معركة شبوة ترسم مستقبل هادي والجنوب..

تقرير: هل يدعم المجتمع الدولي "شرعية" متحالفة مع الإرهاب؟

قادة جنوبيون يشرفون على معركة شبوة - ارشيف

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لم تكن عملية تنظيم القاعدة ضد قوات الحزام الأمني في بلدة المحفد بأبين مساء السبت ، العملية الوحيدة التي تؤكد علاقة التنظيمات الإرهابية بحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بل الخزانة الأمريكية سبق لها ووضعت الكثير من ابرز مسؤولي ما بات يعرف بالحكومة الشرعية على قوائم الإرهاب، ومنهم  عبدالوهاب الحميقاني الذي شارك على رأس وفد حكومة هادي في مشاورات الكويت التي لم تصل إلى أي حلول مع الحوثيين.

 

هزائم سرعية ومتلاحقة في مدينة عتق العاصمة الإقليمية لشبوة النفطية شرق العاصمة الجنوبية عدن، اليوم الأحد إثر عملية عسكرية واسعة شنتها قوات النخبة الشبوانية مسنودة بقوات الحزام الأمني ورجال القبائل.

وقالت مصادر ميدانية لـ(اليوم الثامن) "ان قوات النخبة أطلقت عملية عسكرية من محورين، واستطاعت خلال ساعات من تحرير أجزاء واسعة من المدينة وحررت مواقع استراتيجية هامة، فيما تشير المصادر الى ان عملية التطهير تسير على قدم وساق".

وحاول الإخوان إخفاء هوية القوات والمليشيات التي قامت باحتلال عتق عاصمة شبوة،  حيث قادت وسائل إعلام حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، وناشطو الحزب، حملة تضليل متعمدة لإظهار أن ما يحدث في شبوة، حرب "جنوبية – جنوبية"، من خلال الادعاء أن المواجهات تدور بين ألوية الجيش المرابطة في شبوة، والتي ينتمي أبناءها إلى الجنوب، وبين القوات النخبة الشبوانية الجنوبية.

وقال موقع "عين العرب" إن جزءا كبير من القوات التي وصلت إلى عتق منذ يوم الجمعة، قدمت من المنطقة العسكرية الأولى المرابطة في "سيئون"، والمنطقة العسكرية الثالثة المرابطة في "مأرب"، وجميعها قوات شمالية، إلا أن الإخوان يحاولون إخفاء هوية تلك القوات.

والمنطقة العسكرية الأولى تتهم بأنه تحتضن أخر معسكرات التنظيمات الإرهابية بعد طردها من ساحل حضرموت الى الوادي، لكن تلك العناصر الإرهابية دأبت على تنفيذ عمليات إرهابية ضد أبناء حضرموت.

 

وأرسلت قوات الأحمر والإخوان منذ يوم الجمعة، تعزيزات عسكرية ضخمة من مأرب ومن سيئون لدعم مليشياتهم في عتق، في مواجهة قوات النخبة الشبوانية التي قدمت لتحرير المدينة ومحافظة شبوة كاملة من مليشيات الأحمر والإخوان الإرهابية.

وتتباهى حكومة هادي المنفية في الخارج بدعم المجتمع الدولي في حربها التي لم تخضها بجدية ضد الحوثيين، لكنها كانت أكثر حماسا في حربها ضد الجنوب.

لكن البعض يطرح أسئلة تتمحور حول " هل حقيقة هذه الحكومة متحالفة مع الإرهاب؟، وهل المجتمع الدولي وواشنطن يدعم حكومة اذراعها العسكرية مليشيات إرهابية؟.

يرى البعض ان مثل هكذا تساؤلات تندرج  في سياق تبادل الاتهامات لكن تقارير دولية أكدت ان نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر هو زعيم القاعدة في اليمن

لكن ماذا بعد؟

يقول خبراء "ان معركة شبوة كشفت وبما لا يدع مجالا للشك ان الإرهاب بمختلف تسمياته داعش قاعدة يقف مقاتلا شرسا في صف قوات حكومة المنفى الساعية للسيطرة على منابع النفط، بل  كانت معركة وحدت بين الاخوان والحوثيين وداعش والقاعدة، هذه الأطراف التي مهما أظهرت من تناقض الا انها وجوه لعملة قطرية إيرانية تركية.

ويعزز هؤلاء ان " ظهور (أبو البراء البيضاني) وهو إرهابي مطلوب لواشنطن يقود ميليشيات الإخوان في شبوة".

"الإرهاب يقاتل في صف حكومة المنفى"، عنوان عريض نشرته صحف عربية بعد ان بثت قناة العربية شريطا مرئيا يظهر ابوالبراء وهو يقول عناصر إرهابية في مواجهات ضد النخبة.

يقول المحلل السياسي الجنوبي وديع منصور في قناة الإمارات "ان مشاركة القاعدة كتنظيم إرهابي، إلى جانب قوات الإخوان لم تعد خافية، بل ان الكثير شاهد الصور التي تبث عبر الانترنت تؤكد ذلك".

واستغرب منصور "الحشد الإخواني صوب الجنوب، في حين انه لم يعد يذكر الحرب ضد الحوثيين".. مؤكدا ان الحكومة اليمنية لم يعد يهمها أي شيء الا ملفين "هما مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي والحشد من مأرب إلى شبوة لاحتلالها".

وتشير مصادر رفيعة ان معركة شبوة، باتت معركة فاصلة قد ترسم من خلاله مستقبل الجنوب والرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، الذي يتحالف مع تنظيم الإخوان الموالي لقطر.

تمتلك القوات الجنوبية مقدرة تأمين شبوة وطرد القوات الموالية لتنظيم الإخوان، وهو الأمر الذي قد يعجل بوضع حل مستدام على اساس العودة إلى نقطة الخلاف العميقة والجذور للأزمة والمتمثلة في الحروب التي تشنها قوى الشمال على الجنوب منذ الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي.