولا يفقد ماكرون المصمم على طرح نفسه كوسيط في المشهد العالمي المتقلب، الأمل من انتزاع بعض التنازلات من ترامب حول النووي الإيراني الملف الأول المتفجر الذي يهدد بإشعال منطقة الشرق الأوسط.

وقال إن "ما أمله من الولايات المتحدة ومن النقاشات على مستوى مجموعة السبع هو توضيح الإستراتيجية لدفع الإيرانيين إلى التحرك".

وسيلتقي ماكرون قبل ذلك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للبحث في الاقتراحات التي ستسمح بإنقاذ الاتفاق حول النووي الإيراني.

وتسعى باريس للحصول على تخفيف العقوبات الأميركية التي تستهدف النفط الإيراني مقابل احترام إيران مجددا للاتفاق وفتح مفاوضات جديدة مع طهران حول برنامجها الباليستي ونفوذها الإقليمي.

وسيواجه ماكرون صعوبات بعد أن انتقده ترامب بشدة وحذره بالقول أن "لا أحد سوى الولايات المتحدة يتحدث باسمها".

كما انتقد ترامب قرار فرض ضرائب على الشركات الكبرى الرقمية، منتقدا "حماقة ماكرون" في هذا الخصوص ومهددا بالمعاملة بالمثل بخصوص النبيذ الفرنسي. وحول هذه النقطة لم تفقد باريس الأمل أيضا من التوصل إلى اتفاق بين الدول السبع.

وقال رئيس مركز تجديد الحوكمة الدولية روهينتون ميدورا (سنتر فور انترناشونال غوفرنانس انوفيشون) الكندي "لا تنسوا أن القمة المقبلة ستعقد في الولايات المتحدة في 2020 سنة الانتخابات الرئاسية الأميركية، بالتالي من مصلحة دونالد ترامب أن تكلل القمة بالنجاح وأن يمهد للقاء المقبل".

كما يريد ماكرون التوصل إلى نتائج ملموسة حول بعض المواضيع بينها مكافحة عدم المساواة، وهو الموضوع الرسمي للقمة من خلال توسيع النقاشات ليشارك فيها قادة "قوى حسنة النية" مثل الهند واستراليا وجنوب إفريقيا وتشيلي.

وقد دعا أيضا مجموعة السبع إلى التطرق إلى المشكلة الطارئة لإخماد الحرائق في غابات الأمازون.

واتهم الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أمس الخميس ماكرون بالعمل بعقلية استعمارية، بعدما أكد الرئيس الفرنسي أنه سيبحث مع قادة مجموعة السبع في قمتهم في بياريتس قضية حرائق الغابات في الأمازون.

كما ستطرح مسألة الاقتصاد العالمي الذي قد يواجه ركودا على خلفية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وروسيا التي استبعدت من هذه القمة منذ ضمها شبه جزيرة القرم في 2014 قد تكون موضع نقاش أيضا إذ سيطلب ترامب أن تشارك مجددا فيها. وقال الثلاثاء "مشاركة روسيا منطقية أكثر".

وسينشر أكثر من 13 ألف شرطي في منطقة بيارتس الفرنسية، حيث يخشى أن يؤدي تجمع كبير للمعارضين للقمة إلى أعمال عنف غدا السبت.