خيانة جبهة ناطع..

"إخوان اليمن" تُمعن في استهداف القوات الجنوبية في البيضاء

قوات جنوبية تقاتل في الساحل الغربي لليمن - لرشيف

جهاد الحجري

بعد أيَّام قليلة من الجريمة الغادرة التي استهدفت القوات الجنوبية في جبهة كتاف صعدة، وراح ضحيتها نحو الفي جنوبي بين شهيد وجريح وأسير، عاودت قوات الإخوان الإرهابية المتدثرة بغطاء الشرعية، مسلسل استهداف القوات الجنوبية في الشمال وهذه المرة في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء.
حيث كشف محمد الغيثي، نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي، عن مصير عدد من أبناء مديرية بيحان الذين رفضوا الانسحاب من جبهة الحوثي للتوجه إلى عدن لمقاتلة الجنوبيين.
وقال الغيثي في تغريدة له على “تويتر”: من لم يوافق على الانسحاب من جبهات الحوثي والتوجه إلى عدن لمقاتلة الجنوبيين سيسهلون للحوثي قتله وتصفيته، وهذا ما حدث اليوم لأبناء بيحان في ناطع.
بذلك تتضح حقيقة النوايا الخبيثة لحكومة الإخوان، وأن عدوها الحقيقي هو شعب الجنوب ودولته وثرواته، وما عداؤها للحوثي إلا غطاء أمام التحالف كي يستمروا في مجازرهم البشعة بحق كل أبناء الجنوب، بما فيهم أولئك المنطوين تحت راية ما يسمى بالشرعية.
وتتجلى مؤامرة الإخوان على الجنوبيين في ثلاثة أبواب: الأول استنزافهم في معارك وهمية مع الحوثي سواءً في الساحل الغربي أو بقية الجبهات في الشمال.
والثانية قصفهم وتدميرهم بنيران الشرعية نفسها ومن الخلف في حال حققت تلك القوات تقدمات ميدانية على الأرض.
والثالث هي اقحامهم بالقوة في معارك ضد إخوتهم الجنوبيين، وقتل الجنوبي بالجنوبي حتى يزرعوا ثأرات طويلة الأمد بين أبناء الشعب الجنوبي الواحد.
كل تلك الجرائم تهدف إلى تفخيخ المسار الوطني باتجاه الاستقلال، ومنع الشعب من استعادة دولته والتحكم في موارده وثرواته الطبيعية. إضافة إلى تدمير أي نواة عسكرية لإعادة بناء جيش جنوبي قوي، قادر على حماية المكتسبات النضالية للجنوبيين.
وهي في الواقع سياسة دأبت عليها الأنظمة الإجرامية في الشمال منذ صيف 94، بهدف إبقاء الجنوب في واقع مأساوي، وإلهاء أبناءه عن حقهم في الحرية والاستقلال.
المؤامرة لا تزال مستمرة، وفصولها تتكشف يوماً بعد آخر، ولا طريق أمام الجنوبيين إلا الانسحاب الكلي من كل التشكيلات التابعة لحكومة الشرعية، ورفض أي تواجد أو قتال داخل الأراضي الشمالية، التي تم تفخيخها مسبقاً من قبل كل القوى السياسية في الشمال، كونها جميعا تؤيد مفهوم الوحدة ولو بالقوة.
إن التحرك الحقيقي لكل الجنوبيين اليوم هو في حماية تراب الجنوب، ومنع عودة المشروع الاحتلالي الجائر، والتكاتف يداً بيد في سبيل تحرير كل شبر في الوطن الجنوبي.
وقد أدرك الجنوبيون عمق المؤامرة على قواتهم خلال أحداث أغسطس الأخيرة، وطالبوا خلال حملة شعبية باستعادة كل القوات الجنوبية وتفعيلها في سبيل الدفاع عن الوطن وترابه وحسب.
وبالفعل تم سحب الكثير من الوحدات والألوية، ولكن لا يزال الكثير منها عالقاً في وحل المستنقع الشمالي، تماماً كما حدث للقوات العربية المصرية إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في فترة الستينات.