أضعف مرحلة للأمن القومي منذ أكثر من عام..

ماهو الرد الأمريكي المحتمل على الهجوم على المنشآت السعودية؟

الرئيس دونالد ترامب

واشنطن

زادت الهجمات على نظام إنتاج الطاقة السعودية الضغط على السياسة اخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، في وقت كان يبدو فيه فريقه للأمن القومي التابع في أضعف مرحلة منذ أكثر من عام.

هذا سيكون أسوأ وقت لمنح إيران تخفيفاً للعقوبات كما أوصت فرنسا لأنه سيعتبر استسلاماً للابتزاز

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إنه مع الاشتباه على نطاق واسع في تورط إيران في هجمات السبت، فإن ترامب يواجه أسئلة جديدة عن استراتيجيته لإيران ، مع مجموعة متناقصة من الأدوات المتاحة لتصعيد "الضغط الأقصى" للعقوبات التي تستهدف اقتصاد إيران.

ويواجه ترامب خيارات صعبة لزيادة الضغط المالي على إيران. وفرضت إدارته بعض العقوبات الأشد على الإطلاق على صناعة النفط الإيرانية، ورفضت تمديد الإعفاءات النفطية، وهددت بفرض عقوبات ثانوية على الكيانات التي لا تمتثل لها.


وصنفت بالفعل فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني منظمة إرهابية أجنبية. ويدير الحرس الثوري الإيراني برامج صواريخ باليستية في طهران، ورتبت قوة القدس تسليم أسلحة وتدريبات لميليشيات منذ ما قبل الحرب في سوريا، والعراق، وأماكن أخرى في المنطقة.

ضغط رحيل بولتون
وفي تحدٍ إضافي، تقول الصحيفة إن فريق السياسة الخارجية لإدارة ترامب بات تحت ضغط جديد بعد رحيل مستشار الأمن القومي جون بولتون في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وكان بولتون المهندس الرئيسي لاستراتيجية إيران وثالث مستشار للأمن القومي الذي يغادر البيت الأبيض، منذ 2017.

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو، أحد الصقور أيضاً، مدافعاً ثابتاً وصريحاً عن حملة الضغط القصوى منذ أن انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة النووية بين إيران وست قوى عالمية.

واشتبك في كثير من الأحيان مع بولتون، وهو الآن يتمتع بنفوذ على السياسة الخارجية أكثر من أي وقت مضى منذ انتقاله إلى الخارجية من وكالة الاستخبارات المركزية.

بومبيو
والسبت أصدر بومبيو أول رد أمريكي على الهجمات على إنتاج النفط السعودي، وألقى باللوم على إيران، وأكد أنه لا دليلاً على أن الضربات جاءت من اليمن، على عكس مزاعم الحوثيين هناك.

وقال، في تغريدات على تويتر: "وقفت طهران وراء ما يقرب من 100 هجوم على السعودية، بينما يتظاهر روحاني، وظريف بالتزام المسار الدبلوماسي".

وأضاف "في خضم كل الدعوات لوقف التصعيد، شنت إيران الآن هجوماً غير مسبوق على إمدادات الطاقة في العالم، ولا دليل على أن الهجمات جاءت من الأراضي اليمنية".

ودعا بومبيو كل الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران. وقال: "سنعمل مع شركائنا وحلفائنا لضمان استمرار الإمداد لأسواق الطاقة، إضافةً إلى إخضاع إيران للمساءلة عن عدوانها" ضد السعودية.

الرد الأمريكي المحتمل

ولفتت الصحيفة إلى أن الإجراءات الإضافية التي يمكن اتخاذها لزيادة الضغط الاقتصادي على إيران، لم تتضخ بعد.

وقد تأمل الإدارة في أن تقنع استخباراتها، التي تربط طهران بالهجمات، المزيد من الحلفاء الأوروبيين بالانضمام إلى استراتيجية ترامب في إيران، رغم المعارضة لنهجه.

ومع ذلك، كان رد فعل الموقعين الآخرين على الصفقة النووية الإيرانية يوم السبت بطيئاً، إذ لم تدن إلا المملكة المتحدة، الهجوم.

وتسببت هجمات السبت في عرقلة إنتاج النفط في السعودية، ما دفعها إلى خفض حوالي نصف إنتاجها العادي البالغ 9.8 مليون برميل يومياً.

الاجتماع مع روحاني
وسبق لبومبيو أن قال هذا الأسبوع، إن ترامب يمكن أن يجتمع مع نظيره الإيراني حسن روحاني، عندما يجتمع قادة العالم في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر لحضور الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

إلا أن الصحيفة ترى أن هذا الاجتماع أصبح الآن غير مرجح.

وأضافت أن المبادرة الفرنسية لتوفير الإغاثة الاقتصادية لإيران ضد العقوبات الأمريكية مقابل امتثالها التام لاتفاقية النووية، تبدو على الأرجح في طريقها لتلقى مصير الجهود الأوروبية السابقة للتوسط من أجل حل.

استسلام للابتزاز
وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المؤسسة الفكرية في واشنطن، إن هذا سيكون أسوأ وقت لمنح إيران تخفيفاً للعقوبات كما أوصت فرنسا، لأنه سيعتبر استسلاماً للابتزاز.

وأضاف "أثبت الإسرائيليون أحياناً أن رد الفعل العسكري على عدوان النظام في إيران ووكلائه، يشكل رادعاً حقيقياً...لا يمكن لواشنطن الاعتماد فقط على العقوبات باعتبارها الأداة الوحيدة للقوة".

ودعا جمهوريون بارزون يوم السبت إلى رد فعل أكثر حزماً.


وغرد السناتور ليندسي غراهام داعياً إدارة ترامب للرد على إيران، معتبراً أن ما حصل، مثال آخر على انصراف طهران عن السلام.

وقال غراهام: "حان الوقت الآن للولايات المتحدة لوضع هجوم على المصفاة الإيرانية على الطاولة، إذا استمرت في استفزازاتها أو زادت التخصيب النووي".

وقال كيرستن فونتينروز، المدير السابق لمنطقة الخليج في مجلس الأمن القومي: "لدى الولايات المتحدة خيارات محدودة للتدخل".