بعد وفاته

آراء وكتابات محمد الطالبى.. حلل الخمر وأنكر حد الردة

الكاتب الراحل محمد الطالبى

وكالات

رحل عن عالمنا اليوم الكاتب والفكر التونسى الكبير محمد الطالبى عن عمر ناهز 95 عاما. وتولى الراحل عددا من المناصب حيث عين الراحل أول عميد لكلية الآداب فى جامعة تونس فى عام 19555، وقد التحق بالجامعة التونسية حيث درّس التاريخ الإسلامى فى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس، قبل أن يشغل منصب عميد لنفس الكلية فى عام السبعينيات

 

وتولى فى الثمانينيات رئاسة اللجنة الثقافية الوطنية، وانضم إلى المجلس الوطنى للحريات فى تونس (المنظمات غير الحكومية غير المعترف بها من قبل الحكومة) فى عام 1995.

 

آراؤه

كان للراحل عددا من الآراء، وظهر "الطالبى" خلال لقاء تليفزيونى حلل خلاله ممارسة الجنس وشرب الخمر، مدعيا أن عدم ارتداء المرأة للحجاب ليس له عقوبة فى الإسلام، وهو نفس الأمر الذى ينطبق على حد الردة بحسب وصف الراحل.

 

كما كانت من ضمن آراء الكاتب الراحل إنكاره لعقوبة الرجم، مؤكدا "لا يوجد أى آية تتحدث عن الرجم" وكانت من ضمن أقواله: "أنا كعالم إسلامى أفسر النص القرآنى فقط ولا أشجع على أى فعل، لأن كل إنسان حرّ فى حياته الجنسية. لكننا فى المجتمعات الإسلامية نعانى من فهم خاطئ لعلاقة الدين بالجنس رغم أن القرآن فسرها وحدد أطرها بشكل واضح".

 

وقد دعا إلى القراءة من ناقلات القرآن الكريم الذى هو مراعاة القصد من الكتاب المقدس، وليس الأحكام الصادرة فى حقبة ماضية.

 

كتاب "ليطمئن قلبى"

صدر الكتاب للكاتب الراحل عن دار سراس للنشر فى أكتوبر عام 2007، ويتكون من 294 صفحة من الحجم المتوسط، و كان قد صدر له جزء أول تحت عنوان قضية الإيمان.

 
كتاب ليطمئن قلبي
 
 

ويهاجم محمد الطالبى فى هذا الكتاب على ما أسماه "الانسلاخسلامية" تحاشيا منه استعمال مصطلح الردة، حيث إنه يرفض "حكم الردة لتناقضه مع القرآن" (ص 12). وفى هذا الإطار ركز هجومه على مفكرين اثنين هما الفرنسى من أصل جزائرى محمد أركون والتونسى عبد المجيد الشرفى، كما تهجم على البابا بنوان 16.

 

ويقول الكاتب فى توطئة الكتاب: "قصدنا فى هذا الكتاب أن نبين لِمَ لَمْ نقع فيما وقع فيه من انسلخ عن الإسلام، بعد ما أتاه الله آياته. نعبّر عنهم بالانسلاخسلاميين لأننا نريد قصدا ان نتحاشى فى حقهم وصفهم بالمرتدين. لِمَ حُمّل هذا اللفظ، الذى اصبح مصطلحا فقهيا، من معانى الادانة التى تتجمع فى حكم الردة. إننا نرفض حكم الردة لتناقضه مع القرآن، والقرآن مرجعنا الوحيد وما وافقه من السنّة. فكلما تعارضت الاحاديث مع القرآن رفضناها".

 

كتاب "عيال الله"

صدر الكتاب عام 1992 عن مركز دراسات فلسفة الدين للنشر، وهو عبارة عن حوار مع المفكّر والمؤرّخ التونسى محمّد الطالبي.، لقد وقع إنجاز هذا الكتاب بفضل مجهودات كلّ من منصف بن ونّاس، شكرى المبخوت وحسن بن عثمان فى إطار سلسلة "شواغل".

كتاب عيال الله
 

ويطرح الكتاب قضايا فكرية وفقهية وتاريخية واجتماعية غير مفكر فيها بجدية فى المجتمعات العربية الإسلامية، وهو دعوة حارة موجهة الى العقل الإسلامى ليجدد وعيه بنفسه وبمحيطه العالمى من خلال تجديد قراءته للنص الدينى قراءة مقاصدية وقراءته لتراثه قراءة نقدية حتى يتجذر فى واقعه وعصره تجذرا خلاقا.. هذا فضلا عن تأملات وتساؤلات عميقة فى مواضيع معرفية عديدة انشغل بها الأستاذ الطالبى ونضجت فى تفكيره عبر تراكم خبرته العلمية و الروحية المديدة.