عرض الصحف العربية..

هجوم أرامكو رسالة إيرانية لواشنطن أم يكشف هشاشة السياسة السعودية

هجمات أرامكو

BBC العربية

واصلت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، مناقشة تداعيات الضربات التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص النفطيتين التابعتين لشركة أرامكو في المملكة العربية السعودية مؤخرا.

وحذر بعض الكُتّاب من أن الهجمات قد تؤدي إلى تصعيد "واسع وخطر" بالمنطقة، وألقوا باللائمة على إيران.

بينما رأى آخرون أن الهجمات كشفت "هشاشة السياسة السعودية".

"تصعيد خطر"

يرى غسان شربل في 'الشرق الأوسط ' اللندنية أن "العدوان على منشأتي النفط السعوديتين التابعتين لشركة أرامكو تصعيد واسع وخطر والبصمات على الرسالة واضحة مهما نفت طهران".

ويضيف شربل: "يدلُّ هذا التصعيد على مدى التوتر الذي يعيشه النظام الإيراني بفعل سياسة الضغط الأقصى الأمريكية. إنه صبٌّ لمزيد من الزيت على نار المنطقة بهدف امتحان الإدارة الأمريكية وتذكير واشنطن بقدرة طهران على تهديد إمدادات الطاقة، وجعلها رهينة إضافية في الأزمة المفتوحة".

وفي نفس الصحيفة، يُلقي سلمان الدوسري باللوم على إيران، ويقول إنها "بهذا العمل الإرهابي تواصل استراتيجيتها للرد على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتبعات ذلك من خطة الضغط الأقصى والعقوبات الأمريكية التي شلّت صناعتها النفطية، وتسببت في تعطيل اقتصادها".

وتتوقع منى صفوان في 'رأي اليوم ' اللندنية أن "ضرب أرامكو سيتوالى، وسوف تلتهب كل مضخات ومنشآت النفط العربية، لأنها هدف إيراني يهدد الاقتصاد العالمي وليس فقط السعودي، وهنا تدفع السعودية ثمن تبعيتها العمياء لأمريكا".

وتضيف: "ضرب أرامكو رسالة إيرانية واضحة، وهي أن تخفيض إنتاج النفط لن يصيب إيران وحدها، فإن كانت البلطجة الأمريكية تفرض العقوبات، فإن الرد العملي على البلطجة جاهز عبر الأذرع الطويلة، بقصف كل منشآت النفط".

"جريمة بحق العالم"

يقول فهد بن جليد في صحيفة "الجزيرة" السعودية إن "كل هجوم إرهابي يستهدف التأثير على مصادر النفط العالمية في السعودية تقف خلفه طهران، هذه حقيقة يعرفها العالم وإن حاولت بعض الدول تجاهلها وعدم التعامل معها لمصالح خاصة وضيِّقة، المتورِّط والمتعاطف سيدفعان الثمن -يوماً ما- فإقرار مثل هذه الأنشطة الإرهابية أو الصمت حيالها هو جريمة بحق العالم واقتصاده وليس السعودية وحدها".

في السياق ذاته، تقول "اليوم" السعودية في افتتاحيتها: "لا شك أن العمل الجبان الذي نفذته تلك الطغمة الفاجرة وزبانيتها باستهداف المرافق النفطية بالمملكة هو امتداد لتلك الأعمال الإجرامية السابقة التي نفذتها تلك الفئة الضالة وأعوانها مستهدفة المرافق النفطية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في المياه الإقليمية الخليجية، وتلك الهجمات السافرة بالطائرات المسيرة الإيرانية الصنع لا تضر بالمملكة ودول الخليج العربي فحسب، ولكنها تلحق أفدح الأضرار بإمدادات النفط لكافة دول العالم".

"هشاشة السياسة السعودية"

تحت عنوان "هجمات أرامكو تكشف هشاشة السياسة السعودية"، تقول 'القدس العربي ' اللندنية في افتتاحيتها: "على المستوى الإقليمي فإنها تأتي بعد أحداث عدن اليمنية التي قام خلالها حلفاء الإمارات العربية المتحدة من الانفصاليين بطرد الحكومة الشرعية اليمنية من العاصمة الجنوبية لليمن، وكشف الموقف السعودي المتواطئ مع الإمارات ضد حلفائها اليمنيين عن هزالة الأجندة السعودية المضطرة للتراجع أمام خطط الإمارات".

وتضيف الصحيفة: "رغم الضغوط الكبيرة التي ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تمارسها ضد إيران فليس متوقعا أن تغيّر الواقعة الأخيرة، رغم خطورتها الكبيرة، مواقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "الخلاصة أن حلفاء الرياض، في واشنطن وأبوظبي وأوروبا، لم يتركوها تتلقى الصدمات وأنواع الفشل والفضيحة فقط، بل يشاركون في الوقت نفسه في إضعافها وكشف هشاشة سياساتها الداخلية والخارجية".

ويرى حسن البراري في "الشرق" القطرية أن "الرياض عاجزة عن مواجهة إيران وبخاصة بعد أن تورطت في مستنقع اليمن الذي أضعف السعودية وجعلها غير قادرة على الأخذ بزمام المبادرة. لكن من يدقق في التسليح السعودي لا يمكن له إلا أن يلاحظ أن السعودية تمتلك منظومات عسكرية لا مثيل لها في منطقة التوتر ومع ذلك تحولت السعودية إلى قوة لا يخشاها أحد. هذه هي مشكلة الرياض الرئيسية أن مكانتها في المنطقة تراجعت كثيرا بالرغم من فائض القوة والدعم الأمريكي".