تخبط وضياع مفاصل نظام ولاية الفقيه..

الصراع على السلطة والثروة في قمة هرم نظام الملالي الإيراني

المعمم إبراهيم رئيسي

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

قدم بيان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الصادر بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيسه، تحليلاً شاملاً لحالة نظام ولاية الفقيه وتطرق البيان إلى الصراع الدائر على السلطة والثروة في رأس نظام الملالي.

نعرض فيما يلي جوانب من البيان في هذا الشأن:

في التحليل النهائي: لا يجد خامنئي، الذي يواجه وضعاً اجتماعياً ملتهباً للغاية واحتجاجات متزايدة للشعب، أي حل سوى القمع والانكماش ،في مناسبات مختلفة، وخاصة في خطابه غير المسبوق في 22 مايو 2019، يعترف بحقيقة أن حزنه ينتهي عندما تتولى الأمور حكومة أسماها بـ "حكومة حزب اللهية".

قام خامنئي تمهيدا لتشكيل حكومته المقصودة بإسكات أصوات المعارضين وقمع نشطاء الحركات الاجتماعية، بتعيين المعمم "إبراهيم رئيسي" أحد المجرمين الرئيسيين في مذبحة السجناء السياسيين صيف عام 1988، رئيسا لسلطة القضاء.

جاء هذا التعيين على الرغم من فشل خامنئي بمخططه السابق بإناطة كرسي الرئاسة عام 2017 لهذا المجرم،وفي الوقت نفسه، قام بتعيين ثلاثة من أكثر قادة الحرس وحشية، وهم حسين سلامي" و"فدوي" و"محمد رضا نقدي"، في اعلى مناصب الحرس.

انتقد خامنئي علناً ​​وسراً حسن روحاني لسعيه الحثيث إلى كسب المزيد من السلطة. و لقد رد على مطالبة حسن روحاني بمزيد من السلطات، في 22 مايو من هذا العام، قائلاً: "سأل صديق، من المتحدثين المحترمين أن أوجه القصور والمشاكل التي نراها اليوم في المجتمع، هي نفس أوجه القصور والمشاكل التي تطرقتم إلى بعضها، أنها تتعلق بالبنية (بنية دستور النظام) أو المسؤولين؟ يمتلك الدستور بنية جيدة، أي أنه بخير، لكن البنية تكتمل مع مرور الوقت، ومع ذلك، لا أرى أي مشكلة في البنية". نعم، نحن المسؤولون لدينا أخطاء، أخطائنا ليست مثل أخطاء الناس العاديين، وعندما نرتكب خطأ، فإنه يخلق فجوات (انقسامات) كبيرة في المجتمع."

بعد فشل مخطط خامنئي في توحيد النظام والقضاء على "صراع الأجنحة" مع رئاسة المجرم "ابراهيم رئيسي"، التي ساهمت المقاومة بحملة مقاطعة تحت شعار "لا للجلاد، لا للدجال" في هذا الفشل (كان لمطالبة الحركة بمعاقبة مجرمي مجزرة صيف 1988، دوراً بارزاً بتعرية النظام)، تم تشكيل حكومة الظل تحت قيادة سعيد جليلي. وفي هذا الصدد صرح حميد رضا آصفي (سفير النظام السابق لفرنسا) في مقابلة أجريت معه يوم 15 سبتمبر 2018، معترفاً: "حكومة الظل لديها قوة كبيرة، لكنها ليست مسؤولة (لا احد يستطيع محاسبتها). لقد بذلوا جهدًا كبيرًا لافشال التوافق النووي وحاولوا بعد ذلك الإطاحة بحكومة حسن روحاني".

والحقيقة هي أنه بينما يرى النظام أنه على وشك السقوط ويدرك أن منبع التهديد الرئيسي هو وجدان المجتمع، وإن ممارسة الضغط الخارجي على النظام لم يؤدي إلى انخفاض حدة الصراع بين أجنحة النظام، وعلى الرغم من جهود خامنئي، فإن الصراعات الداخلية على السلطة اشتدت مع تزايد الضغوط الخارجية.

أعلن خامنئي، الذي يعتقد بأن الولايات المتحدة الامريكية لا ترغب بدخول حرب جديدة في المنطقة في 14 مايو 2019 في مأدبة إفطار بمناسبة حلول شهر رمضان، حضرها قادة النظام، عن سياساته موضحاً: "إن الخيار النهائي للشعب الإيراني [اقرأ خيار خامنئي] في وجه العدو هو المقاومة في جميع المجالات،لأن التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية هو سمّ زعاف، فلن تكون هناك حرب، بل الصراع هو صراع إرادات، وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد الا طريقتان لمواجهة العدو: المقاومة أو الاستسلام. لقد بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لتغيير حسابات مسؤولي النظام بالضغوط الاقتصادية الشديدة، أولاً وقبل كل شيء، لإجبارها على الاستسلام، وثانياً، دفع الشعب لمواجهة النظام".

تتمثل إحدى خصائص الوضع الحالي في عجز خامنئي بقمع الاحتجاجات وإخماد الحراك الاجتماعي.

لا يسمح الوضع الثوري السائد اليوم في الشاوع الإيراني لخامنئي بتعزيز مكانته وتنفيذ مخططه لتشكيل "حكومة الشاب الحزب الالهي". ولن تكون فعالة في إكمال عملية الانكماش. أظهرت أحداث العام الماضي أنه لا يمكن للنظام أن يحكم كما كان عليه، ولا الشعب مستعد للعيش في ظل هذا النظام وتوضح حقيقة الحرك الاجتماعي واالاحتجاجات المتزايدة للناس المنكوبة بارتفاع الاسعار واشتداد حدة الصراع في رأس السلطة.

مما لا شك فيه أن انخفاض "عدد المصلين في صلاة الجمعة، في جميع أنحاء ايران، إلى أقل من 100 ألف مصلي" حسب ما اعترف به المعمم المجرم "حسين موسوي تبريزي" وتهميش أكثر من خُمس سكان البلاد في مناطق فقيرة، وانتشار ظواهرمقلقة كالنوم في الشوارع والمقابر والسيارات وارتفاع حالات الانتحار، كل هذا نتيجة إجرام هذا النظام الفاسد والمكروه.