استراتيجية متكاملة..

إضافات فائقة خاصة كاميرات هواتف (آيفون 11)

كاميرات آيفون تهدد الكاميرات الاحترافية

سلام سرحان

انقسمت آراء المحللين بشأن مدى النجاح الذي ستحققه المنتجات التي طرحتها أبل. وتراوحت بين الإشادة بالإضافات التقنية الكبيرة، خاصة كاميرات هواتف آيفون 11 ووظائف الجيل الجديد من الساعات الذكية، وبين المخاوف من ألّا تترجم في إنعاش الطلب المتراجع على أجهزة أبل.

اختزل تحرّك أسهم أبل في نطاق ضيّق، الأربعاء، حالة التحفظ، التي قوبلت بها منتجات أبل الجديدة، التي ارتفعت بما يقارب 3 بالمئة خلال يومين، في وقت تنتظر فيه الأسواق أرقام الطلب عليها عند طرحها في وقت لاحق من الشهر الحالي.

ولم تبتعد الأجهزة الجديدة عن التكهّنات التي سبقت مؤتمر أبل، الذي كشف عن 3 أجهزة آيفون وجيل جديد من الساعات الذكية وآخر من الأجهزة اللوحية، إضافة إلى منصة الألعاب وخدمة البث التلفزيوني التي ستنطلق مطلع نوفمبر المقبل.

وأطلقت أبل 3 هواتف جديدة هي، آيفون 11 وآيفون 11 برو وآيفون 11 برو ماكس وجاءت مطابقة لأحجام الأجهزة السابقة وبذات التصميم تقريبا. وسيفتح باب تسجيل الطلبات المسبقة، الجمعة، ليبدأ شحنها وبيعها في متاجر أبل في 20 سبتمبر الجاري.

وجاءت الهواتف بأسعار أجهزة العام الماضي نفسها، حيث يبدأ آيفون 11 بسعر 699 دولارا وآيفون 11 برو من 999 دولارا وآيفون 11 برو ماكس من 1099 دولارا.

وكان من العلامات الفارقة إحجام أبل عن دعم الجيل الخامس. وقال محللون إنها اعتمدت “أسلوبا متحفظا”، إلى حين طرح هواتف الجيل الخامس التي ستكون ذات سرعات أعلى لنقل البيانات العام القادم.

أبرز ما قدمته أبل

* هواتف آيفون 11 بكاميرات فائقة * مضاعفة

وظائف الساعة الذكية

* جيل جديد من أجهزة آيباد اللوحية

* بث تلفزيوني بسعر يقل عن ديزني

* إطلاق منصة ألعاب 'أبل أركيد'

* تثبيت مستوى الأسعار المرتفعة

* تأجيل دعم الجيل الخامس

وجاءت جميع الهواتف الجديدة بمعالج جديد متناهي الصغر هو “أي 13”، الذي قالت عنه أبل إنه الأسرع في الأجهزة المحمولة على الإطلاق.

وأعطت أبل زخما جديدا للخدمات بالإعلان عن موعد بث المحتوى التلفزيوني، الذي سيقدم برامج مشاهير مثل أوبرا وينفري، ومن المتوقع أن ينافس خدمات نتفليكس وديزني.

وقد يكون البث التلفزيوني أكبر الإغراءات، التي قدمتها أبل، خاصة أنها جاءت بسعر 4.99 دولا شهريا وهو ما يقل عن سعر خدمة ديزني، في وقت دخلت فيه الشركة منعطفا جديدا تركز فيه على الخدمات بدرجة تنافس تركيزها على الأجهزة والبرمجيات.

وقالت الشركة إن تلفزيون “أبل+” سوف يتاح في أكثر من 100 دولة وإن من يشتري أجهزة آيفون وآيباد وماك سيحصل على الخدمة مجانا
لمدة عام.

وجاء آيفون 11 مزودا بكاميرتين في الخلف، إحداهما بعدسة ذات زاوية عريضة للغاية، لكن النقلة النوعية في الكاميرات كانت من نصيب آيفون 11 برو، الذي استأثر بأكبر حصة من حدث أبل، الذي عقد في مسرح ستيف جوبز في مقر الشركة في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية.

وزوّدت أبل هاتف آيفون 11 برو بثلاث كاميرات في الخلف، الأولى بزاوية عريضة والثانية بعدسة مقرّبة والثالثة بعدسة عريضة للغاية، لتنقل تصوير الهاتف إلى منافسة الكاميرات الاحترافية.

ويستطيع آيفون 11 برو التقاط التسجيلات المصورة بالكاميرات الثلاث والكاميرا الأمامية في الوقت ذاته، وهي المزايا نفسها في جهاز آيفون 11 برو ماكس المزود بشاشة أكبر.

وقال ويل وونغ الخبير في شركة آي.دي.سي للأبحاث إن القدرات الفائقة للكاميرات هي نقطة البيع الرئيسية، لكن السوق ما زالت مليئة بالتحديات، سواء المنافسة أو أوضاع الاقتصاد العالمي.

وكشفت أبل عن الجيل الخامس من ساعتها الذكية “أبل ووتش” التي تضاعفت وظائفها خاصة في مجال التطبيقات الصحية، إضافة إلى ميزة بقاء الشاشة مستيقظة طوال الوقت.

وقدمت أبل جيلا جديدا من جهاز آيباد اللوحي الذي جاء بمزايا تشغيل كثيرة وشاشة مساحتها 10.2 بوصة ونظام تشغيل انفصل لأول مرة عن نظام تشغيل آي.أو.أس ليحمل اسم آيباد أو.أس.

وتمكنت أبل من زيادة مدى عمل البطارية في جميع الأجهزة الجديدة.

وتتباهي أبل منذ فترة طويلة بمزاياها التنافسية أمام سامسونغ التي تركز على تصنيع الهواتف وغوغل التي تزود معظم أجهزة الهاتف في العالم بأنظمة التشغيل.

وتروّج أبل لسيطرتها على مختلف قطاعات الأجهزة والبرمجيات والخدمات، وهو ما يمكّنها من احتكار الفئة العليا من الأجهزة وبأسعار أعلى تمكنها من حصة كبيرة من أرباح صناعة الهاتف الذكي رغم انخفاض حصتها في السوق.

وتتزامن الاستراتيجية الجديدة مع تراجع مبيعات آيفون على أساس سنوي في الرّبعين الماليين الأخيرين وتركيز المستثمرين على فرص النمو في مجال الخدمات.

كما أعلنت أبل أيضا أن خدمتها لألعاب الفيديو “أبل أركيد” سوف تستأثر بصفحة خاصة بها على متجر تطبيقاتها، وتتاح اعتبارا من 19 سبتمبر بسعر 4.99 دولارا شهريا، مع شهر مجّاني للتجربة.

وقال بن باجارين، المحلل لدى كرييتيف ستراتيجيز “إنها المرة الأولى التي سنتابع فيها استراتيجية أبل فيما يتعلق بالجوانب الثلاثة”؛ أي الأجهزة والبرمجيات والخدمات.

ويأتي اقتحام أبل لخدمات بث المحتوى في وقت تشهد ازدحاما غير مسبوق. فمنذ إعلانها الأول عن خدمة التلفزيون في مارس، كشف منافسون مثل ديزني، عن خدمة مماثلة بسعر 6.99 دولارا شهريا ستعرض محتوى الشركة المميز من برامج الأطفال.

وفي غياب أرشيف خاص من المحتوى التلفزيوني، سوف تضيف أبل إلى خدمة “تلفزيون أبل+” محتوى قنوات أخرى مثل أتش.بي.أو، لتتمكن من اقتطاع حصة من سوق سريع النمو.

وقال باجارين إن تحدي أبل هو إقناع المستهلكين بأن عائلة أجهزتها المختلفة هي المنصة الموحدة الأفضل لمشاهدة البرامج، رغم حقيقة أن نتفليكس لم تنضمّ حتى الآن إلى نظام المشاهدة المدمج هذا.

ومع ذلك ستكون نتفليكس متاحة كتطبيق منفصل على أجهزة أبل، وستظهر برامجها في نتائج البحث على تطبيق تلفزيون أبل.

ويرى باجارين أن “نتفليكس أشبه بفجوة” في تطبيق تلفزيون أبل “لكن لديها أمازون، وجميع القنوات مشاركة معها. كما أن الغالبية العظمى من مزودي المحتوى تتعاون مع تلفزيون أبل.”